مقالاتمقالات القراء

أحمد الدويري | يكتب : أبوحماد فيينا مصر

الدويري

مما لاشك فيه أننا إذا قمنا بالبحث عن كلمة أبوحماد، خلال الفترة الماضية نجد أن الكوارث والمشاكل والأزمات تتصدر المشهد .

بكل تأكيد هذا لم ولن يرضي كل من يحمل في بطاقته الشخصية أبوحماد، فالمدينة والقرى والمركز بأكمله هو واقع يعيش فينا دائمًا وأقدر فينا في كل واحد يحاول ويسعى ويجتهد لتصبح أبوحماد الأفضل دائمًا.

مفيش إمكانيات، مفيش مسئول بيسمع، مفيش فايد، كل هذه المكونات السابقة في وجهة نظري المتواضعة ما هي إلا شماعة ، نستطيع القول بأنها أقاويل اعتدنا عليها.

لكن دعونا نتفق جميعًا على بعض النقاط الهامة أهمها هناك مشكلة قمامة بالفعل، هناك مشكلة باعة جائلين بالفعل، هناك تكدس مروري بالفعل، هناك أزمة رقابة على السلع بالفعل، وهناك الكثير والكثير.

وأيضًا لابد لكل واحد منا أن يعي تمامًا وينصت جيدًا، من المتهم الرئيسي في هذا الأمر؟ ، سأقول لك حتمًا هو أنت أيها المواطن، أنت من يقع عليك العبء كله، أنت من يتحمل 90% من المسئولية.

حاول أن تسأل نفسك وتجيب عليك أيضًا، من يلقي القمامة في الشوارع؟ من يقوم بالكتابة على الحوائط وتشويه الجدران، من يقوم بالجلوس في الأماكن الغير مخصصة له في الشوارع؟ ، من يتعدى على حرم الشارع ويعمل تندات لمحله؟، من يقوم بالحفر في الشوارع وتوصيل المياه لأرضه ويُهلك الأسفلت؟ وأخيرًا وليس آخرها من يقوم بدفع الرشاوى للمسئول لإنهاء مشكلته.

من يعرفني جيدًا يدرك تمامًا أنني لم ولن أدافع عن أي مسئول أو أجامله مهما كان اسمه وحجمه، وأقف دائمًا في صف المواطن لتوصيل شكواه إليهم.

ولكن إذا نظرنا جيدًا إلى مشاكلنا الحقيقة نجد أنها موجودة بداخلنا، أنت تعلم وأنا أعلم أن لو فُرضت غرامة على أمر ما وطُبقت بحزافيرها، والله لن تقوم بعمل المشكلة أو حتى التفكير فيها.

ولكن اعتمادنا كليًا على أن المسئول هو من يحل الأزمة التي يفعلها المواطن بكامل إرادته، هي مشكلة في حد ذاته.

أعلم أنك تقول جيدًا أن هناك مسئول يجلس في مكتبه محاط بالتكييف ومن يقوم على خدمته من مكتب، ومن يقوم بتصويره أينما يتحرك ليخبرنا أن هذا المسئول يقوم بعمله المطلوب منه ! لكن ما مشكلتنا أنه يقوم بعمله الذي يتقاضى عليه راتب ؟.

ما السبب في أننا نعرف أنه يقوم بعمله المنوط به والمكلف به من المسئول الأعلى.

لذلك أقول لك فكر في نفسك وفي النهوض بالمدينة أو القرية أو الحي أو الشارع، هل فكرت يومًا في أن تصبح مدينة أبوحماد هي فيينا مصر؟

أرى منك الآن نظرة الاستخفاف لما أكتبه، أو التقليل من شأنه، لكن تخيل معي عزيزي القارئ، منذ دخولك لمدينة أبوحماد من أول المسجد المقام في مدخل عزبة رجب، أولاً يلتزم السائقين بموقف الزقازيق الموجود في بداية المدينة.

ثم للقادم من الزقازيق إلى دخوله المدينة لا وجود للتوكتوك على جانبي الطريق ولا تجد من يقابلك أمامك من السيارات في الطريق المخالف، ولكن تشعر أن كل من السيارة تلتزم بالحارة المخصصة لها.

