مقالات

إسراء خطاب| تكتب: البطل الأول

خطاب

لكل فتاة فارس أحلام، تتخيله وترسمه في خيالها، ويظل «الأب» البطل الأول لابنته، فتتأثر بطباعه ومعاملاته معها أو مع والدتها، وتبدأ تتكون لديها فكرة عامة عن الجنس الأخر، ظناً منها أنهم مثل أبيها، فإذا كان الأب يحمل صفات طيبة فتكون هذه الصفات هي شروطها في شريك حياتها، وإذا كان يحمل صفات سيئة فيتكون لديها صدود نفسية عن الجنس الأخر ولربما فكرة الزواج.

للأب نوعان، أولهما: الأب شديد الطبع وحازم التصرف، وهو الذي يتصرف بشدة ولا يعرف التصرف بلين مع أبناءه، ما يدفع بناته إلى البحث عن الحب والحنان المفتقد لديهم في الخارج بعيداً عن المصدر الأساسي لهم، وهو ما يجعلهم يقعون في حب وحنان الغير والذي قد يكون زائف، وثانيهما: الأب الذي يمثل بئر الأمان والحنان لبناته، ما يجعلهم مكتفون بحبه حتى إن طرق الحب باب قلبهم يبحثون في الطارق عن نسخه ثانية لأبيهم، ويصبحون أكثر نضجاً في الاختيار وأقل وقوعاً في الحب الزائف.

مجرد وجود الأب على قيد الحياة يعطي ابنته مناعة ضد حقارة العالم الخارجي، ويُكون لديها مخزون كافي من المشاعر والحنان بمعنى «حسه بالدنيا»، إذا اختفى الأب تنطفئ الحياة وتتحول لغابة مليئة بالأسود التي تسعى لافتراس الفريسة البنت.

إن مهمة الأب في بيته لا تقتصر على توفير الطعام، الشراب والكساء إلى ابنائه، لكن مهمته الأساسية هو تقديم لابنته صورة مثلى للتعامل، فيجعلها تتمنى أن يكتب الله لها زوجاً به المواصفات التي رأت أبيها عليها.

صحيح أن أغلب الرجال منحازون إلى أولادهم الذكور ويفتخرون بولي العهد الذي يحمل أسم العائلة ويورثها لأبنائه، لكنه يُكمن محبة خاصة لبناته سواء اعترفوا بذلك أم لا، فالبنت بالنسبة لأبيها هي خزنة أسراره ومدللته الأولى، وهو بالنسبة لها مثالها الأعلى وبطلها الأول، فالعلاقة بين الأب وابنته علاقة من نوع خاص لا يفهم خباياها إلا الطرفان.

سبع أسباب لجعل الأب البطل الأول:-

-سوبر مان: هو بئر الأمان والطمأنينة والمنقذ من أي خطر تتعرض له ابنته.

-نفسه طويل: يتبع سياسة النفس الطويل في تحمل المزاجية المتقلبة تبعاً للمراحل العمرية بابنائه.

-حكيم: يقدم النصيحة بشكل سليم وذلك من خبرته التي اكتسبها طول حياته، فيجعلهم يستجيبون لها دون تفكير، ثقتاً منهم على مدى صحتها.

-مستمع جيد: فهو يستمع بطريقة جيدة لكل ما تثرثر به ابنته، فيشعرها بمدى أهمية ما تقصه حتى وإن لا فائدة منه، وهذا يجعلها تلجأ إليه دائما لتحكي له كل ما تشاهده.

-خزنة: فهو خزنة المال لهم فلا يحرمهم من أي شئ يأتي في خيالهم، ويقوم بتلبية كل متطلباتهم، وهو ما تحتاج إليه الفتيات دائما في بطلها.

-حلال العقد: يشعرهم بالطمأنينة حيال كل مشكلة يتعرضون لها، حتى لا ينقل لهم إحساس القلق في وجوده، ودائما لديه حل لكل مشاكل ابنائه.

-مشجع: يدفعهم للأمام ويزرع الأمل في مستقبلهم، ويحاول جاهداً بتحقيق مخطط حياتهم.

نتيجة للحب والحنان الذي تحصل عليه البنت من أبيها تبدأ تتشكل لديها قصة حبها الأولى مع بطلها الأزلي، بحيث ينمو بداخلها حب كبير تنشأ معه مشاعر فياضة ومرهفة، تعلن عن قصة حب لا مثيل لها، أبطالها الأب وابنته  فالحب هنا قابل للزيادة ولا مجال لنقصانه أبداً، فالأب رجل لا يعوض ولن يكرره الزمن ولن يقدر بمال، ووجوده في حياة ابنته يجعلها ملكة مرفهة كل ما عليها أن تحلم وتتمنى، إنها عاطفة الابوه التي لا يضاهيها أي شئ أخر.

يقولون أن «أب واحد خير من ألف معلم»، لأن الأب تخرج النصيحة من قلبه قبل فمه، ويمنح عصارة خبراته وتجاربه إلى ابنائه وبناته، لأنه يريدهم أن يصبحوا أفضل من على وجه الأرض.

الأب هو العمود الفقري إلى ابنائه وخاصة لابنته، «الأب عمره ما يتعوض ، الأب بالنسبة لبناته أهم راجل في الدنيا ولما بيروح، في حته من الأمان بتروح معاه، محدش يقدر يعوضها».

زر الذهاب إلى الأعلى