أخبار الشرقية

حزب الوسط يغزو الإخوان فى معاقلهم ويسيطر على الإسماعيلية ودمياط والدقهلية والمنيا والشرقية

حزب الوسط

من المؤكد أن التحركات السياسية والإعلامية لحزب الوسط فى الأيام الأخيرة، والتى بلغت ذروتها هذا الأسبوع، تعكس الدور الكبير الذى سيلعبه الوسط فى الشارع السياسى، خاصة مع التحدى الكبير الذى يراه البعض من وجود اتجاه لتأسيس حزب للإخوان المسلمين، الذى أعلن عنه عقب نجاح ثوره 25 يناير.

ورغم أن قيادات الوسط لا ترى إشكالية فى وجود أكثر من حزب، يحمل ذات الطابع أو المرجعية الإسلامية التى يحملها الوسط، إلا أن التحركات الأخيرة للحزب، جعلت البعض يرى أن هناك نوعا من الصراع الخفى بين حزب الإخوان المزمع إنشاؤه والوسط المولود حديثا، صراع يؤكد الكثيرين أنه يبدو ظاهريا سياسيا لخدمة التعددية، لكنه فى الباطن ومن جراء المؤتمرات الجماهيرية وحتى جلسات النخبة يربط الجميع بين الوسط والإخوان، وعن كيفية التعاون أو طرق المواجهة، تكشف هذا أكثر فى لقاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع القوى السياسية، التى ضمت من بينها الإخوان والوسط كممثلين عن التيار الإسلامى، رغم أن الإخوان كانوا دائما الممثلين للتيار الإسلامى فى أى لقاء سياسى.

منذ أن حصل الوسط على الشرعية بحكم من مجلس الدولة فى 19 فبراير الماضى، يظهر على أن لديه خطة حقيقية ومنهجا يطبقه فى التحرك فى الشارع هدفها شرح البرنامج للجميع، والإعلان بقوة عن هذا المولود الجديد الذى يسعى إلى المنافسة فى الانتخابات البرلمانية، وبدأ تحركاته فى عدد كبير من المحافظات التى بها تكتلات إخوانية كبيرة كالدقهلية والإسماعيلية والشرقية والمنيا ودمياط، وما من محافظة إلا أصبح فيها تواجد لممثلى الوسط، خاصة دمياط التى ظهرت منها نبرة التحدى من جانب الوسط على لسان رئيسه أبو العلا ماضى نفسه، وإعلانه استعدادهم للانتخابات البرلمانية حتى لو تمت غدا، وقدرتهم على إحراز تقدم، وإن لم يكن الأغلبية فقد تأتى الأغلبية فى انتخابات قريبة.

ودائما ما يذكر ماضى أنهم أول حزب يقوم على المرجعية الإسلامية على الساحة المصرية، وهذا ما يجعل الإخوان أيضا أمام مأزق تصدر المقدمة، أو الوضع فى التاريخ، رغم عمر الجماعة الذى يصل لأكثر من 82 عاما، لكنهم فى العمل الحزبى لن يتقدموا تاريخيا على الوسط، وكما أعلن ماضى إنهم حزب للمصريين وليس للمسلمين، وعليه سارع وراءه الإخوان ليعلنوا أنهم سيشكلون حزبا جاذبا للمواطنين أيا كان دينهم.

كما أن عصام سلطان، نائب حزب الوسط، قال «إذا تركنا الإخوان يمارسون حقهم بشكل طبيعى، أضمن لكم ألا يتجاوز أصوات ناخبيهم 10%».

وتحدث سلطان عن مبادئ وأهداف الحزب قائلا: «من أكثر المبادئ التى حرصنا على إدراجها، أن يتم دمج الأخلاق فى سياسات الإصلاح حتى يحدث تغيير حقيقى، ويتم النهوض بهذا البلد».

فصورة حزب الوسط كصاحب مرجعية دينية، ما هى إلا مدخل كما يرى مؤسسوه لإقامة نظام حكم وحياة متطورة، تأخذ بالأطر الشرعية فى إطار المؤسسات والمفاهيم الحديثة للوضع السياسى، لذلك عرفه المراقبون خاصة فى تحركاته الأسابيع الماضية، بعد الحصول على الرخصة بأنه بلور شخصية قد تكون نموذجا فى بعض الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية أو الخلفية الدينية، فقد تم تقديم خلطة علمية ناضجة للتيار الإسلامى للتعامل مع الدولة الحديثة دون المساس أو حتى ذكر العقيدة.

عن اليوم السابع

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى