مقالات

داليا عمران تكتب | أبيض وأسود

 

داليا عمرانبإنتهاء فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب لهذا العام تطرح العديد من التساؤلات على الساحة الثقافية والأدبية ، فمنذ أن تطأ قدماك أرض المعارض حتى تنبهر بأعداد الجماهير الغفيرة التى قد توافدت من مختلف المحافظات بل ومن بلدان عربية وأجنبية مما يجعلك تشعر بالفخر والإعتزاز بهذا الحدث الذى طالما ينتظره القراء وعاشقى الكتابه من أجل إتمام هذا العرس بسيل من القصص والدواوين والكتب المتنوعة والتى تعرض للقارىء وجوه العلم المختلفة من بين موائد العلم ودروب الفن وزخارف الأدب التى كانت ولازالت منبع للتشويق وجذب الإنتباه لشريحة عريضه من القراء .

 

بدأت تخطف أنظار القراء موجة جديدة إجتاحت منابر القراءة بمصر والوطن العربى آلا وهى القصص والروايات ، حيث بدأت تطفو على الساحة مواهب حقيقية لعدد لا بأس به من الكتاب الجدد ممن لا يزالوا يناضلون من أجل إعلاء أسماءهم وسط الكبار حتى تُضع الأقدام على أولى خطوات الطريق تجاه منافسة الروايات الأجنبية والتى لازالت تحظى بالنصيب الأكبر من أهتمام القارىء فى العالم الشرقى والغربى.

وبالرغم من إيجابية تلك الحركة آلا أنه لم تكتمل تلك السعادة وبدأت تدنسها أقلام لاتقدر قيمة الكلمة وهدف الرسالة ، فإنهالت الأقلام لتتسارع من أجل نشر كل ما تلمحه العين وتفكر فيه الأذهان مما أصاب العديد من القراء بخيبة الأمل والحزن على فقدان بعض من أموالهم على أعمال غير جديرة بالذكر قد حظت بالشهرة والدعاية المفرطة دون جدوى من قراءتها أو حتى تذوق أسلوب مميز يجذب القارىء.

ما الغاية من تسارع البعض تجاه النشر للتفاخر بأعمال لاتحترم رغبات القارىء وما يطمح إليه من الإبحار فى علوم الحياة والإندماج فى عالم الخيال والتشويق حتى يتمكن من إشباع رغبات المعرفة والإثارة والبحث عن الغموض فى رحلات بين الحضارات والعوالم المختلفة .

ربما الخطأ لايتحمله الكاتب وحده فهو يقاد بواسطة شغفه بالكتابة ولكن هل سنتمكن يوما ما من حماية القراء وحاملى الأقلام الشريفة والتى تسهر من أجل إضفاء معانى جديدة وقيم نبيلة من هؤلاء الساعين وراء لذات الشهرة غير عابئين بخطورة التعجل وعدم الإنصات لذوى الخبرة ، ربما لا فالحياة أبيض وأسود .

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى