أعمدة

رضا عبد السلام | يكتب : مستشفيات السرطان تغزو مصر…هل هي الحل؟

رضا عبد السلام

لا أعتقد أن هناك بلد في العالم فيه هذا العدد من مرضى السرطان بكل أشكالها، ولهذا لا أعتقد ان هناك بلد في العالم فيه هذا العدد من مستشفيات ومراكز علاج السرطان .

اذا، نفهم من هذا ان فيه حاجة غلط؟ احنا غلط، لانه ليس من المنطق ان نتحول الى شعب معتل، او ان نخصص عشرات المليارات من الاموال العامة واموال التبرعات والزكاة لدعم تلك المستشفيات . بالتأكيد ان لست ضد دعم تلك المستشفيات ونسأل الله ااشفاء لكل مريض.

ولكن هل توقفنا لحظة وفكرنا في الاسباب؟ فالمصريون ما بين مصابون بفشل كلوي او التهاب كبدي ….الخ. هل من سبيل؟
مؤكد اننا نعرف جيدا السبب وعلينا ان نفتش بهدوء فيما نأكله وما نشربه.

لقد عشت طفولتي في الريف وكنا نشرب من مياه الترعة العذبة مباشرة، فما هو حال ترعنا اليوم، ماهو حال مصادر شربنا وغذائنا؟ انه حال باقل وصف حال كارثي، فاتذكر انني ما مررت على ترعة خلال فترة خدمتي في الشرقية الا ورأيتها في حال كارثي حيث القاء الصرف الصحي والمخلفات الصلبة والمخلفات بكافة اشكالها، الان لم يعد بمقدورك حتى مجرد النظر الى مياه الترع التي تتغذى منها محطات تحلية مياه الشرب او يتغذى منها الزرع الذي نأكله.

اذا، سنظل ندور في هذه الدائرة المفرغة وننشغل ببناء مستشفيات للسرطان وشعب معتل طالما لم نتعامل بجدية مع ازمة قومية كبرى وهي ازمة الصرف الصحي في مصر .

لابد من وضع خطة قومية واضحة محددة الاهداف والخطوات والتوقيتات لاعادة الترع المصرية الى نقائها حتى نضمن ماء نظيفا نشرب ويشرب منها زرعنا.

نعم سنتكلف المليارات لامداد البيوت المصرية بشبكة صرف صحي، ولكن العائد مضمون عندها لن نكون بحاحة لبناء عشرات من مستشفيات السرطان.

نحن بخاجة ايضا بعد توفير البدائل الى تفعيل القانون والحزم وفي نفس الوقت توعية المواطن بمخاطر هذا السلوك المدمر .

ياليت فضائياتنا تخصص جانبا من وقتها الثمين لهذا الغرض من خلال حملة جادة ومكثفة لتوعية الناس بدلا من الهائهم ببرامج تعود بنا الى الوراء في كل شيء. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.

زر الذهاب إلى الأعلى