تقارير و تحقيقاتسلايد

إيمان فتاة شرقاوية تبدع في فن الجرافيتي و الرسم بنواة البلح وقشر السوداني

الرسم بنواة البلح وقشر السوداني

تقرير | أحمد سمير، هدير هشام

ما خطى قلم على ورقة ولا ضربت ريشة على لوحة فجعلت من صاحبها مبدع، إلا ومن وراءه أب أو أم يدعمونه لتفجير تلك الطاقة الكامنة منذ الصغر.

فالموهبة كالنبتة الصغيرة الذي يجب تناوله بالرعاية والسقاية وإلا هلكت، فامتلاك الشخص للموهبة شيء عظيم يعطي للموهوب الشعور والسعي لتنمية فنه وابداعاته.

وفي أحدى المنازل بقرية بنايوس بالزقازيق تجلس في غرفتها بين رسوماتها الفنانة التشكيلية فتاه العشرين «إيمان حسن عبدالرحمن» طالبة بجامعة الزقازيق تدرس الفرنسية بكلية الآداب، فنانة بالفطرة نمت موهبتها معها منذ صغرها حيث نشأت على حب الفنون والخط العربي.

الرسم بنواة البلح وقشر السوداني

لقاء الشرقية توداي مع إيمان

تتحدث الفنانة مع «الشرقية توداي» قائلة أن بداية ظهور موهبتها منذ أن كانت في الحضانة بذهبها إلى المسجد لحفظ القرآن الكريم، فكانت تكتب لوحات ورقية للخط العربي وتعلقها على جدران المسجد، حيث ساعدها والدها على التميز ووضع لها بعض القواعد لتحسين خطها في كتابة الخط العربي.

وظلت تطور من نفسها في كتابة الخط العربي حتي المراحلة الإعدادية ومع وصولها لمرحلة الثانوية العامة تفاجأت بإصابتها بمرض السكر، كان بمثابة صدمة لها ولعائلتها وانقطعت 3 أعوام دون كتابة لوحة أو ممارسة الرسم.

ومع بداية دراستها الجامعية طلب منها دكتورها في الجامعة بعدما علم بموهبتها برسم لوحة له ليعطيها لزوجته بمناسبة عيد الزواج، حيث كانت البداية لتعود «إيمان »من جديد إلى الكتابة والرسم وتطور موهبتها وتستخدم الخشب والقماش في لوحاتها.

الرسم بنواة البلح وقشر السوداني

وواجهت صعوبات في بداية استخدامها للفرشاة فستخدمت الألوان المستخدمة في دهان الكراسي وفضلت اللون الذهبي والفضي .

وعلى الرغم من اختلاف حياتها الدراسية عن موهبتها في المجال الفني، إلا أنها ما زلت تحلم بتقديم المزيد من الأعمال الفنية وأصبحت تتردت باستمرار إلى كلية التربية النوعية جامعة الزقازيق لتتعرف أكثر على المواد والخامات المستخدمة في الرسم وكيفية لصق وتركيب الألوان والمواد المختلفة.

واستخدمت في رسماتها الخشب والورق والجلد وقصات القماش والفوم، وبذر المشمش ونواة البلح وقشر السوداني والزلط وألوان ماركر وأقلام التحديد والرصاص، بالإضافة إلى الغراء والشمع، مشيرة إلى أن الأمر كان في بدايته صعب نظرا لعدم احترافها في المواد المستخدمة فى تصميم لوحاتها واستغرقت العديد من الساعات.

الرسم بنواة البلح وقشر السوداني

الرسم بنواة البلح وقشر السوداني

وأضافت أن في بداية موهبتها لم يكن هناك أي تنظيم بين الدراسة ورسم لوحتها حيث كانت تستغرق في اللوحة الواحدة ما يقرب من سبع ساعات للإنتهاء من تصميماتها، ومع تمرسها أكثر أصبح الأمر سهلا وغير شاق واستطاعت أن تنظم بين دراستها وتنمية موهبتها.

وأضافت أن أسهل لوحة أبدعت فيها أخذت من الوقت نص ساعة كانت لكوكب الشرق أم كلثوم، وأكثر صورة استغرقت وقت طويل في رسمها كانت للدكتور أحمد زويل.

الرسم بنواة البلح وقشر السوداني

وقالت أن أول مشاركة لأعمالها وعرض لوحاتها بجامعة الزقازيق كانت في معرض فنيا بكلية التنمية والتكنولوجيا ثم معرض بكلية التجارة وأيضا كلية الأداب .

وأوضحت إيمان أن لوحة «مصر في صورة» من أكثر الأعمال القريبة إلى قلبها، حيث كانت في بداية رسمها وأضافت أنها أختارت تلك الشخصيات لأنها أكثر تأثيرا في المجتمع المصري واختارت الشكل الدائري لأنهم يمثلوا جزءا من مصر.

الرسم بنواة البلح وقشر السوداني

الرسم بنواة البلح وقشر السوداني

وتقول إيمان أن فنها وأبداعها لم يقتصر على رسم اللوحات المختلفة للعديد من الشخصيات البارزة في المجتمع المصري كالنجم «محمد صلاح» والكينج «محمد منير» والعالم الفيلسوف «مصطفى محمود» إضافة إلى فن الجرافيتي، إلا أنها تعمل في فن جديد وهو إعادة تدوير مخلفات المنزل والبيئة من حولها سواء القمامة أو بقايا الأكل، إلى ملحمة فنية من اللوحات والأشكال المختلفة.

الرسم بنواة البلح وقشر السوداني

الرسم بنواة البلح وقشر السوداني

الرسم حياتها ومصدر سعادتها

«الرسم ده مصدر سعادتي في الحياة ولا يمكن اتخلى عنه أبدا» بعيون تملؤها السعادة والفرحة لتحقيق الذات، قالت إيمان هذه الجملة لتعبر عن حبها الشديد لفنها الذي لن تتخلى عنه أبدا مهما كانت الظروف، وستحارب من أجل تطوير موهبتها.

رؤيتها وحلمها للمستقبل

وعن حلمها في المستقبل، قالت الفنانة صاحبة العشرين عام أنها تحلم بأن تؤسس ورشة فنية لتعليم الأطفال الرسم وتنمي مواهبهم، وتطور فن إعادة التدوير والرسم الجرافت، وتتمكن من عرض أعمالها في جميع معارض محافظات مصر وخارجها وتصل بلوحاتها الفنية لأكبر المعارض العالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى