رأيمقالات

أسماء عبد العظيم | تكتب : لهذا تركت بيت اهلها

 

أسماء عبد العظيم

ظلت ترسم الأحلام الوردية ، و تتخيل نفسها معه في رقصة رومانسية هادئة ، يتشاطران السعادة معا بكل معانيها ، و يخففان هموم بعضهما البعض إذا هبت الريح يوما ، فلن يجدا أفضل من علاقتهما المتينة للثبوت أمام تلك الرياح .

و ظلت ترسم الحروف و القلوب كالمراهقات في دفاترها متجاهلة كل الأصوات من حولها ، و كأن عقلها لا يعرف من الحروف و اللغات إلا تلك التي ترسمها . و تتخيل كيف تخطط معه مستقبلهما ، كيف تدير و كيف تقرر ، و كيف تحولت من طفلة ابيها المدللة إلى امرأة قوية تقرر و تتحمل نتائج القرار .

و بقيت هذه الاحلام تطاردها حتى من قبل أن تراه ، و حين رأته قررت أن تحول حياتها تماما و تخلع عباءة الابنة التي تتلقى التعليمات ، لترتدي ثوب صانع القرار و سيدة القصر ، و تصبح زوجة و أم ، و هنا اتخذت القرار الحاسم بأن تترك بيت اهلها حاملة معها كل تلك الأحلام الرومانسية و لوحات التخطيط .

لهذا إذا تركت بيت اهلها ، لتسمع منك كل العبارات الرقيقة، و تحيا في تلك الافلام الرومانسية التي طالما شاهدتها و تقمصت دور البطولة بها في احلامها ، لتترك الارض و تطير معك باحاسيس لم تكن تحلم بوجودها ، لتسكن فيك و تتمحور حولها حياتك بلا منازع،  فالمراة أنانية حين تحب و لا تقبل المناصفة حتى مع اقرب الناس إليك .

نعم ، تركت بيت اهلها و قبلت بالمجازفة لتتبدل الأدوار ، فقد ملت دور الطفلة التي تتلقى الاوامر و التوجيهات ، و آن لتلك اليرقة أن تتفتح و تخرج فراشتها لتحلق بلا خوف و تصنع القرار و تخطئ و تتعلم ، و ليس لان تمارس عليها سلطة أبوية جديدة و لتتلقى التوجيهات من جديد من شخص آخر.

و قد تركت بيت اهلها ايضا لتحظى بالشريك الذي تشاطره احلامها و رؤيتها ، و ليس لمراقبته يبني أحلامه متناسيا حلمها الذي تتعطش لتحقيقه بمساعدته .

عزيزي الرجل ، لهذا تقبل المرأة بخوض تلك المجازفة الصعبة و تغيير نمط حياة طالما اعتادته (حتى و إن لم يكن مريحا) ، فقد رمت نفسها بين أحضانك لتدخل إلى طورها الجديد ، امرأة تحب و تحلم و تكبر و تقرر ، و ليس لانها تبحث عن سيد جديد .

 

 

مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن الشرقية توداي

 

زر الذهاب إلى الأعلى