أخبار الشرقية

خطاب طنطاوى.. يستبق الأحداث والثوار يؤكدون: “ليس لدينا أى نية للعنف”

s2201115171914

كتب – حمدى هويدى

جاء خطاب المشير طنطاوى كرد فعل إستباقى للحيلولة دون وقوع ما لا يحمد عقباه غدا ويأتى ذلك فى إطار سياسية التهدئة العامة التى يتبعها المجلس العسكرى والحكومة منذ ما يقرب من أسبوع وذلك لمنع حدوث أى تعكير لفو الإحتفال بالعيد الأول للثورة وبرغم إختلاف هدفى الثواروالعسكر الا أن الاثنين يتفقان على عدم العنف .
فمن جانبه وجه المشير محمد حسين طنطاوي، قائد المجلس الأعلى للقوات المسلحة التي تدير الأمور في مصر منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، خطاباً إلى الشعب بمناسبة الذكرى الأولى لثورة “25 يناير،” أعلن فيه إنهاء حالة الطوارئ ووجه التحية للثورة التي قال إن الجيش “أيدها،” وأكد على العودة إلى مهمة الدفاع عن البلاد بعد انتهاء المرحلة الانتقالية

وقال طنطاوي، في خطاب نقله التلفزيون المصري الرسمي إن مصر تشهد “تغيرات جذرية،” ووجه “تحية إكبار وإجلال للشهداء الذين فقدوا أرواحهم الطاهرة،” خلال الأحداث الماضية

واعتبر طنطاوي أن مصر مرت في الفترة الماضية “بظروف صعبة ودقيقة أدت لقيام الشعب بثورته التي أيدتها القوات المسلحة انطلاقاً من حسها الوطني،” وأضاف: “لقد كان أمام الشعب وقواته المسلحة هدف واضح أن تصبح مصر دولة ديمقراطية،” وأكد مواصلة السير نحو تحقيق هذه الأهداف

وأشاد طنطاوي بالشعب المصري، وشكره لمشاركته الواسعة في الانتخابات التشريعية وقال إن الناس كانوا هم “الفيصل والحكم بالانتخابات”

كما نوه طنطاوي بمجلس الشعب والحكومة الحالية، وقال إنها “تقوم بأعباء ومهام جسيمة،” وأشاد بعناصر القوات المسلحة وأفراد الشرطة الذين قال إنهم “عبروا المرحلة” السابقة وعادوا إلى مهامهم، كما ثمّن أدوار القضاة وحض كل من “اختزل دور القوات المسلحة ومجلسها الأعلى بمواقف معينه على مراجعة موقفه”

وبرز في كلمة طنطاوي الإشارة إلى أن مصر “تعي دورها الإقليمي والدولي وتعرف ما حولها من تحديات،” واعتبر أن دورها “تفرضه مكانتها ورسوخ مؤسساتها وقوة جيشها،” وأكد قدرة مصر على “مواجهة الصعاب والمخاطر بجيش يحميها وشعب قادر على صنع التاريخ”

وشدد قائد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية على أن بلاده “لا تقبل الإملاءات ولا تتهاون مع من يحاول زعزعة أمنها أو يمس وحدة الشعب،” وأعاد الإشارة إلى الالتزام بالمعاهدات الدولية

وبيّن طنطاوي أنه بعد نهاية المرحلة الانتقالية يتفرغ الجيش لحماية الوطن وأداء مهامه الأساسية من جديد، كما أعلن رفع حالة الطوارئ في البلاد اعتباراً من الأربعاء، بذكرى مرور عام على ثورة “25 يناير” غير استثنى من ذلك حالات “البلطجة” على حد تعبيره

ويأتي خطاب طنطاوي بعد يوم على بدء مجلس الشعب المصري الجديد لأعماله بجلسة انتخب فيها محمد سعد الكتاتني، الأمين العام لحزب “الحرية والعدالة” ليكون الرئيس الأول لبرلمان ما بعد ثورة “25 يناير” وقد شكر الكتاتني النواب والشعب المصري والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتعهد بالعمل “حتى تحقق الثورة كل أهدافها”

كما يأتي عشية دعوة العديد من القوى والأحزاب في مصر إلى النزول لميدان التحرير بالقاهرة والساحات العامة في مدن أخرى لإحياء الذكرى، وسط دعوات من قبل بعض الحركات لـ”ثورة جديدة” تهدف إلى “الإطاحة بالحكم العسكري” وفق ما يرونه

من جانبها وصفت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الخطاب الذي ألقاه أمس المشير “محمد حسين طنطاوي” على أنه “مُحرض للرأي العام ضد الثوار”, حيث أشار طنطاوي إلى أن مصر ستواجه “مخاطر جسيمة” لم يسبق لها مثيل من الاحتجاجات المزعم قيامها الأسبوع المقبل في الذكرى الأولى للثورة, مضيفا أن قواته العسكرية ستتولي حمايتها

وأكدت الصحيفة أن تعليقات طنطاوي جاءت كأسلوب تحذيري غير مباشر للثوار الناشطين الذين قاموا بأحداث يناير العام الماضي والانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك الاستبدادي في فبراير الماضيوأشارت الصحيفة إلى أن موجة الاحتجاجات التي ستشهدها مصر الفترة القادمة ستؤكد على مطالب  النشطاء بتسليم المجلس العسكري للسلطة فورا لسلطة مدنية، مطالبين بمحاكمة القادة الحاكمين المتورطين في مقتل ما لا يقل عن 80 متظاهرا منذ أكتوبر، وتعذيب المعتقلين وإحالة ما لا يقل عن 12 ألف مدني إلي المحاكم العسكرية لمحاكمتهم

وأكدت الصحيفة على استجابة وسائل الإعلام المصرية, لإرادة المجلس العسكري, فقامت بتوجيه التحذيرات للشعب وإثارتهم ضد موجة الاحتجاجات التي ستشهدها البلاد بمناسبة الذكرى الأولى للثورة المصرية الأسبوع المقبل, ووصفها على أنها مؤامرة لزعزعة استقرار البلاد

وأضافت الصحيفة أن حديث طنطاوي عن “المخاطر الجسيمة” التي تواجه الأمة وتأكيده على تعامل الجيش بحسم للتصدي, من شأنه أن يذكرنا بفترة حكم الرئيس السابق مبارك، وأسلوبه عندما سعى المسئولون لتحويل الانتباه بعيدا عن المشاكل الداخلية مع تحذيرات من مؤامرات ضد هذا البلد من قبل العملاء المحليين للسلطات الأجنبيةوأوضحت الصحيفة بعض ما جاء في الخطاب حيث قال طنطاوي “إن القوات المسلحة هي العمود الفقري الذي يحمي مصر وتستهدف المخططات والمؤامرات هذا العمود الفقري ولكننا لن نسمح بذلك، وسننفذ مهمتنا بتسليم البلاد إلى إدارة مدنية منتخبة”

وأبرزت الصحيفة رأي النشطاء في أن طنطاوي وبقية العسكريين في المجلس الأعلى للقوات المسلحة ما هو إلا امتداد لنظام مبارك الذي استمر 29 عاما وطنطاوي نفسه وزير الدفاع لمبارك لمدة 20 عاما, مشككة في نية الجيش بتسليم السلطة لرئيس منتخب في نهاية يونيو، وأن المجلس العسكري لن يتخلى بسهولة عن الهيمنة السياسية التي تتمتع بها

فى الختام نأمل أن يحتفل العسكر بالعيد الأول للثورة وأن يعبر الثوار عن مطالبهم الشرعية دون تدخل من طرف ثالث يعيد للإذهان أحداث محمود محمود أو أحداث مجلس الوزراء، كما نناشد العسكرى والشرطة أنهم يأمنون الميدان حتى ولو بطريقة خارجية كما أمنوا المالح والمؤسسات الحكومية

المصدر : مصر الجديده

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى