الانفلات الأمني يضرب شوارع عزبة حسني بههيا آخرهم سرقة بقرة من أرملة كانت تعول أسرتها بثمن لبنها
تقرير | أسماء الهادي
«ياعم أنا مالى.. ابعد عن الشر وغنيله» عبارات أصبحت تتردد فى الشارع المصرى عند مشاهدة أي عنف أو بلطجة أو وقوع جريمة فى «عز الظهر»، الشهامة والجدعنة، والمعروفة بأنها صفات أصيلة فى المواطن المصرى يشتهر بها عن باقى الشعوب، ولكن تبدلت الأحوال وتغيرت الشخصية المصرية إلى التبلد وهو ما سنسرده في قصة عزبة حسني بههيا
في ظل حالة الانفلات الأمنى التي شهدتها مصر في أعقاب ثورة 25 يناير، وما تلاها من آثار نفسية على المواطنين في كل ربوع مصر، سيطرت البلطجية على جميع القرى التابعة للمحافظات، بل أعلنوا عن ظهور «دولة البلطجة» وتحدوا دولة القانون، ويبقى السؤال هنا.. انتشار ظاهرة البلطجة والعنف .. مسئولية من ؟!، هل يمكن أن يتحول المجتمع الى غابة في ظل حالة الفوضي والانفلات التي تمر بها البلاد؟.. للأسف انتشرت هذه الظاهرة التي تعتبر إنفلاتاً سلوكياً غير حضاري وأصبحت تهدد أمن البلاد، وقد شهدنا في الآونة الأخيرة تزايد هذه الظاهرة علي نحو لم يكن مألوفاً من قبل في المجتمع.
حكاية عزبة حسني بههيا
البداية كانت من منطقة عزبة حسني التابعة لمدينة ههيا، حيث شهدت سلسلة لا تنتهى من حالات البلطجة والسرقة، حتى أصبح من المعتاد يومياً الحديث عن حالات السرقة، والتي بدأت بسرقة أرملة تعول ثلاثة أيتام ساعدها أهل القرية فى شراء «بقرة» لكي تنفق على ابنائها، ولكن يشاء القدر لتصحو ككل صباح لتحلب بقرتها التي تعتبر مصدر الرزق الوحيد لها والذي لا تملك غيره، حتى يتسنى لها تغطية مصاريف أبنائها بعد وفاة زوجها، فلم تجدها مكانها.
«الحمد لله على كل حال» بعد تنهيدة طويلة وهي تحبس دموعها تروي «سماح محمدي» قصتها قائلة: «أتجوزت وأنا عندي 17 سنة، جوزي كان بيشتغل فى فرن وكنا عيشين كويسين، خلفت منه ولدين وبنت وعشت معاه أجمل 6 سنين فى حياتي»، لتنتهي هذه السنين بوجع فراقه بعد إصابته بـ «السرطان» والذي اكتشفناه فجأه، لتسكت برهة: « كنت هتحمل أشيله فوق راسي عمري كله بس ميفارقناش ولكن القدر اختارني أكون أرملة وأم لـ ثلاثة أيتام».
وأضافت قائلة: «أهل القرية وقفوا جنبي وساعدوني، أشتريت بقرة عشان أصرف على عيالي وكنت ماشية كويس والحمد لله محتجتش لحد، ولكن النصيب فى أن يتم صرقتها لتبدء حياتي بوجع كما كانت عليه مرة آخرى».
وتابعت: «أنا راضية بقضاء الله وتدابيره رغم الظروف السيئة التي أمر بها»، مضيفة قررت أن أسعى بكل ما أوتيت من قوة بحثًا عن حياة مستورة ولقمة عيش تعينني وأبنائي على مصاعب الحياة.
وقد ترتب على هذا الخلل شعور البلطجية بأنهم أصحاب قوة، فخرجوا إلي الشوارع مستعرضين عضلاتهم علي المواطنين البسطاء وارتكبوا جرائم السرقة، فاخرهما عملية سرقة أسلاك كهرباء من التيار العالي بالقرية، حيث لقي شخص عاطل مصرعه أثناء محاولته للسرقة من أعلى عمود الكهرباء، وبالفحص تبين أن الجثة لشخص يدعى «أ. ع»، 30 عامًا، ومقيم بالقرية، وأثناء قيامه بسرقة أسلاك الكهرباء، صعقه التيار الكهربائي وتوفى في الحال، وقامت الشرطة باستدعاء سيارة الكهرباء، لإنزاله من العمود.
ومن جانبه استغاث الأهالي بالجهات الأمنية والشرطة لمواجهة هذه الظاهرة، مطالبين بوجود غفير بالقرية حتى يحسوا بالأمان والسيطرة على الموقف ومنع الشباب الغاضب من الإنتقام بهذه الطريقة.