تقارير و تحقيقات

الكاتب «وليد يسري» ابن الشرقية.. يعشق يوسف إدريس وروايته «رحيل» تحقق نجاحاً كبيراً

يسري

حوار | إسراء خطاب

شخصية شرقاوية شابة نجحت في سن صغير تحقيق نجاح كبير، فداخل مدرجات كلية الآداب جامعة الزقازيق، خاصة بين طلاب قسم التاريخ الفرقة الرابعة، يجلس الشاب «وليد يسري» والذي يبلغ من العمر 22 عاماً، ومقيم بقرية أبوعمرو التابعة لمركز أبوكبير وأحد أدباء الشرقية، دفعه التوزيع الجغرافي للإلتحاق بكليته الحالية بالرغم من حصوله على نسبة 91% بالثانوية العامة، وكان حلمه الإلتحاق بكلية الأثار ولكن لم يحالفه التنسيق.

حياته

وفي حواره مع «الشرقية توداي» تحدث عن بداية كتاباته، حيث بدأ الكتابة وهو طفل في التاسعة من عمره، فكانت كتاباته على هيئة قصص قصيرة وبسيطة في فكرتها وألفاظها، لتناسب طفل في عمره، وسعى وراء حلمه وموهبته حتى دخلت روايته التنافس مع أكبر الكتب والروايات في معرض الكتاب الدولي لعام 2018.

أحب القراءة لكل كُتاب زمان، ولكنه فضل «يوسف إدريس»، «نجيب محفوظ»، و«إحسان عبد القدوس»، والدافع الأساسي الذي يجذبه لقراءة الروايات هو العمل وليس الكاتب، بالرغم من ذلك لم يتأثر أسلوبه بأي كاتب أخر ولكن أصبح له أسلوب خاص به.

فضل قراءة بعض الكتب منها، كتاب «قصة حب»، «البوسطجي» و«ميرامار» لنجيب محفوظ، كما يفضل من الروايات الحديثة «قواعد جارتين»، «في قلبي أنثى عبرية» و«سوف أحكي عنك»، وبالرغم من إعجابه الشديد بهم، إلا أنه لم يتمنى أن يكون كاتب إي منهم.

روايته «رحيل»

كتب روايته الأولى والتي جاءت تحمل اسم «رحيل»، تحدثت الرواية عن الحب مروراً بالفراق والموت، بعدها الإخلاص والصبر دوامة لا تنتهي من المشاعر المتضاربة، الرحيل، الحلم، والرضا في فقد الأشياء، حكاية ولدت في القطار من القاهرة إلى الأسكندرية كان بطلها الصمت، لقاء ياسين بحبه الأول والأخير، كانت فتاته الأولى وملهمته الخالدة، التي عاد للكتابة من أجلها وتوقف بعد غيابها، ظل وحيداً بقلب خالي إلا من ذكراها، وحده الحب الذي جعل الجميع يهرب، يرحل، يركض ورائه كأنه لقمة عيش.

قصة حب البطل والبطلة في «رحيل» أصبح قويا بعد مرضها، متيناً بعد صبرها عليه، كما أصبح حبهما عشقاً لا يُنسى بعد اختفائها ، فما يضيف الغياب إلا ترابط، ولا يضيف الهرب غير التذكر، الجميع يحب .. أو يتمني الحب .. منهم من ينكر، منهم من يقر، منهم من يهرب في الحقول الواسعة مع كبار السن وحمكاء الزمن، منهم من يتأقلم ويبقي الحب.

«رحيل» كلها من وحي الخيال إلا من بعض الأسماء التي قرر أن يخلد ذكراهم وذكرهم في الرواية بأسمائهم وشغلهم وهروبهم من الصعيد إلى هنا وبخلاف هذا فهي خيالية، ولكن الكثير ممن قرأوها يعتقدون أنها تمثل حياة الكاتب وتجربته الشخصية، لِما فيها من مشاعر صادقة ومشاهد من قلب الناس، كمان فيها كلام يمثله شخصياً وليس البطل.

من خلال وصفه لأحداث الرواية، وبأسلوبه في السرد، وضح أن فكرته الأساسية التي أراد إيصالها للقراء هى أن «الرجال هم الأكثر إخلاصاً في الحب من النساء ولكن إذا أحبوا بصدق».

مر الروائي بصعوبات كثيرة لتحقيق حلمه واخراجه للنور، فكر من عام ماضي أن يشارك في المعرض برواية أخرى غير رحيل، ولكن لم يتوفق في نشرها، لكنه رفض الغستسلام وقرر أن يشارك في معرض 2018 بروايته هذه، فقام بإرسال الرواية لأكثر من دار نشر، حتي جاءه الرد من إحدهما بالموافقة وبالفعل قام بطبعها دون أن تطلب الدار إي رسوم للنشر.

لقت الرواية إعجاب الكثير من القراء لما فيها من أسلوب ممتع وجذاب، حتي أنها لقت إقبال شديد داخل مصر وخاصة في القاهرة، الشيخ زايد، الأسكندرية، ووصلت إلى الزقازيق ونفذت خلال يومين، ولم يقف الطلب عليها بمصر فقط، لكنها شاركت في المغرب، تركيا، وبغداد أيضاً.

حققت روايته نجاح كبير جداً، وأصبحت من أفضل المبيعات بالرغم من أن الدار بها أكتر من أربعين عمل، ويتم الآن طباعة طبعة جديدة من «رحيل» وبذلك تكون كسرت حاجز الألف نسخة، وبالرغم من ذلك النجاح الذي كان ينتظره ويحلم به، إلا أن فرحته به لم تستمر سوى ثوانٍ قليلة، وذلك لما تحمله حياته الخاصة من قصص وصعوبات تشغله عن الفرح بها كما ينبغي.

يجهز الكاتب حالياً لرواية أكبر وأقوى من «رحيل» في الفكرة وطريقة الكتابة، وستتضمن جانب تاريخي عن الفراعنة واكتشاف المقابر لأن بطلها مفتش أثري، كما أنه يعمل على تطوير نفسه في كتابة السناريوهات الخاصة بالأفلام والمسلسلات، وبالفعل يعمل الآن على سيناريو بعنوان «إغتيال مؤلف» وسوف سعى على تحقيقه في أقرب وقت.
يسري 1

 

زر الذهاب إلى الأعلى