أعمدةمقالات

رضا عبدالسلام | يكتب: استغلال السكة الحديد لحماية الطرق

ما هي مزايا تخصيص السكك الحديدية لنقل الحجر والطرق الأسفلتية لنقل البشر؟ .

لدي قناعة تامة ويقين لا يتزعزع بأن أزمتنا أزمة إدارة وأزمة عقول وغياب التفكير خارج الصندوق.

من بين الملفات التي ترهق الموازنة العامة وبالتالي الوطن والمواطن، ملف الطرق في مصر.

للأمانة.. رأينا تحسنا ملحوظًا خلال العام المنقضي في شبكة الطرق وخاصة في محيط القاهرة والطرق الرئيسية الرابطة بين المدن ولكن هذا التحسن لم يكن بالمجان شأن الكهرباء وغيرها.

فالدين العام صعد خلال السنوات القليلة الماضية ليلامس حاليًا 4 تريليون جنيه، علمًا بأن الدين العام قبل ثورة يناير لم يكن يتعدى تريليون واحد.

إذًا كله سلف ودين، وأعباء سيتحملها الأجيال القادمة، مالم نفكر بطرق غير تقليدية أو كما يقال خارج الصندوق.

حسب بيان يتردد في الفضائيات عن الانجاز في مجال الطرق بأن الدولة أنفقت أكثر من 50 مليار جنيه وستنفق نحو 20 آخرين لتطوير شبكة الطرق وطبعًا أغلبه بالدين ومخصصات الموازنة المثقلة.

ليست هذه هي المشكلة ، المشكلة أننا نرى بأعيننا في كل مكان يتم الرصف اليوم وما من أيام تمضي بعد الرصف ويتحول الطريق الجديد إلى ممرات وشوارع وسبب ذلك بالطبع إنعدام الضمير وغياب الرقابة والمتابعة والفساد… الخ.

السبب الرئيسي الذي يجعلنا كمن يحرث في البحر هو أن سيارات نقل البضائع والرمال والحديد والزلط جميعها وبلا استثناء لا تتقيد بالحمولات المقررة وطبعًا بسبب غياب الرقابة والرشوة كما نرى وعلى عينك يا تاجر.

ولهذا انظر مثلاً لطريق المنصورة جمصه تجد مشهد واضح جداً وهو أن السيارات المحملة بالبنجر القادمة من الشرقية والمنصورة والمتجهة إلى مصنع السكر في بلقاس تجد طريق الذهاب معجون تمامًا في حين أن طريق العودة من جمصه للمنصورة أقل عجنا والسبب واضح وهو النقل الثقيل الذي لا يعنيه سوى حمولته وما سيحصل عليه ولتذهب الدولة ومواردها الى الجحيم.

طبعاً أنا لا أتحدث عن المشكلات الأخرى التي تترتب على سير النقل الثقيل بحمولاته الرهيبة من حوادث أليمة يموت بسببها الألآف سنويًا، أو تعطيل للسيارات الملاكي والأجرة بسبب سد الطريق والسير بحرية دون ضابط او رابط، او الزلط الذي يتساقط من التريلات على السيارات العابرة قل ما تشاء.

السؤال هنا؟ ماذا عن السكة الحديد التي هي ثاني أكبر خطوط يتم انشائها في العالم بعد بريطانيا تقريبا تربط كل مدن وقرى مصر من اسوان جنوبا وحتى الاسكندرية شمالاً؟.

هل تؤدي خدمة نقل الركاب بشكل طيب أو مرضي؟ هل تكلفة تشغيلها تعادل العائد من تشغيلها؟ هل نحن بهذا الوضع نحسن استخدام مواردنا؟.

إذًا ببساطة يمكن أن نوفر مئات المليارات التي ننفقها عام بعد أخر لإعادة رصف الطرق التي تهلكها سيارات النقل الثقيل، بأن نخصص خطوط السكك الحديدية لنقل البضائع والرمال والحديد والوقود ،،،،، الخ، بين المدن.

بحيث يخصص في كل محطة قطار مكان للشحن والتفريغ ويقتصر تحرك سيارات نقل هذه البضائع ما بين نقطة الشحن بالسكة الحديد والموقع المراد الوصول بالبضاعة اليه وفق خطوط سير دقيقة ولا كان العقاب صارما.

وفي المقابل، يتم تخصيص الطرق لنقل البشر، من خلال شركات تدخل في منافسة فيما بينها وفق شروط واضحة ورقابة صارمة وبالتالي لن تتكلف الدولة شيء بل ستحصل مليارات وستوفر مليارات!.

ماذا سنستفيد من هذه الخطوة:
1. توفير مليارات تهدر سنويا لرصف واعادة رصف الطرق، وبالتالي نوفر العجز في الموازنة، وسنغلق ابواب الفساد التي نعرفها جميعا.

2. الحد من حوادث الطرق التي غالبا ما يتسبب فيها سائقي النقل وخاصة المخدربن منهم.

3. ضمان وجود طرق جميلة وسليمة تضمن الحفاظ على ملايين السيارات العابرة، وبالتالي نوفر ملايين بل مليارات يخصصها المواطنين للصيانة والاصلاح.

4. توفير المليارات سنويا التي تستهلكها سيارات النقل في البنزين والسولار وغير ذلك.

5. ضمان سيولة وانسياب الحركة على الطرق وهو ما سينعكس ايجاب على شعور المواطن وسعادته وحتى استهلاكه من الوقود.

6. ضمان توظيف امثل ومنتج لسكك الحديد المصرية التي تحقق خسائر مليارية سنويا في حين انها يمكن ان تدر على الدولة عشرات المليارات سنويا، وخاصة اذا تم مد تلك الخطوط لمناطق التحجير في مختلف ربوع مصر.

7. ستخصص سيارات النقل الثقيل للتحرك بين المحاجر ومحطة الشحن بالسكة الحديد التي هي موجودة قرب المجحر او المصنع. ومعروف ان هناك شركتان او ثلاث يحتكرون النقل الثقيل في مصر مثل رفعت الجميل والاصلية واباظة…هؤلاء ربحوا الملايبن خلال السنوات الماضية وعليهم المشاركة برد الدين.

8. سيتمكن المواطن من الحصول على خدمة نقل آدمية وبسعر عادل في ظل تنافس الشركات الخاصة على تسيير اساطيل بين المدن والقرى.

9. يمكن أيضا- اذا وجدت الارادة والعزيمة أن نبدأ في مشروعات النقل النهري التي لطالما تحدث الكثيرون عنها. وخاصة للمنتجات والمواد التي يتعذر وصول شبكة سكك الحديد اليها…وهذه سيتنافس على تنفيذها القطاع الخاص ولن تكلف الدولة شيء.. كل المطلوب من الدولة في العملية برمتها الرقابة الصارمة والجزاء الرادع عند المخالفة.

اعتقد ان هناك مزايا كتيرة يتعذر حصرها في مقال، خاصة في ظل غياب الرقابة -او لنقل ضعفها – سواء على رصف الطرق او أوزان وحمولات سيارات النقل، والى ان يعود الضمير، لابد من التحرك جديا في هذا الاتجاه.

وانتظر مقترحاتكم ورؤاكم النافعة ، ربما تكون هناك جوانب أخرى جديرة بأن نغطيها في هذا الموضوع، فأستفيد من تعليقاتكم لبلورة تصور متكامل ننفع به وطننا…دمتم بألف خير.

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى