أخبار الشرقيةتقارير و تحقيقات

شهيد الشرقية بنيوزيلندا قبل استشهاده: البلد دي حلوه بس مش مرتاحلها 

أحمد جمال شهيد الشرقية في حادث نيوزيلندا الإرهابي
أحمد جمال

كتبت | هدير هشام

وقع حادث إرهابي كبير في نيوزيلندا راح ضحيته 51 شخص من المصلين في مسجدين وخلف عشرات الإصابات، مما أثار الغضب في قلوب الكثير من المسلمين حول العالم .

كان من ضمن شهداء الحادث الإرهابي الغشيم في نيوزيلندا 4 مصريين أحدهما من محافظة الشرقية والذي قضى 20 عام خارج مصر وكون أسرته في نيوزيلندا .

وكان ضحايا الحدث من الشرقية «أحمد جمال» ابن قرية بهنباي التابعة لدائرة لمركز الزقازيق بالشرقية، حيث كان يعيش في البداية في أسترليا ثم اتجه «كرايس تشيرتس» والتي استقر بها حيث وصفها «بهدوئها و ناسها الطيبين».

وتحدث «أسامة حبل » ابن عم «أحمد جمال» أحد ضحايا نيوزيلندا، بأن ابنه أخبره بالهجوم الذي وقع على مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش النيوزيلندية، وهي تلك البلدة التي يقيم بها ابن عمه، فأسرع ملتقطًا هاتفه المحمول للتواصل معه عبر الانترنت لكن أحدًا لم يرد.

وأنتابت لـ «أسامه حبل»  مشاعر مختلطة أعجزته عن التفكير، مما جعلته يسرع في الاتصال مع أقاربه الذين يعيشون في مدينة شربين مسقط رأسهم بمحافظة الدقهلية.

وذلك لمحاولة التواصل مع ابن عمهم المُقيم في البلد التي سالت على أرضها دماء أفزعت الملايين في أصقاع العالم، قائلًا« ولادي بقوا يصبروني ويقولوا مش معقول يكون في المساجد دي».

أحمد جمال شهيد الشرقية في حادث نيوزيلندا الإرهابي
أحمد جمال

أسباب سفر«أحمد جمال» إلى نيوزيلندا

وبقي «حبل» في منزله منتظرًا اتصالًا لم يأته، لكن أتت زكرياته مع ابن عمه قائلًا: «كنا أصحاب بنعمل كل حاجة سوا لحد ما قرر يسافر برة من 20 سنة»، لافتًا إلى أن كانت سفره الأول إلى أستراليا، غير أنه لم يستقر المُقام له هناك، فتوجه صوب نيوزيلندا لكونها بلد هادئة.

كان لهذه الأسباب أن تجبر«أحمد جمال » على ترك مدينته شربين التي ظل يعمل بها طيلة سنوات رفقة والده في تجارة القطن، ليؤسس حياة جديدة صحبة زوجته، وكذا عملًا جديدًا في نيوزيلندا، قائلًا «أسس شركة استيراد وتصدير، وخلف بنت وولد، وعمل أصحاب وجيره»، فاستتبت له الأمور هناك.

وأضاف «حبل» بعد ما صليت الجمعة كان  لديه موعد في جمصة، قائلًا: «لقيت ابني بيكلمني بيقولي عمو أحمد جمال توفى»، لم يتمالك حاله أغلق هاتفه، ليأمر السائق بالعودة أدراجه إلى منزله ليتدبر أمره رفقة عائلته.

وأضاف أنه تأكد من صحه الخبر بعد أن أعلنت وزارة الهجرة أن أربعة مصريين قتلوا في الهجوم وكان  من بينهم ابن عمه «أحمد جمال الدين عبدالغني» البالغ من العمر  68 عامًا.

واستكمال حديثه بعد ساعات من الحادث، بدأت ظهور معلومات عن مرتكب الحادث الأسترالي، قائلًا «ابن عمي قعد في أستراليا فترة وساعتها مارتحش للبلد.. قال فيها كل حاجة حلوة بس مش مرتاحلها، فراح نيوزيلندا، بفطرته يردد الرجل الستيني» زي ما يكون قلبه كان حاسس أن استراليا دي مخبية مصيبة له.

كما دُفن «أحمد جمال حبل» في نيوزيلندا بعيدًا عن عائلة، وأشار ابن عمه «كان دايمًا يقول نفسي أموت وأنا بصلي، وربنا نولهاله».

كان دايمًا يقول نفسي أموت وأنا بصلي، وربنا نولهاله.

 

زر الذهاب إلى الأعلى