تقارير و تحقيقات

بيزنس الكتاب الجامعي عقبة الطلاب في جامعة الزقازيق

الكتاب الجامعي عقبة الطلاب في جامعة الزقازيق 4

كتبت | هدير هشام

أصبح الكتاب الجامعي من القضايا المتشعبة التى لا ينتهي الحديث عنها، فهى مشكلة بداية كل ترم من العام الدراسي وحديث كل أسرة لها أبناء فى التعليم الجامعي.

حتى أصبح بمثابة قضية لها أكثر من زاوية فهناك من يتناول تلك الظاهرة من حيث سعر الكتاب أو من حيث شكله ومواصفاته ومحتواه وإخراجه وجودة طباعته، وهناك من ينظر إلى تلك القضية من حيث أهميته والحاجة إليه أو الاستغناء عنه بمصادر أخرى أهم .

الكتاب الجامعي عقبة الطلاب في جامعة الزقازيق 1

ورغم أنه من المفترض أن تختفي مشاكل الكتاب ليحل محلها البحث في الكتب والمراجع لكن يحدث العكس حتى تحولت الكتب الجامعية إلى سلعة استثمارية ووسيلة للثراء وليس للعلم وأصبحت كالهموم الثقيلة على كاهل الطلاب وأولياء الأمور ولكن إلي متى ستظل تلك الأعباء؟‏!

وكما قال أمير الشعراء «أحمد شوقي» «قم للمعلم وفـه التبجيـلا كـاد المعلم أن يكون رسولاً» دون أن يدرك يوماً أن يصبح التعليم سلعة والمعلم تاجراً يريد تحقيق الربح فقط ،بدلاً من نقل علمه للطلاب بأمانة علمية ومن هنا فتح الباب للتحقيقات في قضية بزنس الكتب الدراسية والتى أصبحت عثرة فى طريق التنمية وبمثابة حجر الأساس فى فشل منظومة التعليم فى مصر والتى لها دور كبير فى تدني مستوى الخريج الجامعي .

فالكليات النظرية تعاني من مناهج مكدسة بالكتب لم يستطع الدكتور صاحب المادة الوصول إلى نهاية الكتاب قبل الامتحانات، مما يدفع الطلبة للحفظ وليس للبحث عن المعلومة للاستفادة منها، بينما تواجه الكليات العملية أزمة أكبر تتمثل فى تدريس مناهج بعيدة عن الحياة العملية ،وذلك فى ظل غياب الرقابة ووجود الإشراف الوهمي من قبل وزارتي التربية والتعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات.

 

ومانشر في الآونة الأخيرة قرار لعمداء جامعة الزقازيق بأن الطالب غير مجبر على شراء الكتاب أو المذكرات بأي صورة، ولا توجد علاقة بين شراء الكتاب والشيت بدرجات الشفوي والعملي، ولكن درجات الشفوي والعملي مرتبطة بمستوى أداء الطالب وليست مرتبطة بشراء الكتاب والشيت حتى أصبحت تلك القرارات التي تصدر دون جدوى وتسويق الطالب سواء بالرضا أو بالإكراه والإجبار.

وأصبح تسويق الكتاب «حدث ولا حرج» من ترويع للطلاب والتلويح لهم بورقة ضغط الرسوب وأعمال السنة في حالة عدم شراء الكتاب الجامعي، كوضع ورقة في آخر الكتاب يرفقها الطالب في بحث المادة تسمى بالشيت ، أو تسجيل الاسم عند شرائه .

ولم يكتفى الطالب بذالك فهناك بعض الطلاب يواجهم أثناء شراء الكتاب مشكلة الازدحام نظراً لضيق المساحة التي يشغلها المكان المخصص لشراء الكتب ولكن هذه المشكلة تفاوتت بشكل كبير نتيجة إقبال أعداد كبيرة من الطلبة في جميع الفرق خوفاً من الرسوب والوقوف أمام تلك الشبابيك للحصول على الكتاب حتى كاد الطالب أن يختنق أثناء شرائها .

حيث رصدت عدسة «الشرقية توداي» معاناة بعض طلاب جامعة الزقازيق وتحدثت معهم حول تلك المأساة التي تواجهم في بداية كل ترم من العام الدراسي :

فتقول «شروق أحمد» طالبة بكلية الزراعة أن سعر الكتاب زاد عن العام الماضي ،وبعض الأساتذة تجبرهم على شراء الكتاب والبعض الآخر يقوم بطرد الطلاب وحرمانهم من الحضور في حالة الحضور من غير الكتاب ،وعلى الرغم أن عميد الكلية أصدر قرار بعدم أهمية شراء الكتاب والشيت لم يؤثر على الدرجات ولكن لم يطبق في الكلية.

الكتاب الجامعي عقبة الطلاب في جامعة الزقازيق 3

وتحدث «محمد عبد العزيز» طالب بكلية الآداب قسم جغرافيا قائلاً أنه من أسرة بسيطة وغير قادر على شراء جميع الكتب بتلك الأسعار الباهظة ولكنه قام بالعمل في وظيفة أخرى بجانب دراسته لكي يحصل على المال لشراء تلك الكتب التي أجبر على شرائها بتلك الأسعار خوفاً من الرسوب في أحد المواد بعد تهديد أحد الأساتذة بأن من لا يقوم بشراء الكتاب سيرسب في مادة.

وأضافت «إسراء صلاح» طالبة بكلية التربية النوعية أن سعر كتبها في الترم «600» جنيه موضحة أن الأساتذة لم يقومون بإجبار مباشر لطلاب ولكن من خلال الامتحانات الإلكترونية التي تأتي من بين السطور مما يجعلهم يجبرون على شراء تلك الكتب جميعها حتى يستطيعون الإجابة على أسئلة الامتحانات .

كما أنهم يواجهون مشاكل كثيرة أثناء استلام الكتاب لأن جميع الأقسام تأخذ كتبها من مكان واحد وفي يوماً واحداً مما يسبب لهم الكثير من المشاكل الناتجة عن الازدحام وتكدس الطلاب في مكان واحد أثناء استلام الكتب .

وفي نفس السياق قالت «عبير محمد» طالبة بكلية التمريض معلقة على الكتب بأنها في بعض الأحيان تقوم بأخذ بعض الكتب من صديقتها التي درست نفس المواد ولكن في الترم الأول لعدم قدرتها على شراء جميع الكتب قائلة «هحمل بابا أكتر من كده مسؤولية إيه».

وأضافت «ندى أشرف» طالبة بكلية الطب البيطري بأن سعر الكتاب الواحد «100» جنية ويقومون بشرائه للحصول على درجات الشيت التي تتواجد في نهاية الكتاب لتساعدهم النجاح في المواد الدراسية  .

فتظل مشكلة الكتاب الجامعي شاهداً على تدمير عقول كثير من الأجيال بالجامعات بداية من المحتوى المكدس ثم أسعاره التى تفوق قدرة المواطن البسيط حتى الازدحام أثناء شرائها .

وأين الحل؟ وهل الجامعات تدرك تلك المشاكل التي يعانيها الطالب؟ وهل مساعيها لحلها فى طريقها الصحيح وتنفذ ما تسعى إليها بطريقة صحيحة؟

الكتاب الجامعي عقبة الطلاب في جامعة الزقازيق 2

زر الذهاب إلى الأعلى