صحة

شاب يدخل في غيبوبة لمدة 12 عاماَ

6426530-3x2-700x467

كتبت | أسماء عبد العظيم

لا يتوقف العالم عن إذهالنا بالقصص الغريبة و المذهلة ، و التي تمثل أحيانا معجزات و ظواهر طبية من الصعب استيعابها ، و لكنها تظهر لتكشف لنا أسرارا غامضة و تفتح لنا أبوابا لم نطرقها من قبل كي نتفكر و نستوعب تلك الغرائب.

و إحدى هذه الحالات النادرة حالة “مارتن بيستوريوس” الذي كان يحيا حياة طبيعية للغاية حتى سن الثانية عشر ، وقد عاد يوما من المدرسة مشتكيا من التهاب في الحلق عام 1988 ، ثم بعد أيام تم نقله إلى المستشفى و شخص الأطباء حالته باشتباه في الإصابة ب T.B. أو السل أو أنه مصاب بأحد أنواع التهاب الأغشية السحائية للمخ   Meningitis   ، لكنهم لم يتوقعوا أنهم أمام حالة غير مسبوقة تدعى Locked – in Syndrome  أي أن الشخص يظل حيا داخل جسد ساكن.

 

و منذ ذلك الحين دخل “مارتن” في غيبوبة ، مما دفع الأطباء لإخبار الأهل بأن احتمالات نجاته و خروجه من هذه الغيبوبة ليس سهلا على الإطلاق ، بل أنه يبدو مستحيلا ، و ذلك لدخوله في مرحلة الشلل الكامل بالرغم من استمرار عمليات النمو بصورة طبيعية و أسماها الأطباء ” حالة النمو النباتي Vegetative State ” .

فينمو “مارتن ” و أعضائه بصورة طبيعية بعد أن فقد تماما القدرة على الحركة و الكلام أثناء هذه الغيبوبة ، و قد كان من المفاجئ للغاية للفريق الطبي صموده لأكثر من عقد كامل و بقائه على قيد الحياة . كما أنه  كان حملا في غاية الصعوبة على والده الذي كان يلبسه كل صباح و يأخذه إلى مركز العناية المتخصصة ثم يعيده بعد 8 ساعات ليحممه و يطعمه ، كما يضبط منبهه ليقلبه كل ساعتين على جانب آخر كي لا يصاب بقرح الفراش.

 

و بالرغم من كل هذه الرعاية إلا أن أهله كانوا قد فقدوا الأمل في استعادته يوما ، و قد قالت والدته في أحدى اللحظات اليائسة “أتمنى أن تموت” و تذكر الأم أنها كانت في تلك اللحظة على حافة الانهيار و بحاجة إلى الراحة.

ليس كل هذا غريبا ، لكن الغريب بالفعل أن “مارتن” قد بدأ يتحسن بعد غيبوبة استمرت 12 عاما ليحكي بالتفاصيل  كل ما حدث من حوله طوال تلك السنوات خلال حياته النباتية ، و أنه كان يسمعهم و يشعر بهم جيدا ، كما أخبر والدته بأنه قد سمع هذه الجملة التي تسببت له بالألم و اعتقاد أنه لم يعد محبوبا أو مرغوبا به.

 

كما أنه ذكر أنه لم يعد يكره في حياته قدر سلسلة برامج الأطفال “بارني” التي كانت تعاد مرارا و تكرارا في مراكز العناية الخاصة ظنا منهم بأنه لا يسمع أو يشاهد التلفاز ، و هو ما كان يشعره بالملل الرهيب طوال تلك السنوات. و أصبح يعبر “مارتن” عن كل ما يشعر به بالكتابة على حاسوبه الناطق كما يظهر في الفيديو.

 

و في الوقت الراهن فقد أكمل “مارتن” دراسته و تزوج و يعيش الآن في هارلو ببريطانيا و نشر كتابا يروي فيه حكايته و قد أسماه ” الولد الشبح Ghost boy  .. كيف هربت من سجن جسمي” ، ليوضح فيه أن المعاقين ذهنيا هم أشخاص طبييعيون مثلنا ، فكرهم حاد و متوهج و يشعرون بأحاسيسنا و مشاعرنا بشكل طبيعي ، و أنهم ببساطة شخصيات مثلنا لكنهم مسجونين داخل أجسادهم.

 

 

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى