مقالات

سامح المصري : يكتب | ساعد الناس الغلابة بس لازم بالقانون

SAMEH 55

كثيرًا من الناس التى تسعى للمساهمة في العمل الخيري، وتساعد الغير من الفئة الأكثر احتياج، زأي جمع تبرعات مالية لصالح أسر فقيرة ، أو مساعدة في تجهيز عروسة للزواج ، أوعلاج مريض محتاج ، أو المساهمة في بناء ، مستشفى ، أو مسجد ، أو كنيسة ، وغيرها من الأعمال الخيرية .. ولكن هذا الشخص الذي يساهم في مساعدة المحتاجين ، ممكن أن يسجن ، ويدفع غرامة تصل إلى مليون جنيه ، بسبب الجهل بالقانون

هؤلاء كثيرًا  يتواصلون معي ومع غيري من خلال الحسابات الشخصية ، أو منشورات عبر الصفحات على العام بمواقع السوشيل ميديا، يدعون فيها إلى جمع تبرعات مالية لصالح أسر فقيرة، أو مساعدة في تجهيز جهاز عروسة، أو علاج مريض محتاج ، وغيرها من الدعوات، وأخرها وصلني اليوم في الصباح من صديق ، وهذا ما دفعني لكتابة هذا المقال، في البداية أنا لا أشكك فيهم ، لأني أعرف البعض منهم وأثق بهم ، ولكن أرفض هذا التصرف، لأنه خطأ، وأنا كنت أتصرف مثلهم من باب المساهمة في فعل الخير ، ومساعدة الغير ، قبل العلم بالقانون، والمعرفة بمدى خطورة هذا الأمر ، لذلك أقدم لهم النصيحة والتوضيح البسيط من خلال هذا المقال .

طبعًا كل هذه الأعمال إنسانية وجملية، وتدعو إلى السعادة والطمأنينة، ولكن المشكلة أن صاحب الرسالة، أو المنشور، يترك في نهاية الرسالة، أو المنشور، رقمه الخاص، ويطلب من المتبرعين إرسال قيمة التبرع “فلوس” على حسابه الشخصي، وهنا تكمن الخطورة التي يجهلها البعض، حيث أنه من الممكن أن يعرض نفسه لمسألة قانونية، تصل إلى السجن.

هو في حد بالفعل كان بيجمع تبرعات بهدف إنساني وتعرض للمسألة القانونية، أو السجن؟ بكل أسف أقول نعم، أتذكر ما بين عام 2012- 2013 كان لي صديق يعمل كا متطوع هو ومجموعة من الشباب لدعم إنشاء مستشفى بمدينة الزقازيق، يخدم ويعالج البسطاء، وكان هدفهم السعي إلى جمع التبرعات للإنتهاء من أعمال الإنشاء، والتجهيز بشكل سريع، ولكن فوجئ باستدعائه من قبل النيابة، لاستجوابه في تهمه موجه إليه تتلخص في” جمع تبرعات دون سند قانوني ” رغم أنه كان يعمل بشكل رسمي”، ولكن مخالف مع القانون المعلن آنذاك، ولولا أن النيابة استوضحت الأمر، كان من الممكن أن يعاقب هذا الصديق بالسجن، أو الغرامة المالية، مقابل مخالفة القانون ، أو الجهل بالقانون.

أيضًا منذ أسابيع قليلة علمت بالقبض على شخص والتحقيق معه، في تهمة وجهتها له النيابة بجمع تبرعات دون سند قانوني، وذلك لبناء مسجد بإحدى قرى مدينة الزقازيق، ومنذ أيام علمت أنه تم الحكم عليه بالسجن بثلاث سنوات، وإلزامه بغرامة مالية تقدر بــ “مليون جنيه! رغم أنه كان يساهم في بناء بيت لله على الأرض، نعم هذا عمل خيري وديني عظيم ، ولكن إذا كانت تعيش في دولة لها قانون ينظم العمل الخيري لا بدَّ أن يكون هذا العمل تحت مظلة هذا القانون، لكي لا يتعرض أهل الخير للأذى، مثل هذا المسكين الذي يعيش الأن خلف القضبان .

ليه يكون هدفك تعمل خير، ويتكون المكافأة العقوبة بالسجن؟ لأن الدولة نظمت طرق جمع التبرعات من خلال تشريع قانون يضمن أن تتم هذه العملية بشكل معلن ومشروع، وفي جميع الأحوال لا يجوز قبول أموال نقدية تزيد قيمتها على عشرة آلاف جنيه إلا بموجب شيك بنكى عن طريق طريق جمعية أو مؤسسة خيرية، وهذا طبقا للقانون الجديد.

إزاي تتوصل مع الجمعيات الخيرية، وهل مشروع أنك توصل لهم حالة تحتاج إلى المساعدة ؟ بالتأكيد يا عزيزي كل الجمعيات تقبل التعاون مع الجميع، وعددهم كثيرًا جدًا، ومحافظة الشرقية وحدها بها أكثر من 4 آلاف جمعية تعمل في خدمة المجتمع، تستطيع أن تحدد جمعية، وتبحث بحث كافي عن نشاطها، وتتعامل معها سواء بالتبرع، أو طلب مساعدة الغير.

إزاي لو وصلنا لمرحلة التعامل مع الجمعيات الخيرية نشجع الأغنياء على التبرع لدعم الفقراء؟ هنا تقول الكاتبة والمحاضرة في علم النفس «كلوديا هاموند» إنها توصلت إلى طرقا كثيرة تتبعها لجذب المتبرعين ومنها، طريقة إظهار الناس وهم يحاولون مساعدة أنفسهم بدلا من الانتظار السلبي للمساعدة، على سبيل المثال توفير للأسرة مشروع صغير، بدلا من الجلوس والانتظار على أمل وصول المساعدة الشهرية، وهنا أستشهد بجمعية صناع الحياة بالشرقية، التي أطلقت مشروع “رزق حلال ” منذ ثلاث أعوام، وكانت حصاد هذا المشروع توفير مشروعات صغير للأسر مثل “تروسكيل” لكي ينفق رب الأسرة على الأبناء بمتوسط دخل 2000 جنيه تقريبًا شهريا.

كل منا يرغب في تقديم نفسه على أنه طيب وكريم، وهذا ما وضحته دراسة أجريت عام 2010، حيث قدم لمجموعة المشاركين فيها مبلغ من المال، وقيل لهم إن بإمكانهم الاحتفاظ بالمبلغ كاملا أو اختيار تقاسمه مع إحدى الجمعيات الخيرية التي اختيرت من بين قائمة محددة، وكان من الأرجح بشكل كبير أن يتبرع المشاركون بالأموال إذا اعتقدوا أن الشخص الموجود على الشاشة أمامهم كان يراقبهم، البعض منهم ظهر في مواقع العطاء الخيرية، ورغم أن بإمكان الناس اختيار عدم الكشف عن هوياتهم، ولكن الأغلبية كشفت عن أسمائها، وهذا لتشجيع الغير للتبرع.

تضمت الدراسة أيضا عن إذا كنت تريد جمع تبرع من مليونير، حاول أن لا تخبره أنه سيحصل على مكسب في الدنيا مقابل هذا التبرع، ولكن دئما نية التبرع تكون لوجه الله، والثواب والحساب لهذا العمل يكون يوم الحساب أمام الله، ولكن الطبيعي أن بعض الجمعيات في تحاول أن تقنع المتبرعين بأن ذلك سيكون جيدا بالنسبة لهم ولأعماله في الدنيا ، ولكن في الغالب هذا النهج قد يأتي بنتائج عكسية.

صديقي الإنسان إذا كنت تريد أن تساهم في عمل خيري عليك أن تسير في الطرق المشروعة ، وتتعلم كيف تدعو القادر لمساعدة الفقير ، وتستطيع أن تتعلم ذلك من خلال البحث عن الأنترنت ، وحضور الندوات والمناقشات التى تشرح طبيعة العمل الخيري والتطوعي ،في النهاية أتمنى أن تداوم على العمل الخيري والتطوعي ، ولكن في إطار القانون ، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .

سامح المصري

كاتب صحفي ومدون منذ عام 2000، بداية احتراف الصحافة كانت من خلال موقع الشرقية توداي الذي اعمل به منذ عام 2011، اكتب جميع أنواع القوالب الصحفية ولكن اتميز في كتابة مقالات الرأي
زر الذهاب إلى الأعلى