منوعات

القصة الكاملة للنمر الأسود الذي جسد شخصيته أحمد زكي

الأسود مع أحمد زكي

 

 

كتب | أحمد الدويري

في عام 1984 خرج عليها الفنان الكبير أحمد زكي بفيلم جديد ورائعة جديدة من روائعه التي دائمًا ما يجذب الجمهور إليه بها.

فيلم «النمر الأسود» بطولة الفنان أحمد زكي و أحمد مظهر و وفاء سالم، حقق نجاحً بالغاً ، لأنه تدور قصة الفيلم حول قصة حقيقية لكفاح العامل المصري محمد حسن المصري في ألمانيا الذي يتعلم من صغره مهنة الخراطة ويسافر للعمل بهذه الحرفة في ألمانيا.

من خلال هذا التقرير نرصد لكم القصة الحقيقية للشخصية التي جسدها أحمد زكي

النمر الأسود يسرد حياته

يقول محمد حسن : لا أنسى فضل الخواجة هانز لانه علمني الخراطة ورشحني للسفر الي المانيا ومنحني تذكرة المركب والقطار ، أصدقائي لم يصدقوني عندما قلت أنني ساعمل في أكبر مصانع المانيا ، وبدأت حياتي بـ3 مارك في الساعة والأكل والشرب والسكن على حسابهم .

أصعب لحظات حياته

وتابع أصعب لحظات حياتي عندما فسد بيض أمي وانا في عرض البحر ، والقبطان وافق على منحي الطعام في مقابل العمل في النظافة، حملت الشنطة لابن الخواجة أثناء ذهابه للنادي فدخلت عالم الملاكمة بالصدفة ، وعندما حصلت علي بطولة القاهرة وقعت للنادي الاهلي .

اخترعت فكرة الكروت المترجمة للوصول إلى العمل فقط ، ولصقت طوابع بريد مصرية علي جميع مباني المانيا حتي أعرف الطريق، عندما علمت بمرض احمد زكي الشديد حضرت من السويد مخصوص لزيارته ، ولا زلت احتفظ باخر صورة له معي .

حقيقة زواجه بحبيبته

وعن زواجه بحبيبته هيلجا :الفيلم أراد نهاية جميلة تعجب الناس ولكن هذا لم يحدث ، فأنا لم أتزوجها على الرغم من أنى أحببتها وهى أحبتني لأني أسمر وطباعي شرقية وقد ارتبطت معها بعلاقة وحملت في ابننا ولكن نظراً لظروفنا السيئة فقد طلبت منها أن تجهض الجنين ، وعندما تقدمت للزواج منها رفض والدها لأنها كانت ثرية وأنا فقير وقد قضيت معها وقتاً ممتعاً وبعد ذلك أحببت وتزوجت من إمرأة سويدية أكبر مني بسنوات .

موقف الشاب الألماني الذي وضع له عظمة في المياه

عن موقف الشاب الألماني الذي وضع له عظمة في المياه فقال هي حادثة حقيقية بالفعل ولكني لم أتشاجر معه وعندما تحدثت مع أحمد زكي إقترح أن تكون هناك مشاجرة قائلاً لي« المصريون مش جبناء يا محمد ولازم يعرفوا كده» .

وقال تركت ألمانيا بسبب المعاملة العنصرية ، قائلاً بالفعل والد هيلجا هدد اكثر من مرة بقتلي إذا لم أغادر ألمانيا ، فنصحتني زوجتي السويدية بالذهاب إلى السويد لأن المستقبل هناك أفضل والسويد في حاجة إلى أفكاري التي بدأت تخرج إلى النور .

والغريب أن محمد حسن المصري لم يحترف الملاكمة رغم عشقه لها لأن زوجته عندما أصبح في سن الـ 32 طلبت منه ذلك وقالت له يا محمد البوكس خطير جدا ولابد أن تتوقف عنه ، فالملاكمة رياضة جميلة طالما أنت صغير ولكن عندما يتقدم بك السن لابد أن تراعي ذلك .

أما عن علاقة محمد حسن بالفنان أحمد زكي فقال :التقيت الفنان أحمد زكي أكثر من مرة كانت أول مرة عندما دعاني المخرج عاطف سالم والمؤلف أحمد ابو الفتوح لجلسه قبل بدأ تصوير فيلم النمر الأسود.

وعندما ذهبت وجدت جميع فناني الفيلم موجودون ، ولاحظت أن احمد زكي يقلدني في كل حركة أقوم بها ، وقال لي «يا ريت يا محمد تيجي كتير وتتصرف بطبيعتك زي ما كنت زمان وتقولي علي كل كبيرة وصغيرة عشان انا عايز عمل يدخل قلب الناس».

والحقيقة كان فنانا بمعني الكلمة ، وعندما علمت أنه مريضًا ويحتضر، حضرت من السويد خصيصًا لزيارته قبل أن يموت بثلاث أيام، وكان الجميع يرفض دخولي عليه لأنه مريض جدا ، ولكن تحت إصراري دخلوا وقالوا إن النمر الأسود يريد مقابلتك ، فنادي علي من الداخل ادخل يا محمد.

وبمجرد دخولي علية هالني ما رأيت ، وقبل أن يجلس التقطت له آخر صورة وهو على فراش الموت ، وطالبت من الفنانة مديحة يسري التي كانت حاضرة أن تلتقط لي معه آخر صورة معه .

النهاية

لم يكن يتخيل أو نتخيل نحن أن تكون نهاية الأسطورة «محمد حسن» أو النمر الأسود تحت عجلات مترو الأنفاق في مصر بعد أن خرج من شقة شقيقته فايزة المقيمة في السيدة زينب صباحًا وكانت هذه آخر مرة ترى شقيقها في ذلك اليوم الذي تأخر فيه عن العودة لمنزلها فأصابها القلق خاصة أنه يعاني من الزهايمر، وكانت دائما ما تنصحه بالانتباه لنفسه حين يقول لها أنا نازل بقي يا أختي عندي شويه شغل أخلصهم ، فتقول له «أنت في مصر يا أخويا مش في السويد» .

انتاب القلق والحيرة قلب الأخت على شقيقها محمد الذي لم يكن معتادًا التأخر عليها ، أصاب قلبها غصة حين سمعت من الباعة في السوق أن شخصا قتل في حادث بالمترو.

حاولت مثلما يفعل الكثيرون تحرير محضر لدى الشرطة لكن مسئولي الأمن رفضوا لعدم مرور 24 ساعة على غيابه.

فانتظرت حتى انتشر خبر قتيل المترو الذي مات على قضبان محطة محمد نجيب لتكتب نهاية مأساوية لالنمر الأسود الملاكم ورجل الأعمال الشهير في ألمانيا والسويد الذي صدمه القطار فأرداه قتيلا .

 

الأسود

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى