مقالات

رضا عبد السلام | يكتب: بنت البواب…الحاصلة على 99% ثانوية عامة

maxresdefault

تابعنا جميعا احتفاء وسائل الاعلام بإحدى أوائل الثانوية العامة التي ولدت لأب يعمل بوابا على إحدى العمارات.

هل سمعتم الفتاة وهي تتحدث؟ هل جذبكم حديثها ولبقاتها وثقافتها وعرفانها بالجميل ورقيها في الحوار؟ أنا على يقين بأن أغلب الاعلاميين والاعلاميات لا يملكون نصف موهبتها في الحديث وترتيب الحوار وحتى الحضور…بسم الله ماشاء الله.

والله أن فتاة كهذه افضل من عشرات الشباب الذين مهدت لهم السبل، ولم يحققوا عشر ما حققته، هذا نموذج مصري مكافح ومجتهد نموذج للانسان المصري الأصلي وليس المصطنع او المزيف أو المتسلق.

أقول لوالد هذه الفتاة الرائعة، أنت لست رجل أعمال او مستشار او دكتور، ولكن حديث ابنتك بالأمس يؤكد حسن التربية. ويؤكد ما تركه لنا آبائنا واجدادنا من أثر طيب، فالعبرة ليست بشهادة الوالدين ولكن بالقيم التي يحملها الوالدين.

ففي الوقت الذي ينشغل فيه الكثير من الاثرياء ببناء القصور وتكديس الحسابات لأبنائهم انشغلت أنت ببناء الابن والبنت، وصدق فيك المثل المصري، ابني في ابنك وما تبنيش لابنك، نعم خير البناء هو بناء الانسان، يمكن ان اترك قصورا لابن فاشل او عاق، سرعان ما سيادر ببيعها او اهدارها.

اتمنى ان يعود هذا النموذج المشرف الى بيوتنا المصرية، التربية، الكفاح، الصبر، الثقة بالنفس، عدم الخجل من الوضع المادي البسيط، رأينا فتاة تتحدث بثقة وبفخر وبعزة نفس، فأباها ليس لصا او سوابق، ولكنه مكافح مصري شريف يأكلها بالحلال، والمؤكد انه يأكلها بالحلال لذا بارك الله له في الأهل والولد.

سؤال اخير أوجهه لوزير العدل الذي أقيل عندما رفض ان يكون ابن الزبال قاضيا، ماقولك أيها المستشار رجل العدالة في هذه الفتاة، والآخر الذي تحدث عن الزحف المقدس، ألا تصلح قاضية يارجال العدالة اذا حققت التفوق؟.

والله إنها بمهاراتها التي رأيناها شرف لجهاز القضاء أن تنضم إليه، فهي أولى من الكثير من محدثي النعمة والمتسلقين ومن صعدوا على جماجم الشرفاء من امثال هذه الفتاة، وماذا عن الهيئات والمؤسسات الأخرى، اتمنى ألا توصد في وجهها الأبواب بسبب مهنة أباها الشريفة.

وفي الختام أتمنى أن يتخذ أبنائنا من هذا النموذج المصري الرائع قدوة ومثل مشرف..فالفتاة ليست فقط متفوقة علميا ولكنها راقية واعية ذكية مفوهة واثقة غير ناكرة لجميل، بارك الله فيها وفي كل نموذج مشرف.

أكرر والله، ولن أكل او أمل، لن تقوم لهذا الوطن قائمة ولن يتقدم خطوة إلى الامام إلا بسواعد الشرفاء الاذكياء الأوفياء الأكفاء من أمثال هذه الفتاة، ومثلها بالملايين على ارض مصر العظيمة، بالعدل يولد التنافس والحلم والأمل وتتفجر الطاقات وتبزغ الكفاءات، فتتقدم الأمم، دمتم بخير.

 

  • الأراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي، بينما تعبر عن رأي الكاتب.

 

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى