دكتور أحمد علاء | يكتب: أغراب فى أوطانهم
و بالطبع شرعت فى الإجابة بالشكل التقليدى، و لكن سرعان ما تغير النقاش الى حديث حول الرغبة فى السفر خارج مصر، و دارت الأحاديث حول الحلم الأمريكى، و العلاقات مع الجنس الأخر، و السهرات فى النوادى الليلية المنتشرة فى انحاء القاهرة، وفي لحظات شرد عقلي ليبقي جسدي .
ذهبت للتفكير في الدولة العريقة الممتدة جذورها الى سبعة الآف عام كان فيها إنتصارات، و إنجازات، و بالطبع مرت بإخفاقات، و انتكاسات، و لكن على مر العصور بقى شىء واحد عصى على التغيير “الشخصية و الهوية المصريه”.
وأخذ سؤال يصارعني لماذا وصل شبابنا المصري لهذا الفكر؟!
ادركت ان الخطر قادم لا محالة لقد انتهك الفكر، حتي أصاب فكر أطفالنا، وشبابنا.
أيقنت بأن العدو أستهدفنا دون أن يكون مضطرآ لقطع آلاف الأميال لغذو ديارنا، و تحمل عناء، و تكاليف الحرب المادية، و البشرية فقد أصبح قادرا على أن يتسلل حتى غرف أبنائنا الصغار ليزرع فى رأسه، و فى نفسه ما يريد من سموم و أفكار،
ونجح عدوك أن يكون هو المريى، و المعلم، و الصديق، والقدوة لأبنك، و هو فى قارة أخرى من خلال برنامج، مسلسل أو فيلم يبث، و أن أخطر ما يواجهه هذا الوطن هو خلق جيل جديد ينشأ غريبآ فى حضن مجتمعه، و حضارته منزوع الهويه مشوش التفكير، وأحيانآ كثيرة كارهه.
اذا كان عدوك غير حاضر على أرضك بدباباته، و مدرعاته فاعلم إنه حاضر خلف كل الظلال يصنع جيلآ من الحلفاء دون ان تشعر، جيلا جديدا يعلن الولاء، يرتدى ملابسه، يعتنق أفكاره، يشاهد أفلامه، يتراقص على الحانه، ينام كل يوم فى أحضانه، و ينتظره فى لهفة، و اشتياق..
علي رب الأسرة أن ينتبه، وأن يعي الشباب ما يقومون بتقليده، ولا نستثني دور الدولة، عليها أن تفيق، و تسارع بدمج هؤلاء الشباب فى نسيجها سواء من خلال دور التربية والتعليم، او مراكز الشباب، و دورات إعداد القادة، و اثراء العمل العام بهذه الأجيال حتى لا نستيقظ فى لحظة على كابوس، لنجد شباب اليوم أعداء المستقبل.