أعمدةمقالات

رامي جلال | يكتب : لماذا لا تنهار شعبية السيسى؟

رامي جلالبغض النظر عن أداء الرئيس «السيسى»، فإن معارضته تنحصر أكثر مع الوقت في مواقع التواصل الاجتماعى، حيث شباب الثورة تحولوا إلى عواجيز فرح. حوالى مليون من المعارضين يتصدرون المشهد الإلكتروني، ويشعرون أنهم كل مصر، بعض هؤلاء أصحاب قضايا نبيلة، ولكن الكثيرين مغرضون، لا يعرفون إلا الشتم والسب فيما يسير الواقع في طريق موازٍ لا يلتقى بهم أبداً. بعضهم أشعرنى أثناء الهجمات على قواتنا المسلحة، وكأنهم يعملون في الشؤون المعنوية لجيش الدفاع الإسرائيلى!

بينما الحقيقة أننا لسنا في مباراة كرة لتكون للبعض رفاهية اختيار من يُشجع. فحين تكون مصر ضد أي شىء، فلا مجال لأى مصرى لمناصرة أي شىء!

رغم كل ما يتناوله ويروجه هؤلاء، فإن شعبية «السيسىي» لا تنهار.

وأتصور أنه لو انحدر مستوى كل الخدمات التي تقدمها الدولة، فلن تتأثر شعبية «السيسي» كثيرًا ؛ لأن الناس تتجمع الآن حول مصر أكثر من أي شىء آخر. ولهذا تفشل كل مساعى الإخوان الرامية لتأليب الرأى العام ضد «السيسي»، وترتد كل جهود النشطاء المعارضة له إليهم.

تراكم المشكلات لن يُقلب مزاج الناس ضد النظام قبل وقت طويل جدًا «عشر سنوات متتالية في تقديرى»، وكل ما يحدث من مشكلات مجتمعية حدث أيضًا في العام الإخوانى الأسود، ولكنه لم يكن المسبب الرئيسى للثورة، لكن السبب كان شعور الناس بأن الدولة نفسها تضيع على يد الإخوان، الآن يشعرون أن الدولة ستضيع إذا تغير الوضع. لن تنهار شعبية «السيسي» لأن الجماهير لن تدفع بالبلاد إلى المجهول مرة أخرى عبر الالتحام مع أي عمل احتجاجى سيُنظر إليه كونه عملًا تخريبيًا.

يزيد من قوة النظام عدم وجود بديل له، لذلك سيتم إجهاض أي بديل محتمل «تابع رد الفعل على تحركات شفيق الأخيرة»، شفيق نفسه ليس مصدر تهديد الآن، لكنه مثل كرة الثلج، يزيد حجمها كلما تدحرجت أكثر.

بشكل عام فإن عواطف الجماهير جامحة، وإيمانها بالأشياء مطلق وقاطع لا وسطية فيه، وهى سهلة الانفعال والاستجابة للتحريض وسط غياب للعقل النقدى، فالجماهير لا تعرف الموضوعية بل تميل لشخصنة الأمور، وتلتف حول شخصية الزعيم وليس أداءه. ولذلك فإن القائد الناجح هو من يغازل عواطف الجماهير، أما الحديث معها بالعقل فمحفوف بالمخاطر.

الكتلة الرئيسية من شعبية النظام ستستمر في تجانسها وفق شروط معينة. وبالتالي على صانع القرار أن يكون هادئ الأعصاب ويضع استراتيجية حقيقية للملفات المختلفة، فالارتجال لن يؤدي إلى نجاح كبير، مع ملاحظة أن معيار النجاح ليس هو الشعبية فحسب بكل تأكيد.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى