جاري اعداد قانون للتعليم قبل الجامعي ويتضمن ان شاء الله مزايا مجزية للمعلم لوضع المعلم في مكان يليق به وبرسالته التي هي اسمى الرسالات. فالمعلم في اعتقادي هو اجدر الفئات بالاهتمام لنضمن بناء انسان معطاء ومجتمع حضاري.
ولكن من يعتقد ان تحسين دخل المعلم كاف وحده لحل مشاكل التعليم فهو واهم. فالمعلم هو احد عناصر تطوير المنظومة، والتي تتضمن المعلم والمدرسة والجهاز الاداري المعاون، والمقررات، وثقافة المجتمع. من المهم ان يطال التطوير كافة عناصر المنظومة والا فكانك يا ابو زيد ما غازيت.
على سبيل المثال من يعتقد بأن بزيادة راتب وحوافز المعلم ستتوقف الدروس الخصوصية فهو واهم، لان ازمة الدروس ليس سببها دخل المعلم فقط ولكن صلاسم المناهج وحشوها، وكذلك ثقافة الأسرة المصرية التي تربت على اللهث خلف كليات قمة وكليات قاع، وهي اكذوبة وخدعة لينغمس المصريين في الدروس ولا ينشغلوا بشيء آخر.
نعم، لابد من تحسين دخل المعلم ليحيا كريما، وبالتالي يمكن محاسبته حال تقصيره او تركه المدرسة من اجل الدروس،
ولكن من يحاسب من؟ هل منظومة ادارة التعليم مهيأة لهذا الغرض، هل الجهاز الاداري بوضعه ومؤهلاته ومستوى دخله مؤهل لتحقيق الحلام؟ ام اننا بحاجة الى ادخال تطوير بشري وتقني حتى نضمن استقرار ونجاح العملية التعليمية.
كما ذكرت في مقال سابق منذ شهور، لابد وان تكون هناك رؤية للتعليم ورسالته واهدافه توضع في ضوئها البرامج والنخصصات العلمية، لابد وان تبرز هذه الرؤية اهمية النعليم الفني الذي يفرخ الخارجين على القانون حاليا الا من رحم ربي ويعتبر مزبلة خريجي المرحلة الاعدادية، لابد لكل هذا ان يتغير فورا ووفق جدول زمني محدد الاهداف والادوار.
اعيد واكرر بان تطوير التعليم والارتقاء بالمعلم المصري هو مشروع مصر القومي الاول، وهاهي الدولة تتحرك في هذا الاتجاه والحمد لله.
فمن خلال التعليم الجيد سيخرج الخريج المؤهل النظيف الفاهم الذي يشكل لبنة لبناء المجتمع، لا يلقي القمامة ولا يبصق في الشارع ولا يهدم المنشأت، خريج يحترم القانون لديه رؤية لوطنه يبني ولا يهدم، هذا ما نحلم به من مخرجات التعليم.
لو تم هذا سنضمن تقدم مصر ان شاء الله. وفق الله كل يد تبني في هذا الوطن، وحمى الله مصر من كل مكروه وسوء.
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
