مقالات

سامح المصري| يكتب : أكل العصافير المشوية

سامح المصري

كانت الساعة 12منتصف الليل بعد التجربة الفاشلة رقم (5 ) لتناول القهوة الفرنساوي على قهوة أبو ملك إللى تعد خط الحدود بين فلل الجامعة بالزقازيق «بتاعة الناس النظيفة» ، وعزبة مرعي بتاعة الغلابة ” كل مرة أقول لنفسي .. مش هطلب قهوة فرنساوي هنا تاني علشان مبيعرفوش يعملوها ونمشيها سحلب وخلاص .. لكن برجع تاني أقول لنفسي أجرب يمكن تكون كويسة المرادي .. وبرده يا دوب أبوس الفنجان بشفيفي وأخد رشفة واحدة وأقول لنفسي بكل رومانسية ” نكتفي بهذا القدر .

محمد على حكم مصر بالصدفة وكان أبوه إبراهيم آغا إللي كان شغال شيخ غفر، وجنب الوظيفة لميري كان بيتاجر في الدخان، ورغم أنه خلف 17 والد راجل ماتو كلهم إللي عاش منهم كان “محمد” ، ورغم إنه مكنش عايز يسيب مدينة «قولة» اليونانية علشان كان بيحب زوجته الجملية ” أمينة هانم ” إللي كانت غنية جدًا ، وكمان وكانت وش السعد عليه ، لما سمع مصطفى الجملة دي « تناول رشفة من القهوة العربي وقال ».. والله ناصح الواحد نفسه يتجوز جوازة زاي محمد علي باشا .

مصطفي فوزي ، أو زأي ما بنطلق عليه ” مصطفى شفيق” بسبب تأيده للفريق أحمد شفيق وبشدة ، علشان كده في ثورة 25 يناير محمد هاشم كان ديما ينادي عليه ويقوله .. يا فلول .. حط الفنجان على الترابيزة وقال إزاي حكم مصر بالصدفة وهو صاحب الفضل في بناء مصر الحديثة ، وكون جيش قوي من المصريين وكان بيستهدف إنه يوسع إمبراطوريته علشان ينافس بيها الإمبراطورية الإنجليزية، لكن في 5 يوليو عام 1840 الدولة العثمانية وإنجلترا أجبرته بالتوقيع على معاهدة لندن الشهيرة ، تلك المعاهدة التي وضعت نقطة النهاية للدولة العظمى ومقرها القاهرة التي كان يؤسسها ويحلم بها محمد علي .

من حسن حظ مصطفى أنه طلب قهوة عربي مظبوط شكله كده سعيد الحظ في القهوة إللي خلته «يلع لع» معانا في الحوار إللي بدأ مع فتحت اتنين كيس شيبسي واحد بطعم الكباب والثاني بالجبنة المتبلة .. أشتراهم إبراهيم جمال الدين .. إللي قال إنه أنتقد نفسه وقت ما فكر إنه يصمم بوست يهاجم فيه أمريكا ويدعو إلى مقاطعة منتجاتها بعد قرار ترامب الأسود / بنقل السفارة للقدس وإعلانها عاصمة للعدو لصهيوني ، وده كان بسبب إنه وقت ما بدأ في التصمييم كان بياكل شيبسي صناعة أمريكة ، والكمبيوتر إللي هيصمم عليه البوست صناعة أمريكة ، والفيس بوك إللي هيشير عليه البوست صناعة أمريكة ، والإنتر نت إللي بيستخدمه صناعة أمريكة .

هو كان في أصلا في دولة أسمها فلسطين ؟ دي كانت الجملة إللي أنتقلنا بيها بالحوار من مرحلة العولمة الحديثة إللي بتنتهجها أمريكا والذكاء الصناعي إللي كان سبب في بناء ريبوت صوفيا صاحبة الجنسية السعودية التى من أهدافها .. حكم أمريكا والعالم بل والقضاء على البشر بشكل عام علشان تعيش في هدوء هى وبني جنسها ” على حد قولها ” .

في الحقيقة وقت إمبراطورية النهرين في العهد الفرعوني بين مصر والعراق ، لم يكن هناك دولة تسمى بــ ” فلسطين ” وهذه المنطقة كان تسمى إقليم كنعان وكانت تضم فلسطين الحالية ولبنان ، سوريا ، والأردن ، لكن طبعًا ممنوع فتح مساحة داخل العقل للحوار في هذا الموضوع ، لأن أي حد هيسمعك بتشرح الكلام ده هيقول على طول أنت صهيوني يا سامح ، لكن الحديث كان مع إبراهيم ومصطفى راقى علشان كده أنا بختار أصدقائي بعناية شديدة ولازم يكون في تقارب فكري بيننا .

كلنا طبعا طبقًا للتاريخ الحديث بنعترف بدولة فلسطين ، وإسرائيل بالنسبة لنا هى دولة صهيونية محتلة ، وقائدة أكبر عملية إرهابية حصلت في التاريخ .

إبراهيم قال بالفعل أرض فلسطين كان يسكنها عرب كنعان وهم أهل فلسطين الآن ، لكن كان ردي عليه بالفعل أهل فلسطين سكنوا الجزء الجنوبي من إقليم كنعان على الحدود مع مصر، وهذا كان بدعم من دولة الفراعنة وقتها ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل كان يوجد كنعانيون عرب ؟ ، رد مصطفى وقال خدناها في المدرسة كده .. قالت له.. وهل يا صديقي كل إللي درسناه في المدرسة كان حقيقي ؟ هل الملك_فاروق كان ( بتاع نسوان وبياكل حمام وبس ؟ ) هل محمد_نجيب ليس له وجود في التاريخ ؟ هل الفريق سعد_الدين_الشاذلي رحمة الله عليه ليس له دور في حرب أكتوبر ؟ وهل لما نفتح اللاب توب لازم نحط “لصقة” على الكاميرا ؟ هل علشان نتكلم مع بعض لازم نقفل الإنترنت ونشيل البطارية من التليفون علشان التجسس ؟ هل ؟ وهل ؟ وألف هل تحتاج إلى إجابة لما درسناه في الكتب المدراسية يا عزيزي .

قررنا نروح وسألنا صانع القهوة الفرنساوي «أم رشفة واحدة» على الحساب ، هو برده لازم ندفع الحساب ؟ وإبراهيم أبو الرجولة كالعادة يقوم بالواجب ، وركبنا العربية وسألت مصطفى على فين يا بيه قال هناخد طريق الكورنيش ونطلع على القنطرة ، في الوقت ده كانت الزقازيق قلب كبير بدون زحمة على غير العادة ونسيم هواء بحر_مويس يسحر كل العاشقين السهرنين في ليل الشتاء الدفئ .

كان الميكروباص فى 6 شباب تقريبًا منتظرين يحمل وفي الطبيعي لازم 14 “نفر”، علشان تنطلق الرحلة من موقف القنطرة ، لما ركب مصطفى قل عدد الإنتظار للنص ، ورجعنا أنا وإبراهيم في الطريق للقومية ، عبرنا كوبري العبور ، وفي وسط الشارع كانت عربية فاكهة على اليمين .. قال إبراهيم ” على جنب لحظة ياريس ” إجبلك معايا برتقان ؟ قولتله تسلم يا حبيب مبحبش أكله كتير علشان بيحتاج حمام أكتر من مره والموضوع بيكون صعب في ليل الشتاء ، 5 دقايق ورجع شايل من فضل الله برتقان ويوسفي ، وقال عارف ياريس إيه الزحمة إللي كانت جنب عربية الفاكة ، بكل فضول قولت إيه ؟ قال ده واحد بيشوى عصافير وبيبيع الواحدة بجنيه !! ، والناس عليه زاحمة جدا ، يادوب إبراهيم خلص الجملة وأنا قولت ” يع ” قال إبراهيم سامح المصري يقول يع ” قولت إزاي الناس تاكل العصافير ، المفروض أن دي مخلوقات ناعمة ورومانسية جدًا ، لكن وقتها عرفت ليه القهوة البلدي منعرفش نشرب فيها قهوة فرنساوي .. وليه نقول عليها قهوة فرنساوي لما ممكن نقول قهوة بلبن .. وليه الناس زحمة على العصافير المشوية إللى بيشتروها الوحدة بجنيه ، وليه لازم ننتظر لما الميكروباص يحمل 14 حتى لو هنبات في الشارع .. وليه العدالة الإجتماعية جزء محذوف من المنهج المصري ؟.

سامح المصري

كاتب صحفي ومدون منذ عام 2000، بداية احتراف الصحافة كانت من خلال موقع الشرقية توداي الذي اعمل به منذ عام 2011، اكتب جميع أنواع القوالب الصحفية ولكن اتميز في كتابة مقالات الرأي
زر الذهاب إلى الأعلى