مقالات القراء

آلاء محي| تكتب: الإرهاب تحت مظلة الإسلام

 

محي
تذهبُ شمس يوماً ولم تأتي شمسُ الآخر ،فكُل يوم ظلمته أشد مما قبله ،وما أشبه اليوم بالبارحة ،تمُر الأيام سريعاً وجرائمهم تمُر أسرع ،والخسة تزداد في قلوبهم ،اعتذِر لذِكري كلمة قلوب ، فهؤلاء بلا قلوب ،ولا يجب وصفهم بشئ من الآدمية ،فهؤلاء لا عقل لهم ولا دين ،فهم عميان عن كل حقيقة وعقولهم في آذآنهم .

أسئل نفسي دائماً ما الذي يدفع هؤلاء لفعل تلك الجرائم من قتل وتفجير وما يسمى بالأعمال الإرهابية ،هل ثأرٍ أم انتقام من جهة لا يقدرون على مواجهتها فيطفئوا غضبهم بقتل المواطنين العُزّل ! ،أم حُباً في الدين وامتثالاً لأوامره وتقرُباً إلى اللّه ؟ ،ولكن أي دين يدعوهم إلى فعل تلك الجرائم البشعة تحت مُسمى التدين ؟ ،أي دين يأمر بقتل أبرياء مع وعد القاتل بالفوز بالجنة والرضا في الدُنيا ،وأي دين يأمر بترويع المواطنين بدور العبادة ! ،أهؤلاء حقاً ينتمون لدين الإسلام ؟! .

أيُعقل أن الدين الذي يدعو للسلام والتسامح ومعاملة الناس بالحُسنى وكف الأذي عنهم حتى وإن كانوا على دين غيره ،أن يأمر بتلك الأعمال الإجرامية التي يقوم بها هؤلاء تحت أسمه ورايته ؟! ،ألم يذكُر نبي اللّه في حديثه الشريف أن «أول ما يُقضى بين الناس في الدماء»! ،ألم يُرشدنا المُصطفى إلى «زوال الدُنيا أهون عند اللّه من قتل رجُل مسلم» أولم يُحذرنا الصادق الأمين قائلاً «لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم اللّه في النار» ؟ ،اليس هذا رسول الإسلام الذي جاء بأوامر اللّه لأهل دين الإسلام ؟ لم أرى في دينه وأحاديثه أمر بالقتل والإرهاب ،أي إسلام تتحدثون عنه او تنتمون إليه ! لا واللّه بل الإسلام برئ منكم ومن أعمالكم ،فأنتم لادين لكم نعم ،فالإرهاب ليس له دين .

دائماً لم أقتنع بوجود أشخاص يستطيعون السيطرة على تفكير غيرهم من الشباب ،وإقناعهم بأفكارهم المسمومة كالإرهاب من أجل نُصرة الدين الإسلامي وذلك لأني لم أصدق يوماً أنه يوجد من يُصدقهم ويستمع لهذه الخُرافات ،ألم يكُن لهم عقل ؟ ،كيف ينخرطون في هذا الطريق دون الإمعان في التفكير والرجوع إلي أهل العلم! ،أهل العلم ؟! ،وأين أهل العلم من كُل هذا الفساد الديني والأخلاقي الذي يُحاوطنا من كُل اتجاه ! .

وهنا يجب أن أُسلِط الضوء على أمر هام وهو «من المسئول ؟!» ،يومياً يُلحد شباب من المسلمين لم أقصد هُنا الإلحاد عن الدين وفقط ،بل أيضاً الإلحاد بأفكارهم المتطرفة بعيداً عن أفكار الدين السوية ،إلحادهم بالتفكير في أمور الدين العاجزون عن فهمها مما يؤدي بهم إلي التشكيك بأمور دينهم ،مما يُسهل على المتطرفين على السيطرة على عقول أبناء الدين بأفكارهم المتطرفة ،مما لا يتيح الفرصة للشباب بالسؤال في أمور دينهم بسبب غياب رجال الدين وأهل العلم ،لا يوجد الآن من يوجه الشباب ويُعلمهم صحيح الدين ،وكيف يأتي ذلك وأهل الدين يختلفون فيه ،فاليوم يُحرم رجُل ما أحله الآخر بالأمس وبدون علم ،فمن المسئول عن تلك الفجوة التي أقامها رجال الدين في المجتمع ،من المسئول عن ذلك الانحراف المُجتمعي بسبب غياب الدين ؟ ،من المسئول عن جهل أبناء الدين بدينهم بل والتطاول عليه بهذه الجُرأة ؟ ،جُرأة في انتساب أفكار إجرامية لهذا الدين ،جُرأة في ارتكاب أمور بشعة تحت مُسمى الدين ،جُرأة على فعل عكس ما أمرنا به هذا الدين ،جُرأة في التطاول على أمور الدين وإنكارها ،جُرأة في عدم الأمتثال لأوامره ،أنا لا ألوم فقط الإرهابيين ،ولا الشباب المغيب الذي يقوم بالتنفيذ دون التفكير والسؤال وفهم أمور دينه مع اعترافي بأنهم يحملون الكثير من الخطأ ولا أُبرأهم من هذا الذنب العظيم الذي ارتكبوه في حق المُجتمع والدين وأيضاً أنفسهم ،ولكن الخطأ الأكبر والجريمة التي لا تقل إجراماً عن جريمتهم هي تهاون رجال الدين في نشر الدين الصحيح والعقيدة السليمة في المجتمع .

وفي النهاية أود أن أتسائل إلى متى سيستمر الوضع هكذا ،يسعى كُل فرد وراء مصلحته الشخصية ،وتدمير أسس الدين السليمة في المجتمع الإسلامي ،إلى متى سيستمر انتشار الأفكار العلمانية والمتطرفة ،إلى متى سيظل رجال الدين منشغلين عن أساس عملهم ونشر الدين ،إلى متى سيستمر مُسلسل الإرهاب تحت عنوان الإسلام ؟! .

زر الذهاب إلى الأعلى