زرع أشجار على جانبي الطريق بطريقة أفضل مما عليها الآن، وأيضًا على الحاجز الخرساني الفاصل بين القادم من الزقازيق والمتجه إليه.

الأنوار الملونة محاطة بك، والأشجار والورود في مدخل المدينة، تجعلك تلتقط الصور الفوتوغرافية، والسيلفي مع أصدقائك وأهلك.

تواصل الدخول إلى المدينة في قمة هدوءك، تجد المحلات ملتزمة تمامًا بعدم إلقاء القمامة في الشوارع، ولا يوجد فاتيرانات عرض خارج المحل، كل ملتزم بمكانه، لا يوجد مقهى مخالف ولا توجد الكراسي والطرابيزات في منتصف الطريق.

كوبري السمك والمركز الصداع المزمن في رأس أي مواطن ومسئول، دعونا نتخيله بدون باعة جائلين، وبدون تكسير في الطرق وبدون التوكتوك.

هو فقط ممشي للمواطن ، بعيدًا عن ازدحام السيارات، لأننا وجدنا منذ بداية دخولنا المدينة التزام كل سيارة بالحارة المخصصة لها، وبالتالي لن نحتاج لرجل لمرور ينظم الحركة المرورية على الكباري، لأن الكوبري لن يأخذ دقيقة حتى تمشي عليه.

فإذا كنت على كوبري المركز تريد الدخول إلى المدينة، تجد أن مركز الشرطة على يسارك ومجلس المدينة على يمينك، ولا أكاد أجزم في أنها كلاهما يحتاج إلى أن نقول أنه لا يوجد قمامة أو غيرها، فهما من المفترض قدوة لباقي المناطق.

فبالتالي تسيطر نظافة المنطقة على كلاً منهما، وأكرر أيضًا اختفى التوكتوك من المنطقة وأصبحت الشوارع للسيارات فقط للقادم إلى المدينة والخارج منها.

كوبري المركز مضاء بالإنارة الملونة التي تبهر الحاضرين، وبه مكان لمن يريد الجلوس، قبل الدخول على كوبري السمك نجد موقف بلبيس وبعض القرى أمام إدارة الري هو أزمة، وبما أننا نتخيل فهو غير موجود بالمرة ولا هناك باعة ولا غيرهم، تنظر إلى كوبرى السمك من بعيد  تجد أنه يسيطر عليه الهدوء تمامًا كما عليه كوبري المركز.

الورود والزهور على جانبيه والأنوار وإضاءة خيالية على جانبيه، والمواطن في حالة من السعادة الكبيرة، تدخل إلى شارع الجيش لايوج بائع متجول واحد.

كلهم تم نقله إلى ما بعد السكة الحديد، وبالتالي الشارع فارغ، إذا كنت مواطن بدون سيارة فتستمع بالمشي فيه، وإذا كنت بسيارة فيسهل عليك الدخول فيه عكس الآن تمامًا.

وبالطبع لا يوجد أزمة صرف صحي في الشارع الذي اشتهر بذلك «شارع الجيش»، ولكن كل الأمور على ما يرام، أصحاب المحال التجارية ملتزمة بمنطقتهم لا يوجد ما نحن فيه الآن من ازدحام مروري ضخم في هذه المنطقة.

عزيزي القارئ أفيق من الحلم واستيقظ، ولكن انتبه من فضلك، هل هذا مستحيل أن يحدث ؟ من وجهة نظري ليس مستحيلاً على الإطلاق.

فإذا نظرت إلى من تخيلناه سويًا نجد أنك كنت سعيد وأنت تقرأ هذه الكلمات، بل رسمت في ذهنك أبوحماد أنها فيينا عاصمة النمسا الساحرة التي تعد من أكثر مدن العالم خضرة وتختزن عددا كبيرا من الحدائق والمتنزهات.

وهذا ليس ببعيد، هو فقط يحتاج إلى البدء من أنفسنا والتغاضي عن مشاكلنا، نحن من وضعنا أنفسنا في هذه الأزمات التي تمر بها أبوحماد، ونحن أيضًا من نقوم بحلها، فقط ابدأ بنفسك ولا تقارن نفسك بأحد، فأنت من يصنع الحلم وأنت من يطبقه.

 

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى