مقالات

رويدا عادل| تكتب: المراهقة ولكن

المراهقة مرحلة من أدق وأهم المراحل التي يمر بها الإنسان وليست مشكلة، هل تسألت يومًا ما معنى المراهقة ؟ ، وما هي أبعادها ، وكيفية التعامل معها ؟ ، والتخلص من هذه المرحلة ،  ولكن نظرًا لطول تلك المرحلة والتغيرات التي تصاحبها على كل جوانب الشخصية يتخوف منها البعض ويتصورها كمشكلة ، ومن المشكلات الوجدانية في مراحلة المراهقة : الغرق في الخيالات ، و أحلام اليقظة التي تستغرق وقته وجهده وتبعده عن عالم الواقع ، حيث يشكو أغلب المراهقين من عدم فهم الأهل لهم، وعدم إيمانه بحق في الحياة المستقلة، لذا يلجأ المراهق إلى التحرر من مواقف ورغبات والديه في عمليه لتأكيد نفسه وآرائه وفكره للناس.

ولأن أغلب المراهقين يؤمنون بتخلف أي سلطة فوقية أو أعلى منه، فيلجأ المراهق لكسر تلك القوانين والسلطات، وبذلك تتكون لديه حالة من التمرد على كل ماهو أعلى أو أكبر.

لكذلك يميل المراهق إلى فكرة الحب من أول نظرة ، فيقع في حب الفتاة معتقدًا أن هذا الحب حقيقي ودائم ، ولكنه في الواقع ينقصه النضج والاتزان ، وكثيرًا ما تنتهي الزيجات التي تتم في سن مبكرة بالفشل ، لأنها لا تقوم على أساس من النضج الوجداني ، ولا تستند إلى المنطق السليم ، كذلك يمتاز المراهق بحب المغامرات ، وارتكاب الأخطار ، ويمكن توجيه هذه النزعة نحو العمل بمعسكرات الكشافة والرحلات ، والأشتراك في مشروعات الخدمة العامة والعمل الصيفي .

ونظرًا لكثرة مشاكل المراهقين فسأعرض بعض من الإيجاز ما يخص موضوع المراهقة :
يعني ايه مراهقة :

من المعلوم أن المراهقة تشهد سلسلة من التغيرات الفيزيولوجية السريعة.

وهي الفترة الأكثر صعوبة بالنسبة إلى الإنسان، سواء كان ذكرًا أم أنثى، لأن عليه خلالها التركيز على قدراته الفكرية، ما ينشأ تناقضًا بين التغيرات الجذرية في جسده وعلاقاته مع الآخرين وبحثه عن هوّيته المقبلة، وضرورة بذل جهد كبير للحفاظ على مستوى معيّن من العلم كي يتمكن في ما بعد ذلك من التوجّه إلى المهنة التي يريدها في المستقبل.

صعوبات تظهر على كل مراهق :

فمن خصائص المراهقة ومميزاتها، عدم الوضوح، ومن الطبيعي جدًا أن نلاحظ هذه التقلبات في مزاج المراهق واختلاف رغباته وميوله ففي هذه المرحلة، يبحث المراهق عن هويته الخاصة التي عجز الأهل عن تعريفهم بها ، ويعلقون الأهل السبب على شماعة محروجين نواجهم ، فهنا يريد المراهق أن يحقق استقلاليته في الرأي، فيكون رفضه لكل سلطة أبوية محاولة منه لبلورة شخصيته وإثبات أنه سيد نفسه وأنه قادر على اتخاذ القرار المتعلق بمستقبله من دون تدخل الآخرين.

وفي المقابل، تبدو مرحلة نهاية المراهقة بالنسبة إلى الأبناء امتدادًا للاعتماد على أهلهم ماديًا، وبالتالي فإنهم يجدون أنفسهم ملزمين بالبقاء في حضن الأهل إلى أن ينتهوا من تخصصهم الجامع، وبالتالي، فإن الاعتماد المادي على الأهل قد يؤدي إلى الاعتماد العاطفي.

فهل نقول وداعًا للمراهقة ؟ :

تشكّل المرحلة المدرسية الثانوية بالنسبة إلى المراهق المحطة الأخيرةمن مرحلةالمراهقة، فهو بدأ يدرك أنه قريبًا سيقول وداعًا للمراهقة والطفولة.
ويلاحظ علماء نفس المراهق أنه راهنًا يبدأ بعض المراهقين بمرحلة المراهقة في سنمبكرة، أي عندما يصبحون مستقلّين نفسيًا واجتماعيًا بما فيه الكفاية للمشاركةبفعالية أكبر في تحديد هوّيتهم الخاصة وتحديد أدوارهم ورسالتهم في المجتمع.

اختلاف الواقع :

فيختلف أحيانًا واقع الذكور عن الأناث ، بل كثيرًا ، فهم  يشعرون بأن كل شيء يُفرض عليهم، عائلته ورفاقه وعالمه، وعليه المواجهة ليتمكن من التقدّم.

فالطبيعي الذي نعيش فيه ونعرفه  أن  الشباب دائمًا يصرون على رأيهم ، يعتقدون إنهم على صواب ولا رأى غير رأيهم ، يمل إلى المجازفات فى بعض ألعاب الرياضة أو قيادة السيارة ، فإنه  يقول لنفسه أنه أصبح شاب يستطيع أن يفعل كل شئ إلى أبعد الحدود ، مثالًا على ذلك : عند إعلان إحدى المراكز عن مسابقة ما ، و يُرفض من قِبل المركز فيغضب ولن يتقبل الأمر وينعزل تمامًا ويمكن أن يلجأ لطرق خاطئة تحت مسمى حاجة تنسينا همومنا

عكس تفكير الفتاه تمامًا فهى ترفض الواقع بطريقة مختلفة، فهي أكثر عاطفية، وتبحث عن أن تكون محبوبة ومحاطة بحب انصهاري شبيه بحب الوالدين في طفولتها .

مما قد يقودها إلى التصرّف في شكل استفزازي، مثل وضع المكياج بشكل صارخ، أو تتمرد في أسلوب أزيائها، وذلك لجذب الانتباه إليها، ولا سيما الجنس الآخر .

وهنا أيضًا يجب أن تتعرّض لصدمة واقعية، لكي تعود إلى أرض الواقع. ففي مجال التعليم الجامعي، لاحظت أن الكثير من الطلاب في السنة الأولى يتركون المجال الأكاديمي الذي اختاروه ليلتحقوا بمجالات أخرى تناسب قدراتهم الفكرية وميولهم المهنية. صحيح أن الأهل يتمنون ألا يمر ابنهم بهذه التجربة، ولكن هناك بعض المراهقين لا يمكنهم النجاح إلا بعد تجربة فاشلة.

و عليهم أن يفهموا أن الشخص الراشد الحقيقى هو الذي ينتبه لحديث الغير ، ويبادر في الكلام عند الأستئذان له ، ويستطيع أن يفكر بطريق تبهر الجالس أمامه .

أسئلة تدور فى العقل وإجابتها :

كثيرًا من الأهل يعانون من مشاكل المراهقة فكانت الأسئلة  على النحو التالي : أن  بناتهن يتحدثون مع شباب بداية من سن المراهقة  ويصعب عليهم التعامل معهم لعنادهم الدائم وانحرجها التحدث مع الأب ؟ ، ابني بيشرب سجاير ؟ ، بعاني من فهم ابنتي بتفكر في ايه ، وتميل لـأصدقائها أكثر  ، ازاي احافظ على أولادي من الأفلام الأباحية وعدم التعرض لها ؟

هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها الاخصائي في علم النفس الأستشاري :

الدكتور أحمد هاني استشاري علاقات الأسرية ، يقول  أن  حب البنات والشباب في سن المراهقة ، يعد الحب به وهمي ، وتكون عاطفة الفتيات أكثر من الشباب ، ويرجع السبب لمشاهد الأفلام التركية ومعظهم ينظرون لفتى أحلامهم كأنه مهند ، ولكن الشاب مادي أكثر ينتظر أن تصرف عليه الفتاة دون أن يخسر شئ ، فتكون عاطفتها غالبة على عقلها ، وفي هذا السن يتوقف العقل عن التفكير  .

على الأم تكون مصدر الأساسي للمعلومات وتعرف بنتها خطوة بخطوة بهذه المرحلة وتوعيتها ، وإذا انحرجت الأم ستجبر البنت تبحث بنفسها عن سبب التغيرات ، وهذا السن غير مدرك للكلمات و المشاهد الذي يشاهدها على التلفاز أثناء تقبلهم بعض ، أو الإعلانات  التي تظهر فجأة على اليوتيوب من صور أباحية تتفاعل مشاعر المراهق جسديًا ونفسيًا ، ويكون عندهم حب الاستطلاع

ومن سن 4 سنوات  لـ 5 سنوات  عليهم تعريفهم بأجسادهم  و الأشياء التي يجب عدم لمسها لأنها محظورة ، وتقرب الأم من بنتها ، وتفهم عقلها إلى أي مدى تفكر ، تجبرها بالحديث عن طريق أن تحكي الأم عن مشكلتها وتشاركها فرحها وهمها وتعمق مستوي الثقة بينهم ، سيجعل العلاقة ليست مجرد أم وابنتها بل تتحول لصداقة قوية .

واستكمل الإجابة على سؤال شرب المراهق سجائر ، يقول أن الطفل يقع في دائرة الأهمال والتدخين ، حيث أن الطفل يكون لديه فكرة أنه يرى والده المثل الأعلى له يشرب فيفعل مثله الأهل وأصبح في زمننا هذا ينظر المراهق إنه أصبح راشد عليه أن يشرب سجائر ليكون في نظر الجميع رجل .

وتعد هذه الأسباب الأولية للجؤ للتدخين :

أولاً: أسباب نفسية:

قد يعتقد المراهق أن التدخين سمه من سمات الرجوله , لذلك يلجأ اليه , كما أنه يجد بها وسيلته الوحيده للتخلص من القلق والتوتر في ظل غياب الترابط الأسري المطلوب خلال هذه الفتره..

ثانياً: أسباب اجتماعية:

غياب الأبوين لفترات طويله قد يجعل الأبناء يخضعون الي تصرف بعض الأصدقاء الفاسدين , ويأخذوهم الي طريق التدخين ثم تعاطي المخدرات.

قد يكون أحد أسباب تدخين السجائر عند المراهقين هو التقليد أو التشبه بوالديه , حيث تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن التدخين هو أكثر ظهوراً لدى المراهقين الذين يكون آباؤهم من المدخنين.

و يبحث الإنسان دائما عما يشغل وقته، فإذا لم يجد مايشغله بطريقه مفيده فإنّه من الممكن أن ينزلق إلى سلوكيات غير مناسبة كالتدخين و تعاطي المخدرات.

كما أن امتناع الأب والذي يعتبر الابن القدوه والمثل الأعلي عن التدخين , فالابن يراه أباه مثله الاعلي في كل شيء, لذلك قد يكون سبب التدخين تقليده لاباه

و ينصح بعدم الضغط علي الإبن للإقلاع عن التدخين ,فكل ذلك محاولات فاشله لا تأتي بالنفع علي الأطلاق , وما تزيد الابن إلا عناداً

ويفضل الجلوس مع الأبن والحديث معه عن الأسباب التي دفعته الي ذلك بدرجه من الوعي والرقي وبعيد تماماً عن العصبيه والتأنيب.

و يجب التطرق الي الأضرار التي يلحقها التدخين بالانسان و البرهنه علي ذلك من خلال ضرب الأمثال إليه من الوقع بقصص حقيقيه.

و ينصح باتباع أسلوب الثواب والعقاب عند الإقلاع عن التدخين مثل امتناعه عن لعب كره القدم إذا كان من محبيها أو العاب الكمبيوتر , فهذا سيأتي بنتائج فعاله في كثير من الأحيان.

وتأتي بعدها مشكلة صعوبة فهم تفكير الفتاة المراهقة :

وهنا أم لثلاثة بنات، الفتاة الكبرى في مرحلة المراهقة، تقول الأم: مشكلتي دائمًا إنها  تقلد صديقتها في طريقة اللبس، وسماع الأغاني والاهتمام المَرَضي بمتابعة المسلسلات والأفلام التركية والهندية .
أما الأخرى فتقول بغضب: أعلم أن ابنتي في سن المراهقة، ولكن تصرفاتها تثير غضبي ، فهي تعترض دومًا على ملاحظتي ورفضي لإصرارها على ارتداء ملابس لا تليق بها أو خروجها مع زميلاتها وحدهن، فهي تريد أن تفعل ما تفعله صديقتها في المدرسة والتي يلبي لها أهلها كل ما تطلبه، ويسمحون لها بأن تفعل ما تشاء، وهذا أمر مرفوض بالنسبة لي، فماذا أفعل؟

فعلى كل أم لديها ابنة مراهقة أن تدرك أن ابنتها تمر بمرحلة صعبة، وألا تعسر عليها الأمور مرة واحدة، وألا تضعها في مواجهة كل الصعوبات في لقطة واحدة، فلا تحرمها من صديقاتها ومن التليفزيون ومن سماع الأغاني مرة واحدة ، فهناك دائمًا في هذه المرحلة بالذات بعض الحبال التي يجب أن ترخي ، أي هناك بعض البنود التي لا بد أن نتغاضى عنها حتى نستطيع أن نحتفظ بحركتنا الطائشة في أيدينا، ففي هذه المرحلة الفتاة تنتقل من عالم الطفولة إلى الأنوثة، وعلى الأم أن تحدد بعض الأولويات التي لا يمكن التنازل عنها: مثل الحجاب الشرعي الصحيح، أو الخروج بمفردها إلى أماكن ليست فوق الشبهات أو مجرد التسكع، فهذه أشياء لا يمكن قبولها إطلاقًا

يقول الداعية الإسلامي الدكتور “مبروك عطية “: لقد علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الفن في التعامل مع الناس؛ فقد كان يقول إذا بلغه شيء عن أحد: «ما بال أقوام يقولون كذا وكذا»، مبتعدًا عن التشهير بأسلوب شفاف رفيع، وهذا أيضًا هو أسلوب القرآن، قال تعالى: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ” [النحل:125].
هذا هو أسلوب القرآن: الدعوة بالحكمة والنظر في أحوال المخاطبين وظروفهم، والقدر الذي يبينه لهم في كل مرة، حتى لا يثقل عليهم، والطريقة التي يخاطبهم بها، فإن الرفق في الموعظة يهدي القلوب الشاردة، والزجر والتأنيب وفضح الأخطاء التي قد ارتكبت عن جهل أو حسن نية له أثر سيئ على نفس الابنة المراهقة.
أما الداعية الإسلامي “عمر خالد” ينصح كل أم وأب بأن يكونوا أصدقاء لأبنائهم، ويقول: “علينا أن نصادق بناتنا وأبناءنا في هذا السن من فترة المراهقة ، علينا أن نبتعد عن أسلوب الأمر والنهي في كل كبيرة وصغيرة، وأن تربطنا بأبنائنا علاقة صداقة واحترام ومودة وليس علاقة أمر ونهي وخوف وعقاب”.

وعلى الأم أن تحترم خصوصية ابنتها، مع الاحتفاظ بمبدأ المراقبة غير المباشرة، وعليها أيضًا أن تقوم بتشجيعها في بناء شخصيتها فلكي تكوني أمًّا متفهمة لابدَّ أن تتيحي لابنتك فرصة الأعمال المنزلية؛ مثل دخول المطبخ والعمل فيه وطريقة الإنفاق وحسن التصرُّف في الادخار والإنفاق، وعلى الأم أن تثني عليها وتتقبل خطأها بنفس راضية، وتشجعها إن أحسنت وتنصحها إن أخطأت، فإن حسن التوجيه واللباقة هنا لها تأثير السحر، وبالتالي تتقبل الابنة توجيهات الكبار بنفس راضية.

ويليها المشكلة التي يعاني منها الكثير مشاهدة الأفلام الإباحية الإلكترونية :

من الإباحية الإلكترونية التي تتسارع بالتقدم والتوسع بشكل كبير وملحوظ في كل العالم، وما يهمنا أنه بدأ الجانب الإباحي من الانترنت بالتوغل الى داخل بيوتنا ومجتمعنا وفي أماكن لا تخطر على بالنا ليتوجه هذا الفساد في المقام الأول الى عقول المراهقين والشباب وحتى الرجال وربما النساء أيضاً.

ولم يكن ينقص مجتمعنا الذي يحاول لملمة نفسه من آفات كثيرة إلا الوقوع في هذا الشرك الخطير. ومن المنظور الدولي فقد اعترف المجتمع الدولي بأن الأطفال هم عرضة للخطر مما يقحمونهم في انتاج وتوزيع الاباحية، ويمكن للاطفال أن يعانون من آثار سلبية خطيرة نتيجة لهذا الاستغلال.

وفي اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها الدول المشاركة في حماية الاطفال من المواد الإباحية وإتخاذ التدابير اللازمة لمنع استخدامها.

و على الاهل أن يكونوا القدوة المثالية والحسنة أمام طفلهم المراهق لأنه، وخصوصاً في هذا العمر، هم أكثر عرضةً للتأثّر بسلوكيات أهلهم ما يجعلهم يقلّدونه معتبرين أنهم مثالهم الأعلى وقدوتهم في الحياة. من هنا على الأهل التصرّف بالطريقة التي يرغبون أن يرونها في طفلهم المراهق مثلاً عدم الجلوس طويلاً أمام شاشة الكومبيوتر وتصفح المواقع الإباحية، والتقليل من وقت استخدام الهاتف الذكي

ومن المهم أن يقوم الأهل بتثقيفهم وتوعيتهم جنسياً. إن هذا السلاح يجعله متحصناً بالمعرفة والدراية حول كافة المواضيع الجنسية ويجعله متصالحاً مع نفسه ومع أهله فيناقش بها ويتحدث عنها بشكل علميّ وعاديّ دون أي حاجة تدفعه إلى إكتشافها بشكل سريّ على المواقع الإباحية. فالموضوع الجنسي لا يجب أن يعتبر من الأمور المحرّم التكلّم بها في المنزل بل على الأهل التعامل معه بكل طبيعية ووعي والإجابة على كل أسئلة الطفل المراهق.

صناع السينما للمراهقين :

لذلك وجد صنّاع السينما ضالتهم في هذه المرحلة المليئة بالتحولات الفكرية والمشاعر المتقلبة والرؤية الضبابية للمستقبل.

فبَنى صُناع السينما منهجين مختلفين في محاولة لعرض وتصوير هذا العالم ، فالمنهج الأول : قائم على جرعات من الأفلام التي يُطلق عليها مصطلح الأفلام الخفيفة وغالباً ما تنتمي إلى عائلات الأفلام الرومانسية الكوميدية أو الرومانسية الخالصة التي تلعب في المقام الأول على حقيقة أن مخيلة المراهقين تفيض بالمشاعر، و لكن هذه النوعية من الأفلام غالباً ما تقع في فخ النمطية؛ حيث تتبنى خط واحد للأحداث ونفس بناء الشخصيات لتصل إلى أحداث متوقعة تفتقر إلى الإبداع وتهدف إلى إرضاء رغبة المشاهدين في النهايات السعيدة بدون الإلتفات إلى بناء خط درامي مختلف، ولكنها في النهاية قد تحمل ما يستحق المشاهدة.

ومن هذه الأفلام :

فيلم «أوقات فراغ» : يتحدث عن مجموعة من الشباب  المصرى ونظرته تجاه الواقع الذى يعيش فيه ، وأيضًا فيلم «مذكرات مراهقة» ، و «صغيرة على الحب» ، إضافة للفيلم الأجنبي «Mean Girls» و الذي دار أحداثه حول  الفتيات اللاتي يعيشون في الحقبة الزمنية الخاصة بالمراهقة ، وهي الفترة التي تعيشها البنت في سن الثانوية العامة بالأخص ، وقد تناول الفيلم مجموعة من البنات الكثير من الظروف والكثير من الحالات المتغيرة ، لدرجة أنهم يقومون بأيذاء بعضهم البعض بأفعال سيئة ولكن هذا ليس لأنهم سيئون ولكن ظروف تلك الفترة العصيبة هي التي تتسبب في صناعة تلك الشخصيات وكيفية علاجها .

ردود شباب مفاجأ:

 

عند أسئلة  الشباب والفتيات ذو السن العشرينى عن معنى المراهقة ، وهل يعد أول حب حقيقي أم وهمى ، وهل مرحلة التفكير اختلفت عن المراحل الماضية ، وبالنسبة لتحذير الأهل كان لابد من الأستماع إليه

 

فكانت الأجابة على النحو التالي :

قالت «هاجر نبيل»  فتاة جامعية ، كانت تتمنى أن يكتمل الحب ، ولكن لم يفرقهم غير الأجل ، وقبل خطوبتهم فارق الحياة و أصبح فى مكانه يتمناها الجميع ، شعرت بالإنكسار فى هذا السن  ، وأضافت أن الحياة لم تقف عن أحد بل تستمر ، وبعد المرور من مرحلة المرهقة شعرت بتغير فى مستوى التفكير بمعدل 360 درجة من رأيها ، واستوعبت كيفية التماشي مع الحياة ، وتندم على عدم سماع أهلها من التحذير لأنها كانت تعتقد أن زمانهم يختلف في التفكير عن زمننا ، وعند الوقع في المشكلة لم يصاحبنى غير الندم .

 

واستكملت «ألاء عزت» لم أخوض أي مرحلة حب في هذا السن حتى مرحلة الثانوية كنت انظر إليه على إنه مرحلة تنتهي بالزواج ولكن بعد ذلك فهمت معناه ، بنتعلم كل يوم أكتر حاجات كانت غلط في تفكيرنا بتتصحح بالوقت ، وأضافة«جهاد عبدالله» أن حب المرحلة هذه وهم ، ولم يكن غير ذلك ، واقتنعت بالمراهقة بعد اجتياز سن 20 ، وتغير افكارها لأطوار مختلفة .

فكان  رد «إسراء أشرف » عن سؤال هل ممكن حياتك تتوقف على حد حبيته في سن المراهقة ؟ لا حياتنا مستمرة إلى أن يأتي أجل الله ، لم تقف على أحد ولا أصدق من يقول غير ذلك ، الكل بيروح حتى الأهل ، ولا نسمي مرحلة المراهقة حب ، بل مشاعر وهمية ، ولا ننكر وجود حب بين اثنين وأكتمل بالزواج ولكن بمعدل 2%، واتعلمت أن الأحلام في السن دا بتتغير مع الوقت وكيفية التعامل مع الأمور بحسم ، وتقبلها بعقلانية.

وكانت ردود الشباب  بأن المراهقة مرحلة لا تستحق الإستغراق للتفكير في ما مضي ، واعترف البعض بوجود الحب عكس الفتيات ولكنه لم يستمر والبعض استمر للزواج وينقسم إلى نوعين الناجح والفاشل ، قال أحد الشباب أن حبه الوحيد كان من سن الإعدادية واستمر وانتهى بالزواج ،لكن اعتقد تسرعت في هذا القرار فإستمرار المشاكل لعدم إعطاء أنفسنا فرصة أطول لفهم الحياة  ،وانصح كل شاب أو فتاة بالتفكير والسماع لكلام الأهل  ، ويعتبرون أن العقل في هذا السن مخدر يعتقدون إنهم على حق والجميع على باطل ، وكل يوم يمضي يتعلموا ما معنى الحياة وتتغير معتقادتهم لأحلام كانت في هذا السن يعتقدونها ستصبح حقيقة بسهولة ولكن بعد ذلك أصبحت لن نحصل عليها إلا بالجهد ومتاعب كثيره .

زر الذهاب إلى الأعلى