تقارير و تحقيقات

  تعرف على تفاصيل قصة سليمان خاطر«ابن فاقوس» شهيد الواجب الوطني بسيناء

976

 

كتبت | شهندة برهام


سيناء تلك الأرض التي كرمها الله في كتابه الكريم بقوله تعالى
وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3  ) ويذكر أنها مر بها العديد من الأنبياء ، منهم  أبو الأنبياء إبراهيم ، وإدريس ، ولقمان ، وموسى ، وهارون ، ويعقوب، ويوسف ، وعيسى ابن مريم عليهم السلام.

 
وتعد سيناء جزء من الوطن عزيز على المصرين ، حيث شهدت في التاريخ الحديث العديد من الحروب ، التي جاهد فيها المصريين من أجل الحفاظ على تلك الأرض، والدفاع وصد الطامعين فيها ، وكان من بين الشهداء الذين دافعوا على تلك الأرض  حتى فقدوا حياتهم ، بعد أن قتل عدد من الإسرائيليين الذين اخترقوا الحدود بين مصر وفلسطين المحتلة  ، دون احترام السيادة المصرية ، وهنا قرر الشهيد أن يدافع عن ارض الوطن ويمنع أولائك من اختراق الحدود المصرية بسيناء الطاهرة.
 
 سليمان محمد عبد الحميد خاطر ولد عام 1961 بقرية اكياد البحرية مركز فاقوس وكان مجند بالجيش المصري عام 1985 بعد حصوله على بكالوريوس الحقوق بجامعة الزقازيق ، والذي توفى عام 1986 بعد العثور علية مشنوق داخل زنزانته دون معرفة السبب يوم 7 يناير من هذا العام، وكانت قد نشرت بعض الصحف آنذاك انه أقدم على الانتحار داخل زنزانته مستخدمًا فراش  السرير ، فيما كذب البعض الآخر أن يكون خاطر أقدم على الانتحار ، وكانت للشرقية توداي لقاء مع أهل خاطر للتعرف على الحقيقة عن قرب.
 
  قد دافع سليمان عن سيناء لأبعد الحدود حينما حاولوا 12اسرائيليا اختراق نقطة الحدود التي كان يحرسها هكذا بدأ معنا الحديث شقيق خاطر الأكبر الحاج «عبد المنعم» ، الذى أكد لنا أن الإسرائيليين الذين قتلهم سليمان، كانوا يردون اختراق نقطة الحدود التي كان يحرسها دون الحصول على تصريح، وبعد محاولة سليمان منعهم من المرور ، أصروا على العبور ، فقام سليمان بتحذيرهم  أكثر من مره ولكن لم يلتفتوا إلى هذا التحذير ، فأطلاق  رصاصات تحذير وبعد أن تمسكوا بالعبور  أطلق النار عليهم فقتل سبعة وأصيب الآخرون.
2wesd


وأضاف أن سليمان حكم عليه بالمؤبد وكانت المحاكمة يوم 25ديسمبر 1985ثم قتل سليمان في 7يناير1986، ولكن الغريب في الأمر أننا تلقينا اتصال يوم 6 يناير من مصلحة السجون وطلبوا منا زيارة  سليمان، وبالفعل قمنا بزيارته وتفاجئنا بعدد كبير من الصحفيين كان من بينهم مكرم محمد أحمد، ولم أنسي اسم عميد السجن وقتها كان “أحمد عبد الهادي” الذي طلبت منه عمل توكيل من سليمان فقال لى لا يسمح بهذا اليوم وطلب منى أن أعود غدًا لاستخراج التوكيل وزيارة سليمان، وعودة في هذا اليوم دون زيارة أخي.
 
ومع صباح اليوم الثاني الموافق 7 يناير 1986 ذهبت للزيارة  ولكن منعوني أيضا من زيارته ، ولكن علمت وقتها بأن المشير أبو غزالة كان في زيارة للسجن ، وبعدها بدقائق سمعت خبر وفاة أخي مشنوقا وذلك من وسائل الإعلام،  ولكني لم أصدق ما قيل عنه  فقد أحسنت تربيته وأعرف أخي جيدًا وسليمان قتل ولم ينتحر .
 
والأغرب في قصة سليمان خاطر ما قاله لنا الحاج عبدالمنعم ، الذي اخبرنا بأن سليمان الذي توفى يوم 7 يناير عام 1986 لم تستخرج شهادة وفاة حتى الآن، ولا يوجد ليدهم اى أوراق تثبت أن سليمان قد مات بالسجن غير بعض تذاكر وورق الزيارات.
 
وختم حديثه معانا بقول: تمنيا من الله أن يحمي أراضينا في سيناء ويبعد عنها يد الإرهاب وطالب الرئيس السيسي بالتدخل في إستخراج شهادة وفاة سليمان ومحاكمة من تسببوا في قتله .
2

 
أما عن محسن خاطر ابن عم الشهيد سليمان قال : أن سليمان لم يكن له أي انتماءات سياسية وكان شخص ملتزم جدا وقدوة لنا جميعا وكان حارس نقطة حدود مصرية وقام بقتل 7من الإسرائيليين حاولوا اختراق الحدود المصرية وأهانوا العلم المصري وكان سعيد جدا بما فعله ولكن تم تحويله لمحاكمة عسكرية، وتساءل بأي ذنب يتم تحويله لمحاكمة عسكرية هل ذنب سليمان أن يحاكم عسكريًا بعد أن دافع عن بلده وحمي أرضه، لو تكرر ما فعله سليمان في دولة أخرى لقامة الدولة بمنحه النياشين ، ولكن كان جزاء سليمان القتل لإرضاء إسرائيل.

وتابع : تعرضنا لضغوط كثيرة وقتها ، وكانت أمنية والدة سليمان أن تري نهاية لحسني مبارك مثلما فعل مع ابنها وبالفعل ظل سليمان بقلبها حتي توفاها الله بعد سقوط نظام مبارك  بأيام  .

وأكد لنا  أن سليمان تم تصفيته داخل السجن فلم يمت منتحرا ، وحين توفي طالبنا إعادة تشريح الجثة ولكنهم رفضوا حيث أننا وجدنا بجثة سليمان أثار تعذيب بعد الوفاة.
 

وكان لسليمان مقولة شهيرة قالها أثناء محاكمته  للقاضي”أنا لا أخشى الموت ولا أهبه ولكن ما أخشاه أن الحكم الذي يصدر ضدي يكون له أثاره السيئة علي زملائي ويصيبهم الخوف  ويقتل فيهم وطنيتهم.


زر الذهاب إلى الأعلى