رأيمقالات

أحمد حلمى | يكتب: ما بين الحج و العمرة و الإعلانات

أحمد-حلميالحج من أركان الاسلام وهو الركن الوحيد الذى حدد الله فيه أنه لمن إستطاع إليه سبيلاً  ، أى أنه من يستطيع القيام به فعليه ذلك و من لم يستطع و الله اعلم بما فى القلوب فهو على ما نوى فقد يكتب له ثواب فريضه الحج و هو فى مقعده ، وفى الإستطاعة من عدمها تعددت و تناولت جوانب عديدة ، وهى تخص مقدرة الفرد على القيام بالفريضة سواء كانت المقدرة مادية أو جسدية أو متعلقة ببعد المكان أو متعلقة بأولويات حياتية كإنفاق المال فى أهل البيت أو العلاج أو التعليم أو تقديم الزواج على الحج وهكذت ، فكما قلت مسبقا الله هو الأعلم بالنية داخل كل انسان .


شرط الله لهذه الفريضة الجليلة شروط و أحكام بدءاً من كيفية أداء المناسك فى ترتيب معين و إنتهائاً إلى التحلل من الفريضة و العوده للحياة الدنيوية مرة أخرى ، ومن ضمن أهم هذه الشروط هو لبس الإحرام فهو ذو مواصفات معينة كان يكون أبيض و بلا مخيط وكان الغرض من ذلك فى بعض التفاسير هو البساطة و الإحساس بالفقير لترقيق القلوب على بعضنا البعض فما من عبد يأتى أشعس أغبر إلا وغفر الله له ، و الله تعالى أعلى و أعلم ، فالغرض من الحج هو تلبية لنداء الله بشروط وضعها الله لمن إستطاع .

أتعجب فى هذه الأيام من الكم الهائل من الاعلانات الترويجية عن الاقامة فى فنادق الخمس نجوم فى الحرم و كأن الحج اصبح سياحه خمس نجوم وليس تلبية لنداء الله شعساً غبراً .


والأهم من ذلك أن المغالاة المادية فى الحج فرضت نفسها على الفريضة نظرا لما جرى العرف عليه مؤخرا من الامتيازات السياحية التى تزيد الحاجز كل فترة بين المستطيع و تجعله غير قادر فإزدادت بسببها الفجوة بين الغنى و الفقير  ، فبدلا من أن يتم تسخير الاقامة و السكن و وسائل المواصلات ، أصبحت هى تعجيزات الحج المادية الموضوعة من البشر ، فالأكل خمس نجوم و الاقامه خمس نجوم و التنقل خمس نجوم .


لا مانع من تطوير الشعيرة الدينية ولكن بشرط ألا تؤثر على المقصد الرئيسي منها وهو التقرب لله بها فى حدود المعقول حتى لا تزيد و تتسع الفجوة بين الغنى و الفقير بدلاً من أن يشعر الغنى بالفقير .

فى رأيي أنه إذا دخلت الدنيا فى الدين أفسدته ، و الدين هنا الحج و الدنيا هى المكاسب المالية بجنون .
أسأل الله أن يمن علينا جميعا بالحج و ان يعفو و يغفر لكل مستطيع ولكن غير قادر و ايضا لكل غير مستطيع و غير قادر .

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى