تقارير و تحقيقات

أنفق عليه ملايين الجنيهات وتحول لغرف مهجورة مستشفى الزرزمون بههيا بلا أطباء ولا أدوية

الزرزمون بههيا مرفوع من الخدمة والأهالي «حرام عليكم هنموت»1

كتبت | أسماء الهادي

«وكأن مصر لا تعرف سوى لغة الإهمال»، قرى تعيش في ظروف بدائية وتمنحك الشكر علي الحال والنعمة، ورغم الوعود الحكومية المتكررة بالقضاء عليه التي لا يهمها سوي أن تبيع أوهام، إلا أن المشكلة لا تتعلق بأشياء مكملة في الحياة بل بالحياة نفسها، فأهلها يعيشون عالمهم الخالي من أي خدمات، هؤلاء البشر الغارقون في دوامة توفير أبسط متطلبات الحياة وغياب الرجاء والأمل.

قرية الزرزمون.. حرمان تام مـن الخدمات الأساسية:

قرية تابعة لمركز ومدينة ههيا لم يطأها مسئول، سألت أحد أفراد القرية عن الخدمة الصحية المتوفرة بالقرية عند حدوث تعب مفاجئ، فكانت أولي المفاجآت هي أنهم مرفوعين من الخدمة الصحية ولا توجد مستشفى لخدمة البلد، ويعتمد الأهالي أيا كانت مواقعهم على مستشفى ههيا المركزي الذي يبعد عن القرية بمسافة كبيرة مع عدم وجود وسيلة مواصلات متوفرة لنقل المصاب، وبهذا أصبح المريض ميت بالفعل، شاهدت نموذج لمستشفى كان يقال أنه يخدم القرية بأكملها وضواحيها، ولكن قبل تحويله إلى وحدة تنظيم الأسرة من قبل وزارة الصحة وغير مأهل لأستقبال أي مريض لما به من تهدم وآيل للسقوط بسبب عدم تأسيسه من البداية مع وجود مياه أسفل المبنى والمتوقع وقوعه بأي لحظة.

تغيب الأطباء:

قال الحاج «أبو زيد» أن المستشفى كان يقدم خدمات للأهالي قبل تحويله لوحدة تنظيم الأسرة من قبل وزارة الصحة، لافتًا ذهبت لأخذ حقنة فلم أجد أي طبيب بالوحدة غير عامل متواجد بستمرار، مع وجود حالة من الفوضى تحكم المستشفى.

ff

وأشار «فكري أبو الدهب» نائب سابق بالقرية أن المستشفى تكلف ملايين الجنيهات ليتحول إلى خرابات، حيث لا يوجد بها إلا عامل فقط، ولايوجد بها أطباء، وأن وسيلة المواصلات للتنقل من مكان إلى آخر ضعيفة لدينا، فلو وقع أي حادث مفاجىء لنا لن يتوفر إسعافنا، بسبب غياب المختصين.

وتابع:« الوحدة تحولت لتنظيم الأسرة وأصبحت مباني مهجورة تحاصرها القمامة، بالإضافة لعدم تأسيسها من البداية مما يؤدي بها بأن تكون آيلة للسقوط».

الزرزمون بههيا مرفوع من الخدمة والأهالي «حرام عليكم هنموت»2

توفير الخدمة والأدوية:

يقول «طه سليمان» أحد أهالي القرية، كان يوجد بالمستشفى أقسام داخلي حريمي ورجالي، وغرفة عمليات وطوارئ، بالإضافة لوجود أطباء ووقت احتياجنا للعلاج يوجد صرف للأدوية، أما حاليًا فلا يوجد كل ذلك،  لماذا لا تهتم الدولة ووزارة الصحة بالمواطن وصحته مثل أي دولة متقدمة، لماذا يموت المواطن مريضًا دون علاج؟.

وتابع: «عند حدوث حادث مفاجأة نذهب به لمستشفى ههيا المركزي، مع عدم وجود سيارات دف أسعافات ولا وسيلة مواصلات لنقل المصابين، ليصبح الموت هو شعار وزارة الصحة».

الزرزمون بههيا مرفوع من الخدمة والأهالي «حرام عليكم هنموت»3

أما عن تجاهل المسئولين:

ويقول «محمد أبو الدهب» أحد أبناء القرية، أن المستشفى يخدم الوحدة المحلية بالزرزمون وعدد قراها لا يقل عن 29 قرية، أصبح اليوم بلا خدمة صحية، رغم أنها تكلفت ملايين الجنيهات من أجل إنشاءها، وبعد أن اكتملت أصبحت خالية من العاملين ولا يوجد بها أي خدمة تقدم للمواطنين، مشيرًا إلى أنها بعد أكتمالها لو يمر الكثير إلا وأصبحت آيلة للسقوط من قبل تسليمها.

واستكمل: «نستغرب من تصريحات المسؤولين الدائمة، بأن الصحة تعمل بكامل طاقتها وأن المستشفيات والوحدات الصحية بها أطباء وتتوافر الأدوية بها، فأين ذلك من الموجود على أرض الواقع؟».

الزرزمون بههيا مرفوع من الخدمة والأهالي «حرام عليكم هنموت»4

من جانبه طالب العديد من الأهالي بأن المستشفي يعود كما كان ليخدم أهل القرية، ولا يكون مجرد وحدة صحية ونتمنى من المسئولين يأتوا لمشاهدة كل شئ على أرض الواقع، مين المسئول عن المباني المتهالكة، مين هيتحاسب على كل ده، يعني أيه مستشفى على أرض فدانين وميكونش فيها غير عامل.

زر الذهاب إلى الأعلى