مقالات

رويدا عادل | تكتب: زواج القاصرات آفة

22768213 288276905018213 729037716 o

موضوع وانتشر في قري محافظات مصر لا نعرف أي يسبب يجعل الأب يعرض ابنته سلعه للبيع ، وهي لا تتجاوز الـ 21 عامًا ، لتصبح ملكًا لرجل كبير، غرضه ما هو إلا زواج المتعه، والقصد منه الاستمتاع، دون أن يكون هناك إشهار أو إثبات لهذا الزواج.

أنا فتاة في عمر الـ 20 عامًا انظر إلي هذا الزواج على كونه جريمة في القانون معاقبة الأب أولاً، فهو يسلب حقها في ممارسة طفولتها واستكمال تعليمها ووصلها للتعليم الجامعي، فتعد صفقة خاسرة سيئة للغاية ولايجب أن نقول أن طالما لم يحدد الأسلام سن للزواج أن نستغل هذه الفرصة ، لماذا نقوم بزواجهما في هذا السن ؟ .

خائفين عليها من أن تكون عانسًا ، تستطيع أن تبني مستقبلاً ناجحاً أعظم من أن تفتح بيت وتكون أم لأطفال وهي في هذا السن ، فكيف تكون طفلة أماً لطفل ؟ .

انتشر هذا الزواج أكثر فى الوسط الريفي بحجة العادات والتقاليد الريفية وهناك بعض الأعمال الفنية تناولت تلك القضية فى محاولة لمعالجة هذه المشكلة.

حيث رصدت المخرجة «إيناس الدغيدى» تلك القضية من خلال فيلمها الشهير “لحم رخيص”، الذى تدور أحداثه عن تجارة الجسد في الأرياف المصرية وتتواجد إخلاص وتوحيدة و نجفة الفتيات الثلاثة بنات القرية الواحدة بالظروف الصعبة المتشابهة اللاتي يتقدمن للمعلم مبروك ليبحث لهن عن فرصة عمل أو زواج فيزوج” نجفة” وفاء مكى، لشيخ عربي يجعلها خادمة لزوجاته بينما تتزوج “إخلاص” جيهان سلامة شابًا خليجيًا يتركها بعد أن تحمل منه بينما تعمل توحيدة خادمة في أحد الأماكن سرعان ما تتركه.

وقدم أيضًا الفنان «صلاح السعدني» في مسلسل زواج القاصرات هذه القضية بالتفصيل في شخصية “عبد القوي”، رجل كبير في السن، يبحث دائما عن إرضاء شهوته بالزواج من القاصرات، وسط استياء العديد من المحيطين به، لكن لا يقوى أحد على الوقوف أمامه.

وتأتي قصة إحدي الفتيات على هذا النحو قالت “أميرة”: لولا ظروف أهلي المادية لما اتزوجت في عمر 15 عامًا لشخص يسبقني بـ20عامًا ، لكن أهلي جبروني علي الزواج منه ، كنت لا أعلم ما معني عريس وعروسة ، كل ما اعرفه هو أن تلبس العروسة الفستان الأبيض والعريس بدلة  ، أهلي  حاولوا إقناعي أن هو هيجبلي ألعاب وشيكولاته فرحت وأنه هيعيشني في نعيم.

وأكملت حديثها: لكن رفضت كيف أتزوج شخص في سن أبي ، بس رأيهم هما في الأول والآخر أهم حاجة ، لم أكن معتادة علي الابتعاد عن أمي وأخواتي، كما لم أكن أتقن الأشغال المنزلية، لكن تزوجت أول ليلة حصل «الكارثة» ضربني وغصبني علي حاجات غصب عني، مكنتش اعرف عنها حاجة، تعبت الليلة دي وروحت المستشفي، وحصلي نزيف، اتعالجت وروحت وفهمت كل حاجه، دلوقتي عايشه، و بيعيرني أن أهلي باعوني .

حسبي الله ونعم الوكيل، هكذا أنهت أميرة قصتها، وأضافت لو رجع بيا الزمن ورا كنت هعمل حاجات كتير لو هطفش من البيت ،اتحرمت من حاجات كتير وأهمها الدراسة والإستمتاع بالفترة دي في حياتي اللي هي أجمل فترات العمر.

كل الرؤساء أتفقوا في أرائهم على ضرورة الحفاظ على البنات القاصرات من ظاهرة الزواج المبكر، متعجبين جميعاً من عدد المتزوجات فى سن الـ 21 .

وفي الأيام الماضية أصدر الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء التعداد السكانى على مستوى الجمهورية لعام 2017 وأظهر التعداد عدد المواطنين المتزوجين والذين سنهم لم يتجاوز 18 عامًا فى مصر بلغ 18.3 مليون نسمة مما يعتبر كارثة بسبب الإقبال على الزواج المبكر.

ما أرجحه من أسباب تؤدي إلى اتجاه الأسرة يرجع أسباب زواج القاصرات الأولية :

الفقر، ينتشر بشكل كبير في قري الريف والصعيد، مما يؤدي إلى إجبار الأهالي لزواج بناتهم في عمر صغير، من أجل التخلص من مصروفهن، و العادات، والتقاليد.

و الجهل الفكري ، والذي ينتشر بين العائلات التي لا تدرك مدى الخطورة، والضرر في زواج الفتاة في عمر صغير، ولا يقدرون أنها غير قادرة على تحمل مسؤولية زوج، وأبناء ، طفلة كل ما تفكر به هو اللعب  .

ومن الآثار النفسية التي تحدث للقاصرات :

يحدث للفتاة صدمة تؤدي لحصول حالة من الأكتئاب والخوف والقلق وغيرها من الأعراض ، لأنها غير مستعدة لهذا التغير المفاجئ في الأنتقال من مرحلة الطفولة إلي النضوج بشكل مباشر، دون مرورها بالسعادة والمرح واللعب مع الأطفال في مثل سنها .

زر الذهاب إلى الأعلى