سور السكة الحديد الجديد بالشرقية حماية للمواطنين والقطارات أم مرتع للانحرافات؟
تقرير | أسامه زردق
سكك حديد مصر من أهم الركائز الحكومية التي تعتمد عليها الدولة في نقل المواطنين منذ الإحتلال البريطاني على مصر.
وتسعى الدولة جاهدة للتطوير المستمر في السكة الحديد والحفاظ على مقتنياتها لضمان تقديم خدمة نقل مناسبة للمواطنين.
ومحافظة الشرقية هي أحد أكبر المحافظات التي يعتمد النقل فيها بشكل كبير على خطوط السكك الحديدية حيث يمر المحافظة ما يقرب من 92 قطار في الطالع و النازل من محطة قطار الزقازيق.
الأمر الذي يستوجب ضرورة الحفاظ على القضبان وحرماتها والمحطات وأحواشها لحمايتها من تعديات المواطنين سواء بوضع اليد أو وضع أي أشياء تعيق حركة القطارات و تشكيل خطرا على حياة الركاب .
وبسبب كثرة الشكاوي حول حوادث القطارات وانتهاك حرمات السكك الحديدية فقد اتخذت وزارة النقل قرار بإنشاء سور حول خطوط السكه الحديد لحماية المواطنين و القطارات والقضبان؛ في الوقت الذي تسعى فيه محافظة الشرقية لتطوير المداخل المرورية والمزلقانات.
حيث اتخذت الوزارة بالتعاون مع المحافظة قرارا ببناء أسوار تربط بين المحطات والمزلقانات على مدار مرحلتين متتاليتين من البناء والتشييد ، الأمر الذي أثار جدلا كبيرا بين المواطنين والعاملين في هيئة السكة الحديد ما بين مؤيد ومعارض.
«الشرقية توداي» ذهبت للتعرف على آراء المواطنين والاستماع إلى ردود المسئولين ، حيث قال «محمد أسامه» أحد المواطنين ، الفكرة جيدة لكنها ليست في الوقت المناسب فبدلا من إهدار كل هذة الأموال في بناء سور فانة من الأولى أن يتم بناء محلات بطول السكه في الطرق الرئيسية وتاجيرها للشباب و بناء السور يأتي فيما بعد في الأماكن التي لا يصلح بناء محلات فيها.
وذكر «عبداللطيف عبدة» من المفترض ألا يكون السور بهذا الشكل فلابد أن يكون سور خرساني وأي شخص يعبث به يرمي بالرصاص.
وأستطرد «محمد عثمان» أن بناء هذا السور ما هو إلا إهدار للمال العام وسبوبة للمقاولين – على حد تعبيره ، فيما سحب «ناصر صلاح الدين» أطراف الحديث قائلا : السور سيحوي خلفه أشياء غير قانونية وسيصعب التحكم فيها.
من جهة أخرى قال «محمد عبد المقصود» السور مهم جدا للحماية من التعديات على أملاك الهيئة ووسيلة لتقليل المعابر غير القانونية التي تتسبب في أغلب الحوادث نتيجة ارتطام الأشخاص بالقطارات أثناء العبور من خلالها.
وأضاف «عبد الجليل عبد الغفار» أن الأسوار ستحافظ على نظافة الطرق وسلامة المواطنين ويساعد على مواجهة أي انتهاكات قد تحدث للقطارات أثناء سيرها سواء من داخل القطار أو خارجة مما يوفر إحكام السيطرة الأمنية.
ولمزيد من التفاصيل حول حيثيات إنشاء السور وتاثيرة على حركة القطارات قامت «الشرقية توداي» بلقاء المهندس «أحمد بهاء الدين » مدير عام تشغيل القطارات بالزقازيق، فقال، السور سوف يدعم انتظام عملية التشغيل من خلال حفظ الطريق وانتظامه أمام القطارات وما يخص التشغيل هو الحفاظ على المسافة بين خط سير القطارات والسور بحيث لا تقل عن 6 متر إلا في بعض الحالات الاستثنائية كما هو الحال في الخطوط الداخلية.
وأضاف «بهاء الدين» هناك تفاهم دائم بيننا كإدارة تشغيل وبين الإدارة الهندسية في عمليات البناء والتشييد.
ولأنه قد فتح نافذة الحديث على الإدارة الهندسية، قامت «الشرقية توداى» بلقاء المهندس «محمد بخيت» مسئول الإدارة الهندسية بالزقازيق ، فقال ،السور يتم بنائه على مرحلتين جزء تختص به المحافظة والجزء الآخر تختص به السكه الحديد كل هذا بهدف فصل بين الطرق العامه وخطوط السكك الحديدية وأيضا إلزام الجمهور بالدخول والخروج من المحطات من خلال الأماكن المخصصة لذلك مما يوفر الحفاظ على أرواح المواطنين وأحواش المحطات، وأضاف سيتم انشاء أسوار بطول 3000متر بالزقازيق .
وعن تخوفات البعض من الخروج عن القانون خلف الأسوار ، طمأن «بخيت»الجماهير قائلاً ، قبل الشروع بإنشاء السور تمت مجموعة من الدراسات الأمنية المستفيضه والتي تؤكد أمنية السور وصعوبة فعل ذلك بعد متابعته من قبل قوات الأمن.
وأستكمل ، أى تعدي سيتم مواجهة بالقانون حسب حالته، كما أكد أنه سيتم التنسيق بين الإدارة الهندسية وإدارة التشغيل للتحكم في سرعة القطارات في المناطق التي يقترب فيها السور من الخطوط.
وعن امكانيه استغلال السور كمحلات ، أعرب «بخيت »عن موافقته لهذا المقترح قائلاً ،السور هو خطوة مبدئية للحفاظ على أملاك الهيئة و تحويلة لمحلات تجارية امر سيساعد الشباب بالتأكيد ولكن بناء تلك المحلات هو من اختصاص الشركة المصرية لمشروعات السكة الحديد والنقل والشركة ترحب بأي مستأجر ما لم يخل بشروط العقد .
وبهذا سيستكمل بناء السور خلال مرحلتية كما حددت الهيئة فهل سيوفر السور الرعاية والحماية أما ستستعاد من ورائه حلقات خلف الأسوار ، وهل سيتحول إلى مصدر دخل ورواج تجاري أم سيكتفي بوظيفته كعزال بين الطرق العامه والقطارات ،هذا ما ستثبته الأيام المقبلة.
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز
