مقالات

إسراء خطاب | تكتب: فلانتين

خطاب

في يوم 14 شباط «فبراير» من كل عام، يقرر العالم الإحتفال بعيد «الحب» أو مايسمى بعيد «القديس فالنتين»، وهو إحتفال مسيحي يحتفل به الكثير من العالم، حيث يقوم الأحباء بمهادات بعضهم الهدايا التي تعبر عن الحب، من دباديب وورود وهدايا أخرى، يظن البعض بأن الإحتفال به مقتصر على من تنبت بينهم علاقة حب، ولكنه ليس كذلك، فمن الممكن الإحتفال به مع الأصدقاء والأقارب، ويرى بعض المسلمين أن الإحتفال به غير مستحب، لأن أعيادهم تتلخص في عيد الفطر وعيد الأضحى، وهناك روايات عديدة حول قصة الإحتفال «بالفلانتين»، كما أن هنا عيد حب خاص بالمجتمع المصري والمقرر الإحتفال به في 4 تشرين الثاني «نوفمبر» من كل عام.

حكاية غريبة لعيد الحب المصري:

عيد الحب المصري وراءه حكاية غريبة، فعندما خرج «مصطفى أمين» من السجن في 1974، تصادف أن شاهد في حي السيدة زينب بوسط القاهرة نعشاً يسير خلفه ثلاثة رجال فقط، فاندهش وسأل أحد المارة عن الرجل المتوفي، فقالوا له: «هو رجل عجوز بلغ من العمر السبعين، لكنه لم يحبه أحد، ومن هنا جاءت فكرته في تخصيص يوم للحب في مصر، يوافق الرابع من نوفمبر».

سبب الإحتفال بالفلانتين:

-قام القائد القوطي «كلوديوس الثاني» بتعذيب القديس« فالنتين» نظراً لاعتناقه الديانة المسيحية عام 296م، وبنيت كنيسة في روما بذلك المكان عام 350م تخليداً لذكره، وعلى إثر ذلك قام المسيحين بالإحتفال بهذا اليوم واعتبره عيد للعب واطلقوا عليه «الفلانتين»،وكان من اعتقاداتهم الباطلة في هذا العيد أن تكتب الفتيات اللأتي في سن الزواج أسمائهم على ورق وتضعه في طبق على منضدة، ويقوم الشباب الذين يرغبون بالزواج بإخراج ورقة، فيضع نفسه في خدمة صاحبة الإسم لمدة عام يختبر كل منهم خلق الأخر، ثم يتزوجان أو يعيدون التجربة مرة أخرى في العيد التالي.

-رواية أخرى وهى: أن الرومان كانوا يحتفلون بعيد يسمى «لوبركيليا» وهو عيد وثني، حيث يقدمون القرابين لمعبوداتهم من دول الله، ظناً منهم أنها تحميهم من السوء، عندما دخل الرومان في النصرانية وحكمهم القائد «كلوديوس الثاني» في القرن الثالث الميلادي، قام بمنع الجنود من الزواج اعتقاداً منه أن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها، اعترض القديس فالنتين على هذا القرار وقام بتزويج الجنود سراً، وما أن علم الإمبراطور بذلك فزجه في السجن وحكم عليه بالإعدام.

المملكة العربية السعودية تحرم عيد الحب:

قال مفتي السعودية: «أنه عيد بدعى لا أساس له في الشريعة، ولأنّه يدعو إلى اشتغال القلب بالأمور التافهة المخالفة لهدى السلف الصالح فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المأكل، المشرب، الملابس أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيزاً بدينه وأن لا يكون إمّعة يتبع كل ناعق».

الفلانتين في مصر:

أفتى الدكتور عبد العزيز المطعني، قائلاً: «أن تخصيص أيام بعينها للإحتفال بها من أجل توثيق العلاقات الإجتماعية بين الناس مثل عيد الحب مباحة، ويجوز حضور الإحتفالات التي تقام من أجل ذلك بشرط إلا نعتقد أنها من شعائر الدين ولا نقوم فيها بما يؤدي إلى إرتكاب الإثم وأن تكون طريقاً لإرضاء الله عز وجل بشكر نعمة وتقدير منحة والإعتراف بفضله وجميله على خلقه وعباده، وفي حدود ما أحل شرع الله، وإباحه ومتى كان الإحتفاء بها كذلك خالياً تماماً من الهرج والمرج والرقص واللهو والخلو والإختلاط والبدع والخرافات وسائر المحرمات والمحظورات، وكل ما يؤدي إلى الفساد، متى كان ذلك يباح حضورها ويجوز احياؤها والمشاركة فيها مجاملة وكرباط وود وحسن علاقة وكريم صلة على منهج الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم».

الفلانتين في 5 عبارات:

1_ الدباديب: وهى في الأساس تعتبر تاريخياً عدو الإنسان الأول، ويستخدموها في أفلام الرعب لتحقيق عنصر الخوف والقلق، وعادةً ما تكون لونها أحمر، اللى هو اللون المعبر عن الحب، وفي نفس الوقت بتشير إلى لون الدماء ناتج عن الحروب والقتل.

2_بوكية ورد أحمر: وهو «ملوش لازمة، بينشف بعدها بكام يوم ويترمى، بنضر البيئة ونعمل مجزرة للورود على الفاضي»، وماهي إلا جثث نباتات.

3_ تعاون التجار مع المرأة: وذلك لأن المرأة تسعد بالهدايا وتستغل كل فرص المناسبات لاقتناصها، أما عن التجار فإنهم يقومون بجمع أرباح تعادل ما يجمعونه في عدة أشهر، وذلك لأن كل المناسبات هي عبارة عن صرف.

4_ العالم بطيخة: يتحول العالم من حولك إلى بطيخة شديدة الإحمرار، حيث يظهر أمام عينيك  اللون الأحمر من كل الإتجاهات، يتمثل في ملابس، وهدايا، ومحالات وربما يتناولون الكاتشب كوجبة رئيسية للطعام، وذلك للحفاظ على مراسم الإحتفال بالعيد الأحمر.

5_ كارت رابح: الأخ يمسك على أخوه كارت ضغط يستخدمه فى تنفيذ خططته الشيطانية على طبق من الراح مع الإستمتاع بذل الطرف الأخر.

الفلانتين على السناجل:

بيكون يوم زى اي يوم خلقه ربنا، يعتزلون فيه إرتداء اللون الأحمر، ويتحلوا إلى كائن محب للجلوس بالمنزل في ذلك اليوم، وفي نهاية يوم الذبح «يوم اللون الأحمر» يتحولون إلى أسامة منير ليستمعوا إلى قصص الحب ومغامرات أصدقائهم المرتبطين.

الخلاصة أن المحب لا يحتاج ليوم ليعبر عن مدى حبه للطرف الأخر، احيث يجيب الأستمتاع به في كل وقت وليس على مدار 24 ساعة فقط، والسنة فيها 365 يوم وربع يمكن الإحتفال في كل لحظاتهم بالحب ونسعد من نحب، لا نحتاج ليوم حتى نحتفل به تحت ضغط كبير يدعى «الفلانتين».

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى