أخبار الشرقيةتقارير و تحقيقات

الحاجة «زكية» أرملة تربي طفلة من ذوي القدرات الخاصة وتعيش على ذكرى زوجها

الحاجة زكية أرملة تربي طفلة من ذوي القدرات الخاصة وتعيش على ذكرى زوجها
الحاجة زكية

كتبت | فاطمة حسين

الحاجة «زكية» ست مصرية أصيلة تعيش في الزقازيق محافظة الشرقية يظهر عليها ملامح الطيبة والشقاء، تربي طفلة من ذوي القدرات الخاصة.

الست «زكية» التي تمثل الكثير من غيرها الأرامل الذين وجدوا أنفسم فجأةً أب وأم لأطفالهم بعد وفاة عائل الوحيد للأسرة ولكن بقوة صبرها تحملت واستطاعت الحفاظ على أبنائها.

كانت الحاجة «زكية» تعيش مع زوجها وأسرتها المكونة من بنتين وولد حياة هادئة كباقي المصريين البسطاء؛ فكان زوجها رجل موظف يكاد مرتبه يُكفي شهره فقط ولكنه كان العائل الأساسي للأسرة.

فجأة مرض الزوج ودخل المستشفى وتوفى هناك منذ أربع سنوات، وهنا انقلبت حياة الحاجة «زكية» رأسًا على عقب ووجدت نفسها مسئولة عن طفلة مصابة بمتلازمة داون وأصبحت لها الأم والأب في الوقت ذاته.

الحاجة زكية أرملة تربي طفلة من ذوي القدرات الخاصة وتعيش على ذكرى زوجها
الحاجة زكية

ولكن بآصالتها وجذورها المصرية الطيبة تحملت «زكية» مشاق الحياة وعاشت على ذكرى زوجها الحبيب وتحملت مسئولية الطفلة ولم تتخل عنها.

الحاجة «زكية» أرملة تربي طفلة من ذوي القدرات الخاصة

وتروي الحاجة «زكية» قصتها من البداية: «جوزي الله يرحمه كان راجل ولا في الدنيا ولاشوفت قبله ولا بعده كان وفيّ لي ولعيالي وماشوفتش منه غير كل خير».

واستكملت: «في الأواخر مرض وتعب ودخل المستشفى ومات من أربع سنين».

وعبرت بملامح يكسوها الحزن والاشتياق وهي تنظر لصورة في ألبوم الذكريات «شوفتي الصورة ديه حلوة ازاي أحزن عليه وأموت عليه ولا لأ الله يرحمك يا جمال سبت فراغ جامد».

الحاجة زكية أرملة تربي طفلة من ذوي القدرات الخاصة وتعيش على ذكرى زوجها
الحاجة زكية

وبدأت تروي معاناة منة ابنتها المصابة بمتلازمة داون «لما مات جمال عشت أنا باقي الحياة مع منه و بقيت أنا الأم والأب ليها في نفس الوقت».

موضحة: بداية مرض منه «بنتي مكنتش بتمشي كنت بشيلها لغاية ما تمت الأربع سنين وأول ماوصلت لسن سبع سنين روحت مدخلاها مدرسة التربية الفكرية».

وقالت: «أول ما بصحى الصبح بصلي الفجر وبصحي منة تلبس هدومها وبأكلها ولو ليها علاج بديهولها وأنا كمان باخد علاجي وبننزل على الساعة سبعة ونص على المدرسة»

موضحةً: حالة الطفلة «منه هادية لوحدها حتى في المدرسة هادية بس لما أكون ماشية في الشارع ومنة شدت ايد حد غصب عنها مبيقدروش حالتها و يشتموها وبيقلولها يا مجنونة».

وصمتت برهةً وقالت بملامح يكسوها الحسرة وخيبة الأمل: «أنا نفسيتي تعبانة يعني لما أشوف بنتي في الحالة ديه بتعب وأنا مش قادرة اعملها حاجة».

الحاجة زكية أرملة تربي طفلة من ذوي القدرات الخاصة وتعيش على ذكرى زوجها
الطفلة منة

واسترجعت ذكرى زوجها مرة أخرى قائلة: «الله يرحمه قبل ما يموت كان كل همه على منة بس لأن ولادي التانيين اتجوزوا وهو عايش فكان قلقان أوي عليها».

وبدأت الزوجة تسرد حالتها الأجتماعية ومستواها المعيشي بعد وفاة الزوج قائلة: «والله المعاش ما عاملنا حاجة والشقة اللي أنها فيها إيجار وبدفع إيجارها كل شهر ومكوية من النور والماية وبدفعهم على حسابي».

وتوضح حالة المنزل القديم الذي تعيش فيه «البيت اللي أنا فيه بايظ وزمان كان جايله إزالة».

الحاجة زكية أرملة تربي طفلة من ذوي القدرات الخاصة وتعيش على ذكرى زوجها
منزل الحاجة زكية

وتعبر الحاجة «زكية» عن ماتتمناه بعيون تلمع بالأمل: «أنا بتمنى إن بلدنا ديه تبقى أحلى بلد وتكون في فرح وهنا وبتمنى إن ربنا يشفيني ده كل اللي بتمناه».

الحاجة زكية أرملة تربي طفلة من ذوي القدرات الخاصة وتعيش على ذكرى زوجها
الحاجة زكية

واستكملت: «بطلب من ربنا إني أكون كويسة و متحوجش لحد مش عاوزة اتحوج لحد».

واختتمت الحاجة «زكية» قصتها موجهة كلمة للأمهات من لديهم أطفال كحالة منه أن يهتموا بهم ويجسنوا معاملتهم وتربيتهم كغيرهم من الأطفال.

زر الذهاب إلى الأعلى