مقالات القراء

دكتور احمد بيصار يكتب | أنا الشعب فاحترمنى واستمع !!!!

 

أنا الشعب فاحترمنى واستمع !!!!

ثم انتبه الشعب عندها وأدرك حقيقة كانت غائبة عنه … أنه له الحق بأن يحكم وأن يأمر وأن ينهى !!!أنه له سلطان ورأى … أن مدرك وعاقل .. كما هى صفات البشر !!! أنه لا يساق ولا يهان ولا يذل …أنه ذلك الشعب الذى أنشأ أقدم أمة وأقدم دولة وأقدم حضارة على ضفتى نهر لم يكن يعلم من أين وكيف يبدأ … فلم يشغل نفسه فى التفكير فى هذا الأمر وإنها شغلته نهاية الأشياء فانصب تفكيره على فكرة البعث والحياة بعد الموت …

ثم رأى ذلك النهر الخالد فرآه قد ابتلعه بحر (الروم) فحاول الآخرون أن يثنوه عن التفكير فى هذا الامر … بل وحاول الغزاة دوما أن تتجسد هذه الحقيقة على أرض الواقع …فتتمثل بأن ينتج الشعب ويبدع … بأن يزرع ويحصد .. فيلتهم الغرب كل شىء كما ابتلع البحر نيل مصر !!!

سأقول كلمتى وستكون كلمة خالدة ومقدسة ..لن تسطرها كتب سماوية فقد انتهى عصر الأنبياء … ولن تتلى فى دعوات أو ترانيم فى صلاة أو عبادة …ولكنها ستكون خاشعة فى قلب كل مصرى يقول لمصر أنا ابنك البار لن أتركك لهؤلاء … سرقوكى ونهبوكى … جعلوا من أرضك منتجعات وملاعب للجولف ونسوا حق من كان يقطن على هذه الأرض من آلاف السنين … كانو دخلاء علينا ولازالوا … أرادونا أن نرحل عنك فتارة نموت غرقا فلا يبقى لنا من أثر … وتارة يفيض بنا الكيل فتحترق أجسادنا من نار كالهشيم جاءتنا ولاندرى من أين أتت؟؟ فنصير رمادا كأن لم نغن بالأمس … وتارة ندفن فى مقابر جماعية فى مقرات أمن نظام كان يعيث فى الأرض فسادا

تلك ليست بلادهم …. إن كان هناك من يرحل فهم وليس نحن !!! فليرحلوا بعيدا عن أرض مصر أو بعيدا عنا فى أرض مصر إلى سجون كان يعذب فيها أبناؤنا من أصحاب الرأى والكلمة الحرة

وليمكثوا أوقاتا عصيبة من الحسرة والألم والندم .. فى فراغ يقتله صمت تحيط به أصوات المعذبين من ضحاياهم … وليكتبوا ذكرياتهم من السرقة والنهب والفساد ….و كيف أصبحوا حزبا للشيطان يدير أمور البلاد والعباد… وليكتبوا أسفارا تئن من حملها أكتاف الرجال … كما كتب بنوا إسرائيل أسفار خروجهم من مصر ….

لن أكون (أنا) قوم فرعون … من استخفهم فأطاعوه بل وأَلَّهوه … بل وأنكروا أنه غرق حتى عجز علماء المصريات من شتى أرجاء الدنيا أن يتبينوا من فرعون الغريق هذا ؟؟ … وسأذكر فى كتب التاريخ بأن الأقلية المندسة دائما كانت على حق – هذا إن كانت أقلية – … فكما أبدعت وثارت على الظلم فى القرن الواحد والعشرين … إلا أن مؤمن آل فرعون كان أول زعيم لتلك الأقلية المندسة منذاحدى وعشرين قرنا مضت قبل الميلاد… ليذكره القرآن ويمحو عن أهل مصر عارا كاد قوم فرعون أن يورثوه لنا !!!

لقد أرادوا أن يصوروا لنا عجزنا وضعفنا … ظللنا محبوسين داخل مثلث من الفقر والجهل والمرض … فعجزنا أن نلحق بركب كنا القادة فيه وكنا الأجدر أن نقوده الآن

سأكون أنا من يعمل فيبدع وينتج … سأزرع وسأحصد وسأصنع وسأبحث فى كل أمور العلم حتى أقود الدنيا … لا لأننى مثلهم ؛ مريض بحب السيطرة والتسلط .. ولكن لأننى أستحق هذا بل وتستحق البشرية أن تقودها أمة مخلصة ترعى حقوق البشر وتحكم بالعدل … لا تحكم عن تسلط وتكبر ولكنها تحكم عن ثقة وعن حب

سأكون أنا من يفتش فى أسباب المرض بعيدا عن مافيا شركات الأدوية … ومن يصنع أسلحة للردع والدفاع بعيدا عن مافيا شركات السلاح وأسلحة الفتك والتدمير … سأكون أنا من يبحث عن الفقير فأمده بالمال والعمل … وعن المريض فأبحث عن مرضه كيف يعالج؟ وكيف أتى؟وكيف الوقاية؟ … وعن الجاهل فأعطيه كتابا وورقة وقلم !!!… وأعطيه علما وفكرا وقدرة على الإبداع

سأؤكد على أن التاريخ من صنعى أنا !!! وبأننىإن تحدثت أنصت العالم إلى رأيى احتراما لا استخفافا … هيبة لا خوفا … محبة لا ترصدا …. سأقول لأمة ظالمة لما ظلمتِ !! ولما تكبرتِ !! ولما تجبرتِ  !!… وسأقول لأمة فقيرة سنشد عضدك بأخوتك فى الانسانية .. سأنشر قيما من الحب والعدل والتسامح بين الناس … وسأكون القدوة الحسنة .. بل ونِعم القدوة …

فأنا الشعب … فأنصت إلى ما أقول …

واحترمنى واستمع !!!

من خواطرى …

د.أحمد عوض بيصار

زر الذهاب إلى الأعلى