تقارير و تحقيقات

سعود الفيصل وزير الخارجية الأطول خدمة في العالم : مدرسة الدبلوماسية العاقلة الذي أتقن 7 لغات أجنبية

سعود الفيصل

لم يكد الجرح الذي سببه رحيل الملك عبد الله يندمل، حتى كابدت المملكة السعودية جرحًا جديدًا بوفاة الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية، مساء الخميس، في ولاية لوس أنجلوس الأمريكية، بعد صراع مع المرض.

وصفه عمرو موسى، الأمين السابق لجامعة الدول العربية: «هو مدرسة الدبلوماسية العاقلة، والآراء الرصينة، كان قويًا حين يحتاج الموقف إلى قوة، وإنسانًا حين يحتاج الموقف إلى إنسان، ودبلوماسيًا حين يحتاج الموقف إلى دبلوماسي، وخبيراً حين يحتاج الأمر إلى رأي خبير».

و نرصد في هذا التقرير أبرز 6 محطات في حياة «عميد الدبلوماسية الدولية» :

سعود-الفيصل-وهو-صغير-مع-ابوه-الملك-فيصل-رحمه-الله

خرج «الفيصل» إلى الدنيا من مدينة الطائف، 2 يناير 1940، وغادرها إلى مثواه الأخير قبل يوم من الذكرى السنوية للإعلان الشهير الذي اتخذه والده، الملك فيصل بن عبد العزيز، بحظر تصدير النفط إلى الولايات المتحدة، وهو القرار الذي تضامن معه عدد من الدول العربية، نظير الدعم الأميركي لإسرائيل خلال حرب أكتوبر 1973.

صورة-قديمة-لسعود-الفيصل

 

هو وزير الخارجية الأطول خدمة في العالم، عاصر منذ توليه منصبه 4 ملوك «خالد، فهد، عبد الله، وسلمان»، حيث تولى مهام الخارجية بعد وفاة والده الأمير فيصل بن عبد العزيز مباشرة، تاركًا منصبه في وزارة البترول، ليمثل الدبلوماسية السعودية في الأربع عقود الأخيرة، منذ 1975.

أدى «الفيصل» القسم أمام الملك «سلمان»، مارس الماضي، وبعدها بنحو 3 أشهر، طلب أعفاءه من منصبه لظروف صحية، وهو المريض بـ«الباركنسون»، فنزل الملك على رغبته، وأعفاه من منصبه، ليعينه وزير دولة، وعضوًا في مجلس الوزراء، ومستشارًا ومبعوثًا خاصًا، ومشرفًا على الشؤون الخارجية.

4.

Saudi Foreign Minister Prince Saud al-Faisal speaks to the press with US Secretary of State Hillary Clinton (not pictured) at the State Department on July 31, 2009 in Washington.    AFP PHOTO/Tim Sloan
Saudi Foreign Minister Prince Saud al-Faisal speaks to the press with US Secretary of State Hillary Clinton (not pictured) at the State Department on July 31, 2009 in Washington. AFP PHOTO/Tim Sloan

لعب «سعود» منذ توليه مهام الخارجية دورًا كبيرًا في الجهود التي أدت إلى وضع حد للحرب اللبنانية (1975-1990)، وبخاصة مع التوصل إلى اتفاق الطائف عام 1989، وقاد سياسة السعودية الخارجية أثناء الحرب العراقية – الإيرانية، ومع الغزو العراقي للكويت عام 1990، وخلال حرب الخليج التي تبعته عام 1991، وصولًا إلى تحرير الكويت من قبل تحالف دولي قادته الولايات المتحدة انطلاقًا من السعودية نفسها.

3.

article-doc-1045w-6Wu7sC3PsHSK2-548_634x486

تمتع «الفيصل» برصيد ثقافي كبير، فحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي الأمريكية عام 1963، وأتقن 7 لغات إلى جانب العربية، لغته الأم التي كان يفاخر بها في المؤتمرات والمحافل الدولية، ويبدو أن تعلقه بعروبته لم يتوقف حد اللغة وحسب، بل جاز ذلك إلى عمه الهام، ولـ«الفيصل» مواقف جيدة تحسب له على الصعيد العربي، مثل رفضه الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، إذ قال: «لو كان تغيير النظام سيأتي بتدمير العراق، فإنهم يحلون مشكلة ويخلقون 5 مشكلات أخرى»، وقبل ذلك، خاض معركة دبلوماسية مع نظرائه في الغرب عقب أحداث 11 سبتمبر عام 2001، لإقناعهم بأن «الإرهاب ليس له علاقة بالإسلام».

 

صورة-سعود-الفيصل-في-شبابة

جذب «الفيصل» في حياته الدبلوماسية الطويلة، اهتمام كبار القادة إليه، فأطرى عليه ميخائيل جورباتشوف، آخر رئيس للاتحاد السوفيتي، وذلك لما قال: «لو كان لديّ رجل كسعود الفيصل، ما تفكك الاتحاد السوفيتي»، ومن بعده وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري: «عاصر 12 وزيرًا أمريكيًا، وكان محل إعجابهم جميعًا»، وعربيًا قال عنه عمرو موسى: «من أفضل الرجال في الحياة الدبلوماسية»، وصدام حسين: «هو أدهى من قابلت في حياتي، فحينما كنت في حرب إيران جعل العالم معي، وبعد أن دخلت الكويت قلب العالم ضدي، وكل ذلك يفعله في مؤتمر صحفي واحد».

1.

تمتع «سعود» بذكاء متقد، وذاكرة لا تعرف النسيان، وذلك كما يقول السفير السعودي في القاهرة، أحمد القطان، في حديثه لإذاعة «بي بي سي»، أبريل الماضي. ويضيف «القطان»: «تقربت إلى الأمير سعود لأول مرة عام 1980، أثناء زيارة إلى إيطاليا، ولفت انتباهي إليه عدة أشياء، أولها وسامته وشياكته غير الطبيعية، ثم الذهن المرتب الذي ظل يتسم به حتى وقتنا هذا، رغم ما ألم به نتيجة عملية جراحية استمرت 8 ساعات، وهو أيضًا لا ينسى شيئًا إطلاقًا، كما أنه يعد خبيرًا في أمور زراعة وانتقاء الأشجار».

 

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى