رأي

أحمد حلمي أيوب | يكتب : عندما يحبك الله

 

أحمد حلمي

 

عندما يُحِبَكْ الله يرسل لك أحداً لكى يقصدك فى حاجة يفزع إليك بها … وهو فى الأصل يدله الله عليك …لأنها تؤرقه ولا تريح قلبه و تجعله من أهل الهم و الغم …
فعندما يفزع إليك هذا المحتاج فأعلم أنك دخلت زمرة أهل الإختصاص الذين إختصهم الله تعالى بقضاء حوائج الغير.
لذا … عادة تكون أنت بين خيارين .
الأول وهو أن تعتذر بمنتهى الهدوء فى حالة عدم قدرتك على المساعدة ولك فى هذا كل الإحترام … لكن عليك أن تعيد حسابتك مره أخرى إذا تكرر هذا الأمر لأنه موجه من الله تعالى لك مباشرة .
الثانى وهو إن أردت أن تقوم به لوجه الله فيجب أن تقوم به بمنتهى الإهتمام و الحرص على تمامه و نجاحه على أكمل وجه … وذلك فى حالة كونك بالفعل تبتغى وجه الله فقط دونا أحد من العباد …
لأن مقدار سعادة العبد بتحقيق مطلبه هو بدءاً بمقابلتك له و بحرصك على عدم إيذاءه قبل تقديم العون له حتى و أنت تلبى له طلبه لتبيان مدى أهمية ما تقوم به تجاهه !!!
يكفى فقط أن تقوم بما حدده الله لك من إمكانيات و كما ذكرت مسبقا ليس لزاما عليك بعد ذلك أن تغيثه إذا لجأ إليك مرة أخرى … لكن إذا قبلت فأفعل ما يليق بالله تعالى .

أرى أنه من الضرورى أن تجعل صاحب الحاجة يستشعر أنك تقدم له أغلى ما عندك و أترك الله هو من يقدر تعبك و سعيك مع الغير … فلا تتحرك مع الغير فى قضاء مطلبه ببرود نظرا لإعتيادك على فعل هذه المسألة ولو أمعنت قليلا فى صلاحياتك الدنيوية فما هى إلا توفيق من الله لك و علو لدرجاتك عن الغير … فيقول تعالى فى سورة الزخرف
(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ).
فلا تغتر بها و إحمد الله أنك من أهل المكانة في الدنيا ولست من أهل الحاجة
.. قَدِْم الأحاسيس الطيبه تجاه السائل دائما… ثم أترك الله يقدر سعيك و تعبك كما هو يريد …
وإياك أن تشعر غيرك أنك تَمِنْ عليه … فليس هناك عند الله أسهل من تبديل الأحوال !!!
وأيضا ليس هناك أبسط من الأخذ بيد الغير بمنتهى اللطف لبر الأمان.
وإياك وإخبار الغير عن ما تقوم به على سبيل الإستعراض لأن خيط رفيع جدا يفصل بين المباهاة وبين الإخبار بصالح العمل ليقتدى به الغير .. وهى ليست سهله لأنها من أهم مداخل الشيطان للنفس … فكن حذراً فيمن تساعده لوجه الله لأنه بداية طريق الكبر والغرور الخفى .
فما كان لله فجزاؤه من عند الله و هو فقط من يُقْيِمُهٌ .
فكما انت حريص على المساعدة كن حريصاً أيضاً على مشاعره لأن أصعب و أقسى ألم هو الألم النفسي فهو يجرح و يؤلم كثيرا . أرجوك ….. لا تَمُن على الله بصالح الأعمال فهو غنى عن العالمين … فليس بالضرورة على الله أن تفعل الخير و يجازيك به لأنه ليس شرطا … فكم من عمل يكون هباءاً منثوراً .

أيضا عندما تجد أحدهم يتواصل معك ولو بمكالمة بسيطه دون أى طلب أو مسأله إعلم جيدا أن الله حبب فيك أحد من خلقه لأنه يحبك .. فأرجوك أحببه أنت أيضا بمنتهى الود و إجعله يشعر أنه من الصفوه لكى يجعلك الله أنت أيضا من الصفوة .
على كل حال … على قدر عطاء الله لك من الخير حتى و إن جعلك ملجأءاً لسؤال الغير منك أو حتى سؤالهم و إطمئنانهم عليك فهو على قدر حب الله لك.
لذا فعامل الله فى عباده بحُسن المعاملة .
ولا تستعرض بما قدمته له أمام الغير و إجعل إحسانك معه بزيادة ….
وأخيرا لا تطلب منه أن يدعو لك إلا إذا قام بها هو من نفسه… و أترك الله يجازيك كما يرى فهو المطلع بكل الأمور .

 المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توادي، إنما يعبر عن رأي صاحبه

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى