تأييد السيسي لفترة ثانية يثير الجدل داخل حزب الوفد

“نؤيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لفترة رئاسية ثانية”، كان ذلك هو إعلان السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، خلال الاجتماع الشهري الأول مع شباب الإعلاميين، بدعم الرئيس في الانتخابات الرئاسية القادمة.. فتيل أشعل غضب نائبه، محمد عبد داوود، الذي اعتبر قول البدوي مصادرة مسبقة للوفديين.

وقال داوود، في تصريح، إن “الهيئة العليا للحزب لم تجتمع ليتبين موقف أعضاء الحزب الحقيقي من تأييد الرئيس ونسبة الموافقة على القرار من عدمه”.

وتابع: “جرى العرف في حزب الوفد على عدم الإعلان عن أي قرار يمس الحزب إلا بعد اجتماع هيئته، مؤكدًا أن تصريحات البدوي لا تمثل كل أعضاء الوفد”.

وكان البدوي، أوضح خلال كلمته إلى أن الحزب ليس معارض: “جميعنا نسعى لمصلحة مصر، نحن نحرص على إبداء وجهة نظرنا سواء اتفقنا او اختلفنا مع غيرنا فنحن نعمل من أجل الوطن ولتثبيت مفاصل الدولة المصرية”.

وأبدى داوود رفضه لتلك التصريحات، قائلًا: “الوفد معارض لمنتج سياسات فاشلة من أي حكومة تنتهك الدستور وحقوق الإنسان، والإشارة إلى أن الحزب ليس معارض خطيرة، حيث سيخلق ذلك معارضة جديدة في الشارع، علاوة على تجريد الوفد من مضمونه المعارض”.

وعن حديث البدوي بشأن خلو الساحة من المعارضة لعدم وجود حزب حاكم، قال داوود، بأن تحالف “دعم مصر” هو الظهير السياسي والبرلماني للحكومة، وهو ما يجعل المعارضة حاضرة وبقوة على الساحة في مواجهة ارتفاع الأسعار والفشل والقمع.

ليس قرار فردي

وأعرب المهندس ياسر قورة، نائب رئيس حزب الوفد للشئون السياسية والبرلمانية، عن احترامه لاعتراض النائب محمد عبد العليم داوود، على إعلان السيد البدوي رئيس الحزب، بتأييد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لفترة رئاسية ثانية، على اعتبار أنه رأي عبد العليم الخاص الذي يجب الموافقة عليه.

وأشار قورة، في تصريح الإثنين، إلى أن عبد العليم يتحدث كون تأييد الحزب مرشح رئاسي بعينه هو قرار مؤسسي يقتضي اجتماع الهيئة العليا لإعلانه وليس قرارًا فرديًا، مضيفًا بالقول: “السيسي حتى الآن لم يعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية 2018، ولذلك فإن الحديث عن دعمه سابق لأوانه وحينما يترشح ستجتمع الهيئة العليا لتخرج بقرار يعبر عن الوفديين”.

وعن رفض عبد العليم، تصريح البدوي بأن الوفد ليس معارض، قال قورة: “رئيس حزب الوفد يرى أن وجود حزب معارض يستلزم وجود حزب حاكم، ولا يوجد في مصر الآن حزب يعبر عن النظام الحاكم، ولذا نمارس دورنا الوفدي في الاعتراض على السياسات التي تؤرق المواطن، فنحن نمثل صوت الشارع ذات الصوت واحد”.

ورأى نائب رئيس حزب الوفد للشئون السياسية، أن دعم مصر لا يمثل حزب الأغلبية، فهو يمارس دور مشارك أكثر منه معارض، “كونه مؤيد لقرارات الحكومة لا يعني أنه حزب حاكم وإلاّ كان بعض أعضائه يمثلون الأغلبية في الحكومة ذاتها.

وانتهى قورة، بقوله إن ما أعلنه داوود، من تصريحات لن تسبب بلبلة داخل الحزب، ويجب على الجميع قبولها لأنها تمثل وجهه نظره، مؤكدًا أن الوفديون يتقبلون الرأي والرأي الآخر”.

برنامج انتخابي لدعم السيسي

وعلى صعيد آخر، قال الدكتور محمد فؤاد المتحدث الرسمي للحزب، أن الوفد لن يتخذ موقف تجاه النائب محمد عبد العليم داوود، بعد معارضته لرئيس الحزب الدكتور السيد البدوي، مضيفًا: “هذا رأيه الشخصي الذي نتقبله داخل البيت الوفدي”.

وأشار فؤاد، في تصريحات اليوم الاثنين، إلى أن الهيئة العليا لم تجتمع حتى الآن لإبداء رأيها المؤسسي في دعم الرئيس، ولكن رأي البدوي كونه رئيس الحزب يعبر عن رأي جموع الحزب “رأيه ذو قيمة”، مؤكدًا أن تصدير بعض المناقشات وتناول الموضوعات داخل الحزب من جانب البعض على أنها مشاهد خلافية لا تعكس إلا وجهات نظر مختلفة وصحية داخل الحزب.

وأضاف فؤاد: “الوفد حزب يؤمن بالمؤسسية ويتخذ قراراته من خلال رئيسه وهيئته العليا وغير خاضع لأهواء أو توجهات أفراد، قبل أن يستطرد بقوله “الحزب سيؤيد الرئيس حال ترشحه في الانتخابات الرئاسة المقبلة”، مشيرًا إلى أن السيسي لا يحتاج إلى تأييد شعبي، لأنه ينطلق من قاعدة شعبية حقيقية.

وكشف فؤاد، عن تواصل الوفد مع عدد من الأحزاب ذات التوجه الليبرالي، والتي تميل إلى توجهات الرئيس السيسي لعمل برنامج انتخابي يتناول طرح وحلول لقضايا شغلت الرأي العام وتقديمها كدعم له، قائلًا: “فرص نجاح الرئيس بفترة ثانية كبيرة”.

المصدر

تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز