مقالاتمقالات القراء

أسماء عبدالعظيم| تكتب : لماذا لا تبتسمين يا سيدتي؟

أسماء عبد العظيم

استيقَظَتْ على واقع أليم لتجد بيتها ينهار فوق رأسها و لم تكن سببا في ذلك، فقد وقعت في يدي من لا يعرف لينا أو رحمة، و كان الاختيار صعباً بين الخضوع لهذا البؤس ما حيَت، و من أن تنقذ ما تبقى منها لعلها تعود يوما للحياة .

و لكن الله لم ينساها، و رزقها أطفالاً تعوضها أحضانهم عن قسوة الدنيا و ما بها، و رغم وسادتها الممتلئة بالدموع في كل ليلة، تستيقظ مقبلة على الحياة من روعة ابتسامتهم .

قرر الوالد أن يعاقبها بمسؤليتهم ليعرقل حياتها، قاومت مستخدمةً حبهم و إيمانها بأنهم يستحقون كل العناء، و لم تقبل بالتخلي عنهم أو التقصير في حقوقهم، بل كانت الأب و الأم و الصديقة و المعلمة و الطبيبة و العاملة التي تعمل في أشقّ الوظائف التي لا يتحملها بعض الرجال لتنفق على أولادها و تشعرهم بالكمال قدر ما تستطيع.

عانت كثيرًا و لم يكن أحدٌ يرى أو يسمع صرخاتها بينما تنهال عليها الحياة بإبتلاءاتها كالأمواج في وقت العاصفة، و كان كل ما تتشبث به كي تقاوم كل هذا هو حب أولادها.

و بعد سنوات من الكفاح أخيراً ابتسم لها القدَر، و رزقها حباً أنساها ألماً كاد أن يقسمها آلاف المرات، عادت أنثى تشعر أنها وردة كادت أن تذبل ثم أضحى رحيقها ينبعث من جديد، بل و أبدلها الله أبا رائعا لأبنائها ، و شعرت أنهم يقتربون من شاطئٍ بلا أمواج .

و بالفعل تزوجت من ذلك الرائع و لكن بساطتها لم تكن تعرف أن الحياة في بعض الأماكن لا تسمح “بفرصٍ ثانية” ، فقد عاد شبح الرجل القديم يطاردها بعد سنوات النسيان ليهدم على رأسها بيتها الجديد للمرة الثانية، و فوجئت أنها لم تعد في نظر القانون “أهلاً ” لتربية أبناءها، و كان البديل أن تلقي بهم في أحضانٍ غريبة عنهم حتى و ان كانوا اقرباء منها لتطبق القانون الذي يرفض بكل وضوح أن يعطيها حقها في “السعادة” أو “الفرصة الثانية” .

موتي ألماً يا عزيزتي و عودي إلى عادتك القديمة التي لازمتكِ منذ سنوات، ابكي و غرقي وسادتك بالدموع ولكن هذه المرة انكسري ولا تبتسمي لأنكًًًِ إما أن تتأقلمي على دور الوردة الذابلة و تنسي أمر انوثتكِ و تعاشري الوحدة لتكوني “أهلا” لتربية أبنائك ، أو أن تلقي بقلبك متمزقة اولادك لتشعري أيضا بالقهر إذا اعطتكِ الحياة “فرصة ثانية”، لمَ الحيرة يا عزيزتي فالخيارين ليسا بتلك الصعوبة ، اقتلي قلبكِ و عيشي و … ابتسمي لانك امرأة هنا .

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى