تقرير – دينا الصاوي
بدأت حرب أكتوبر (حرب العاشر من رمضان)، التي تطلق عليها إسرائيل حرب يوم الغفران، في السادس من أكتوبر عام 1973م \ 10 رمضان1393هـ، حيث قام كل من الجيش المصري والجيش السوري بشن هجوم مفاجئ على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء.
وتعد حرب أكتوبر إحدى جولات الصراع العربي الإسرائيلي العديدة، حيث خططت القيادتان المصرية والسورية لمهاجمة إسرائيل على الجبهتين المصرية والسورية في وقت واحد؛ بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء والجولان التي سبق أن احتلتهما إسرائيل في حرب 67، وقامت بتحصين مراكزها فيهما جيدا من خلال (خط آلون) بالجولان بسوريا و(خط بارليف) بقناة السويس في مصر.
ولكن نجحت مصر في اختراق خط بارليف خلال 6 ساعات فقط من بداية المعركة، بينما دمرت القوات السورية التحصينات الكبيرة التي أقامتها إسرائيل في هضبة الجولان، وتم استرداد قناة السويس وجزء من سيناء بمصر وجزء من مناطق مرتفعات الجولان ومدينة القنيطرة في سوريا.
نهاية الحرب:
تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وأصدروا القرار رقم 338 الذي قضى بوقف الحرب نهائيا ابتداء من 22 أكتوبر .
وقبلت مصر القرار ونفذته في مساء نفس اليوم، إلا أن القوات الإسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار؛ فأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا آخر في 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار.
لكن لم تقبل سوريا بالقرار، وبدأت حرب جديدة مع إسرائيل أطلق عليها (حرب الاستنزاف) والتي انتهت بتوقف القتال في نهاية مايو 1974، بعد أن تم التوصل إلى اتفاق أخلت إسرائيل بموجبه مدينة القنيطرة وأجزاء من الأراضي التي احتلتها في حرب 67.
أبطال شراقوة:
شارك العديد من أبطال محافظة الشرقية بحرب أكتوبر، منهم من استشهد بالحرب ومنهم من عاش ليشهد فرحة وحلاوة النصر.
أشهر هؤلاء الأبطال محمد عبد العاطي عطية، إبن قرية “شيبة قش” بمركز منيا القمح، والذي اشتهر بلقب “صائد الدبابات”، بسبب اصطياده لأكثر من 30 دبابة ومدرعة إسرائيلية في الحرب، وتوفي سنة 2001 بمستشفى الزقازيق الجامعى بعد معاناة مع فيروس سي (الإلتهاب الكبدي الوبائي).
ويذكر عبد العاطي، في مذكراته، أنه أطلق أول صاروخ مضاد للدبابات وأصابها بالفعل، وبعدها توالى زملائه في ضرب الدبابات واحدة تلو الأخرى حتى تم تدمير كل مدرعات اللواء 190 عدا 16 دبابة تقريبا، وفي نهاية اليوم (6 أكتوبر) بلغت حصيلة ما دمره عبد العاطي لدى العدو 27 دبابة و3 مجنزرات إسرائيلية.
ومن أبناء الشرقية الذين شاركوا أيضا في الحرب، محمد عبد الخالق (سلاح المهندسين)، الذي تولى مهمة تدمير النقاط القوية للعدو من خلال إنشاء مصاطب مرتفعه لتعتليها الدبابة المصرية وتتمكن من ضرب مواقع العدو.
كما أن البطل السيد الحسيني السيد الفكهاني (سلاح المدفعية)، أحد أبناء محافظة الشرقية أيضا، صرح بأنه كان قد فقد الاتصال مع كتيبته وتاه في جبال سيناء وظل 3 أيام بدون طعام، وفي إحدى الليالي توجه بسرعة إلى أحد دبابات اليهود المضروبة وألقى بنفسه داخلها، وظل بداخل الدبابة طوال الليلة حتى الصباح، ثم توجه لأحد الطرق المجاورة حتى عاد إلى الإسماعيلية ومنها إلى القصاصين وبعدها سلم نفسه لمقر كتيبته، وكان منهكا من التعب والجوع.
وكان الفكهاني قد اشتكى، منذ عدة سنوات (بعد أن تخطى الستين من عمره)، من عدم حصوله على أي وظيفة أو معاش من الحكومة، على عكس الكثير من زملائه.
وهناك اسماعيل كامل، بطل آخر من أبطال الشرقية، كان قائدا لدبابة في اللواء الحادي عشر الفرقة السابعة في سلاح ميكانيكي برمائي خلال حرب أكتوبر.
في حين دخل الشرقاوي عطية محمد وهبه، الجيش عام 1967 برتبة جندي ثم جاءت حرب 73 وترقى إلى رتبة أومباشا في الفرقة 16 واستلم بندقية قناص؛ لأنه كان ماهرا في القنص.
وكان صبري عطية احمد، إبن محافظة الشرقية، قد أسر أول دبابة إسرائيلية، وقام بتفجير صاروخ تليفزيوني للعدو، وتم تكريمه من اللواء أحمد مختار قائد الجيش الثالث.
كما أن الفنان الشرقاوي أحمد فؤاد سليم، كان من الأبطال الذين شاركوا في حرب أكتوبر، وكان من جنود قوات الدفاع الجوي، بالإضافه إلى كونه من قوات الفرقة الثامنة على جبهة القتال عندما كان برتبة شاويش في ذلك الوقت.
استعدادات للاحتفال:
تشهد محافظة الشرقية، استعدادات للاحتفال بنصر أكتوبر المجيد، حيث صرح محمد رضا الشيني، رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي، أنه اتفق مع مديري العموم لفروع الإقليم الأربعة على الاستعدادات النهائية للاحتفال بذكرى النصر، خلال اجتماعه الأخير بهم.
وأشار الشيني إلى أن الاحتفالات ستشهدها الميادين الرئيسية في محافظات “الدقهلية، الشرقية، دمياط، وكفر الشيخ” يوم الثلاثاء الساعة الخامسة مساء.
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
