تقرير | محمد علي – أسماء رياض
سيطرت حالة من الحزن والآسي علي أهالي قرية كفر العرب التابعة إلى مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، وذلك بعد اختفاء 8 أطفال من بين 25 طفل لا يتعدي أعمرهم 16عام، أثناء طريق الهجرة من بلبيس إلى إيطاليا، بعد أن أوهمهم أحد السماسرة بالسفر إلى أوروبا .
يقول “ناصرعبدالغني” والد أحد الأطفال المهاجرين إبني هو الولد الوحيد علي ثلاثة من البنات وقد طلب مني السفر قبل ذلك مرات عديدة ولكني رفضت ووعدته بمساعدته علي السفر بطريقة قانونية بعد بلوغه السن القانوني, وبعد ذلك أخبرني أنه أتفق مع عدد من أصدقائه من أبناء القرية علي السفر لمدينة الإسكندرية لقضاء يوم ‘‘مصيف‘‘ وقد وافقته علي ذلك وبعدها أتصل بي ليخبرني أنه علي المركب ويستعدون للسفر لإيطاليا.
وأشار أن من ساعده علي ذلك هو أحد السماسرة من قرية عرب الصبايحة المجاورة لهم وشهرته”أبو حنين” حيث اقنع 25 طفلا من قري “كفر العرب، وتيمور، ونشوة، وعرب، وسندنهور” علي مساعدتهم علي الهجرة، بعد أن أقنعهم أن السفر سيحسن من مستوي معيشتهم ومساعدة أسرهم علي العيش
وأضاف “عبدالغني” بعد ذلك جاء لنا السمسار وطلب منا التوقيع علي إيصالات أمانة وشيكات بقيمة 30 الف جنيه، مقابل هجرة الأطفال من بلبسي إلى إيطاليا
وأضاف عبدالغني : أبني بين أيديهم والسكين علي رقبته لو قالولي امضي علي اي شئ لازم أنفذ لان ابنى الوحيد بين يد مافيا “.
وأستنكر عبدالغني ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن موافقة الأهل وعلمهم بسفر أبنائهم بالطريقة الغير شرعية قائلاً : دا ابني الوحيد وانا لو هشحت مش هرمي ضنايا في البحر.
فيما قال “السيد” والد طفل آخر نحن أسرة بسيطة وأنه يعمل كراعي للأغنام ليوفر لأبنائه ما يحتاجونه للعيش وأنه لم يكن يعلم بحقيقة سفر أبنه حيث أقنعه ابنه بأنه سيسافر مع أصدقائه للإسكندرية وعندما رفض ترك له البيت وسافر دون علمه، وبعدها اتصل به وأخبره أنه علي متن المركب وسيهاجر هو وأصدقائه ليساعده علي توفير المصاريف والأموال لتحسين مستوي معيشتهم وطلب منه الموافقة علي التوقيع للسمسار علي إيصالات .
وأضاف أنه بعد مرور أكثر من 7 أيام انقطعت الاتصال بالأطفال وعندما سألوا السمسار أخبرهم أن الأمر لم يعد بيده، وطلب منهم السكوت والصبر، مشيرًا أنه هددهم بتقديم الإيصالات للنيابة إن أفصحوا عن أسمه لأي جهة قائلًا لهم : “هيبقي موت وخراب ديار”.
وقال والد طفل آخر، أن أغلب الأسر في القرية تلجأ لمساعدة أبنائهم علي الهجرة والعمل بالخارج لتحسين مستوي المعيشة، ولكنهم لم يكونوا يعلمون بحقيقة سفر هؤلاء الأطفال للإسكندرية وأن ابنه أخبره عند الإتصال به أن السمسار وعدهم بالهجرة لكسب الدولارات لمساعدته.
مشيرًا إلي أن هناك العديد من الرحلات سافرت ووصلت بعد 7 أيام من الرحلة إلا رحلة أبنائهم، انقطعت كل الاتصالات بهم ولم يتمكنوا من الوصول إليهم خاصة بعد إختفاء السمسار من القرية.
وأضاف أحد أقارب الأطفال: أن السماسرة يتعمدون نزول القرية بالسيارات الحديثة والفاخرة ليقنعوهم بفكرة الهجرة ويحاولون تشويش أفكارهم بالأموال والعملات الأجنبية.
وكان لنا رصد لبعض آراء الأطفال بالقرية، حيث كان لنا لقاء مع أحد الأطفال الذين كان من المفترض أن يسافر مع أصدقائه على نفس الرحلة، حيث قال أنه كان ينوي الهجرة مع أصدقائه عن طريق السفر لمدينة الإسكندرية ولكنه أخبر والده بالحقيقة والذي أقنعه بالإنتظار حتي يصل زملائه ليتأكد من مصداقية السمسار، وأنه عندما انقطعت أخبار أصدقائه عرض عليه السمسار السفر مع رحلة آخري ولكنه رفض.
فيما ناشد أهالي الأطفال رئيس الجمهورية “عبدالفتاح السيسي” والجهات المعنية بالأمر بضرورة الإستماع لهم ومساعدتهم في البحث عن أبنائهم ليعلموا مصيرهم ولتفتر قلوب أمهات الأطفال وإن كانوا قد ماتوا فهم لا يريدون غير إستلام جثثهم.
فهل ستعلن الدولة أنها شريك في البحث عن هؤلاء الأطفال، والسعي إلى الكشف عن حقيقة اختفائهم لعودتهم إلى أسرهم، ام سيلاقي هؤلاء الأطفال مصير من سبقوهم ؟
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
