أعمدة

حسن المستكاوي| يكتب: لا يخدعكم تعادل غانا

%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%83%d8%a7%d9%88%d9%8a
لا يخدعكم ولا يجب أن يخدعنا تعادل غانا فى مباراتها الأولى مع أوغندا على أرضها. فالمنتخب الغانى غنى بنجومه وبمهاراتهم ومنهم أيوو وأمارتى ومبارك وواكاسو وأسامواه جيان وهم يلعبون دون حسابات أو «خوف» إذا كانت الحسابات خوفا، خارج أرضهم. إنهم مثل معظم فرق القارة السمراء، يلعبون بشجاعة وفطرة وتلقائية.. ويتميز منتخب غانا بتبادل الكرة والتحرك فى شكل جماعى دفاعا وهجوما، فالفريق يتحرك كتلة واحدة وتلك شيمة الفرق الكبرى الواثقة من نفسها ومن مهارات لاعبيها. وقد كانت الخسارة بستة أهداف من قبل، غير قابلة للتكرار كما قال كوبر فى مؤتمره الصحفى، ومن أسباب تلك الخسارة أن المنتخب الوطنى لعب فى أكرا «بصدر مفتوح».. وعلينا أن نتذكر أن الفريق فاز فى القاهرة فى مباراة العودة
تلعب معظم الفرق الآن برأس حربة واحد، فى طريقة 4/2/3/1.. أو مشتقات هذه الطريقة. وقد يكون رأس الحربة المصرى فى مباراة غانا هو باسم مرسى. إلا أن الفريق يلعب بثلاثة لاعبين فى المقدمة، فبجانب باسم مرسى يلعب محمد صلاح وتريزيجيه، أو بديله مؤمن زكريا. وفى جميع الأحوال يظل اللعب برأس حربة واضح وصريح يعنى به تلقيه العديد من الكرات العرضية من الطرفين. ويعنى أيضا حتمية دخول أربعة لاعبين أو أكثر إلى منطقة جزاء منتخب غانا بالاقتحام وبجمل تكتيكية، فأهداف هذا الزمن فى كرة القدم باتت بأقدام لاعبى الوسط والمدافعين المتقدمين.
لم تعد هناك مراكز فى كرة القدم. بمعنى أن الأمر أصبح مهام وواجبات. فكل لاعب بالفريق عليه واجبات دفاعية وهجومية، وبقدر أهمية صناعة الأهداف واللعب، والتمرير والمساندة فى الهجوم والمشاركة فى عمليات البناء الهجومية. يطالب المدربون كل لاعب بالقيام باستخلاص الكرة من موقعه ومن منطقته التى يلعب بها دون هوادة أو توقف.
حين أبعد جوارديولا هداف سيتى أجويرو عن تشكيل الفريق فى مباراة برشلونة بكامب نو تعرض للهجوم الشديد من نقاده خاصة مع الهزيمة بأربعة أهداف. وقد أوضح جوارديولا أنه رغب فى زيادة عدد لاعبى الوسط فى تلك المباراة. ثم قال بعد فوزه فى مباراة العودة أن أجويرو عليه أن يتعلم استخلاص الكرة. فأهدافه بقدر أهميتها فإنه مقصر فى الواجبات الدفاعية. فلم يعد تسجيل الأهداف هى المهمة الوحيدة للاعب المهاجم. وهذا التصريح يسقط أكذوبة: «ما نحتاجه من رأس الحربة فقط هو أن يسجل هدفا».. وهو تصريح اخترعه رأس حربة لا يدافع ولا يساند، وينام طوال المباراة ثم يستيقظ على فرصة تهديف؟
نحن أمام صيحة جديد فى كرة القدم ليست جديدة تماما ففى تشيلسى يطالب كونتى مدرب الفريق نجم هجومه دييجو كوستا ببذل أقصى جهد فى الدفاع المتقدم خاصة حين يفقد الكرة. وفى بطولة أوروبا لعبت ألمانيا كرتها الجميلة بدون رأس حربة صريح أو برأس حربة كمركز ولكنه مهاجم له حرية كاملة كمهام وواجبات. ونذكر أن كثيرا من أهداف الألمان وفرص تهديفهم واختراقاتهم كانت من جانب أوزيل، ودركسلر، وخضيرة، وكروس وهيكتور، وشورله، وجوميز وموللر. وتلك التحركات العميقة والدائرية لمقدمة الفريق تتطلب لياقة فائقة، وتدريبات جيد، وذكاء تكتيكى يسمح للاعب بالتحرك حيث المساحة التى يجب أن يتحرك بها.
هذا يفترض أن يعرفه ويجب أن يمارسه منتخب مصر. لكن الأهم من ذلك أن نرى كيف يلعب منتخب غانا؟ كيف يهاجم؟ من أين يبدأ الهجوم.. من حارس المرمى الذى يمرر الكرة أم من أحد الظهيرين أم من لاعب وسط يوصف بأنه عقل الفريق؟
كرة القدم تغيرت كثيرا.. فهل تغيرنا مثلها؟
المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى