رأيمقالات

حسن المستكاوي | يكتب : اتحاد جديد حلم ولاعلم؟

%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%83%d8%a7%d9%88%d9%8a

«لن أقبل بالإشراف على اللجان ولن أسمح بالصراعات بين الأعضاء.. ولن أجامل وسنطبق سياسة 2006 فى الملاعب والجماهير ستعود ولجنة لتطوير الكرة المصرية ».

تلك عناوين تختصر تصريحات المهندس «هانى أبوريدة» رئيس اتحاد كرة القدم الجديد وهو اتحاد جديد بنصوص الانتخابات وقواعدها، ولكنه ليس جديدا بمعظم شخصياته.

فهل يمكن أن نشهد تغييرا فى إدارة شئون اللعبة؟ .

التغيير يبدأ من اعتراف الاتحاد بالتعريف الدقيق للكرة المصرية. فهى ليست المنتخبات أولاً.

وإنما الأندية، والملاعب، والمسابقات، والحكام، والجماهير ودخولها وخروجها، ومن هو الجمهور المقصود؟ ثم كيف يحسن الاتحاد عمليات التسويق، وكيف يعالج ويطور من البث الفضائى، ومن تصوير المباريات ونقلها.. وكيف نؤسس دورى المحترفين وكيف تتكون لجنة الأندية.. وكيف تتحول توصياتها إلى قرارات؟ وهذا كله يتقدم المنتخبات أو يسير بجوارها.. إلا فى حالات نادرة يكون المنتخب الأول أقوى من الدورى المحلى كما هو الحال فى البرازيل، وفى بعض دول إفريقيا وآسيا.. لكن من لا يقنعه هذا التعريف أكرر له أن الإنجليز يملكون أغنى وأقوى صناعة لكرة القدم وأضعف منتخبات كرة القدم.

ولو كان معيار تقدم اللعبة ونجاحها بالمنتخبات فى أى دولة، لقطع الإنجليز شرايين أيديهم؟ .

تلك هى بداية إصلاح كرة القدم فى مصر.. وبدون ذلك، يظل هذا الاتحاد قديما مثل غيره من الاتحادات التى سبقته على مدى 20 سنة.. وكلها دون استثناء لم تطور صناعة الكرة المصرية (جعلتها زراعة كرة القدم) ولم تتعلم كل الاتحادات من التطور الذى طرأ على اللعبة عالميا وإقليميا.. فهل يمكن أن نشهد زمنا جديدا بعقول جديدة أم يستمر التقدم إلى الخلف؟ .

تصريحات المهندس هانى أبوريدة تظل بالنسبة لى حلما وليس علما إلى أن تصبح واقعا، ولكن من ضمن تلك التصريحات ماهو يفوق الحلم والواقع والخيال، مثل عودة الرياضة إلى المدارس.. واهتمام الدولة بكرة القدم فى المدارس.. فأين الملعب والمكان فى المدرسة.. وإذا كان رئيس اتحاد الكرة الجديد يرى أن الدولة عليها أن تهتم بكرة القدم.

فعليه أن ينظر إلى الصين وكيف تغيرت نظرتها للعبة وكيف تطورها، بتأسيس 50 ألف ناد خلال 20 سنة.. ولا أحد يجرؤ على مطالبة الدولة بذلك، لكن البديل للمدرسة هو مراكز تدريب اللعبات المتخصصة ومنها كرة القدم بمدربين كفاءات وبأجهزة طبية، ويكفينا تأسيس مائة مركز تدريب فى 10 سنوات.. أما المدرسة فقد أصبح دورها «مجرد حصة ألعاب» ونشر وترسيخ ثقافة الممارسة الرياضية.. ولا أكثر من ذلك.. إلا إذا كانت الدولة يتقوم ببناء مدارس على مساحات تبدأ من خمسة إلى عشرة أفدنة لتوفير الملاعب وأحواض السباحة وصالات الجمباز وصالات الألعاب الجماعية .

إذن يعود الجمهور. ويعود الغناء والهتافات والبهجة والأهازيج الجميلة، ويتوجه المشجع إلى الملعب قبل المباراة بساعة وليس قبلها بيوم. ويدخل الملعب ويخرج منه، دون أن يكون الدخول والخروج اختبارا يساوى مطالبة جمل بالدخول والخروج من ثقب إبرة. وحين يصل المشجع إلى المدرج سيجد مقعده مرقما برقم تذكرته. وهو بالمناسبة لن يخوض رحلة عذاب للفوز بتذكرة.

اتحاد جديد فعلا.. أم قديم؟.. تصريحات رئيس الاتحاد حلم ولاعلم؟

زر الذهاب إلى الأعلى