مقالات

أحمد حلمي | يكتب : هنيئاً لفائز رمضان

أحمد حلمي

 

 

كل عام و حضراتكم جميعا بخير ….تهل علينا نفحات الأيام المباركة و تعلن عن قرب حلول شهر رمضان المبارك ….لذا أود أن أحييكم جميعاً و أسال الله لي و لكم أن يتقبل منا صيامنا و أعمالنا … و أن يبدل الله لنا جميعا سيئاتنا بحسنات و ان ينعم علينا جميعا برفقة المصطفى صلى الله عليه و سلم فى الفردوس الاعلى …. آمين
بداية …و عندما قررت أن أكتب كلماتى لكم بخصوص موضوع معين لم أجد أجمل من مناسبة حلول شهر رمضان، وعندما عزمت على إختيار الموضوع وجدت نفسى في حيرة، ففيما أكتب فأنا لست بواعظ ديني و لست متخصصاً في الفتاوى و أخاف أن أخوض في أمور أتحمل مسئوليتها و أنا لست أهلاً لها.
فمن هذا المنطلق قررت أن أتكلم عن عادة من عادات و تقاليد الشهر الفضيل وهى عادة الإسراف في إعداد الطعام من ناحيتها كعادة إجتماعية والتي يقوم بها الجميع عن قصد أو بدون قصد ولكنها في وقتنا الحالي غير مرغوبة وبمعنى أكثر دقة ووضوحاً فهى عادة غيرت الغرض من الشهر الكريم من الصبر و الإحساس بالغير المحتاج إلى الإسراف المبالغ فيه و هو ما يؤدى للجور على حقوق النفس أولاً لعدم تشبعها بروحانيات الشهر الفضيل، والجور أيضاً على حقوق الغير في متطلباته و إحتياجاته التي لا يجدها إما لنقصانها من السوق أو حتى لغلاء أسعارها نتيجة للإسراف في الشراء من قبل القادر فيزيد الحمل على الغير قادر.
فالله سبحانه و تعالى شرع لنا فرض الصوم كركن رابع من أركان الإسلام الخمسة، واختصه بفضائل كثيرة من رحمة و مغفرة و عتق من النار، وأيضا ليلة القدر التي إذا وافقها شخص كان من الفائزين فهى خير من ألف شهر و التى نزل بها القرآن على الرسول صلى الله عليه و سلم بقوله تعالى «إنا أنزلناه فى ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر *ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هى حتى مطلع الفجر»

لن أطيل فى الشق الدينى ولكن أود أن أذكركم بقول الله تعالى ي«ابنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد و كلوا و إشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين»

فالإسراف المقصود هو ما زاد عن الحاجة و فاض فهو حق الغير أتحدث عن الإسراف فى إعداد الطعام على مائدة الإفطار بشكل يومي عند بعض وليس كل الناس .
فلا مانع من الإحتفاء و الإحتفال بالإفطار اليومى وخاصة أن الرسول عليه الصلاة و السلام قال  «للصائم فرحتان فرحة عندما يفطر وفرحة عندما يلقى ربه» والفرحة المقصودة بالإفطار هى فرحة تقبل الله الصوم بإنتهاء اليوم و كسر الصيام بالأكل أو الشرب إعلاناً عن إنتهاء يوم و الإستعداد ليوم جديد .
ولكن قد يسرف بعض الناس فى تعدد و تنوع أنواع و أصناف الأكلات و بالطبع يتبقى و يفيض الكثير و الكثير فلما الإسراف  لا مانع من ذلك ولكن على سبيل المثال من وجهة نظرى وقد أخطأ قبل أن أصيب، فإذا تعددت الأصناف فلما لا يتم إعداد وجبات من هذا الإفطار و توزيعها على الأشخاص ذوى الحاجة بنية إفطار صائم ولا يشترط شخص بعينه فالنية لله و كل صدقه لها متلقيها، فثواب إفطار صائم لا يعلم جزاؤه إلا الله جل و علا، أعتقد هذا أفضل كثيرا من أن يتم إلقاء الطعام في سلة المهملات دون إنتفاع به و هذا ما يحدث للأسف فى بعض البيوت و للأسف أيضاً البيوت القادرة و المرفهه ! و من ناحيه أخرى أرى و جميعنا يرى غلاء الأسعار و قلة البضاعة فلما الإقبال على الشراء بكميات كبيرة من كل فرد مما يؤدى لقلة المعروض و هو ما يستغله بعض و ليس كل التجار فى غلاء الأسعار !!!
رمضان هو ضيفاً يحل بالخيرات بجميع أنواعها و هنيئاً لمن فاز بها و أعتقد أن رمضان الزمن الحالي يتطلب فعلاً الصوم ليس على الأكل أو مبطلات الصوم فقط ولكن أيضاً الإمساك عن الإسراف فى الشراء و الإسراف فى إعداد الطعام لأنه بطبيعة الحال إذا قل السحب على المنتجات فقط فى حدود الحاجة اليومية لتوافر للجميع و أصبح في متناول الغني و الفقير أيضاً.
فلنجعل جميعاً شهر رمضان شهراً ننال به الرحمة و المغفرة و العتق من النار بأمر الله و هنيئاً للفائز فى شهر مضان كلٌ حسب إجتهاده و ما يقدمه من طاعات بنية خالصة لله جل و علا.

أسأل الله أن نكون من الفائزين جميعاً و أن يبارك لنا جميعاً و يهدينا للصواب و يجعلنا في رضاه فى الدنيا و الآخرة …. آمين
وكل عام و نحن جميعا بخير

  • الأراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي ، بينما تعبر عن رأي الكاتب.

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى