رأيمقالات

شيماء أشرف | تكتب: ما بين الحياة والموت

الحياة والموت

 

قالو «ليست العبرة أن تضيف سنوات إلى حياتك ولكن العبرة هي أن تضيف حياة إلى سنواتك».

كثرت حوادث الموت في الفترة الأخيرة مابين كتاب وفنانين وشخصيات معروفة بالمجتمع وأشخاص عاديين .

يقابل الناس دائما حادث الموت بالحزن والبكاء والعويل، ولكن بعد فترة قصيرة تعود الحياة إلى مسارها الطبيعي فالحزن والألم يأخدون وقتهم ويكمل البشر حياتهم، أولئك الأموات لايذكرهم إلا عدد قليل هم الأهل والأقارب وبعض الأشخاص الذين تأثروا بهم سواء أولئك هم من لم يتركوا أثر في حياتهم، بينما تاركين الأثر يحفرون ذكراهم في قلوب محبيهم هم من يظلو أحياء بعد مماتهم.

بعدما شاهدت الفترة الأخيرة عدد من القصص تاركة الأثر اكتشف أننا لا يجب أن نعيش لمجرد العيش بدون هدف نسعى إليه وانتظار لحظة الموت، تأكدت أن العمر هو العمل هو التطوير والتغير هو ترك الأثر.

هناك حكمة تقول نظرت إلى رجل حفر بئراً في بقعة جافة فأحياها، وشرب منها أناس كثيرون وبهائم, وبارك الله في بئره هذه لحُسن نيّته، فبقيت مدة طويلة من الزمن، ونفع الله بها، فهذا الأثر الذي خلّفه أثر مبارك على صغره، وعمل مبرور على قلّته ووجه الاستفاده من تلك الحكمه أن ترك الأثر لا يقتصر على الأشخاص الذين شاهدوه وعايشوه فقط، بل يتم توريثة وتعليمة للأبناء للاقتضاء به وذكر من تركه .

تخيلت الأشخاص الذين يذهبون إلى العالم الآخر دون حفر ذكراهم بعد عدة سنوات كيف يكون حالهم في الدنيا ؟! اكتشفت أنهم سيمثلون اللا شئ سيختفون تدريجيا حتى الإنتهاء، لن يذكرهم غير أقرب الأقربون وعند موتهم لن يذكرهم أحد .

وجدت أيضا عدد من الأشخاص الذين يسعون لكسب الحياة الدنيا وترك أثر لكنه سيئ، فيؤثر سلبا على المجتمع والبشر ويؤدي لهدم المجتمع أولئك لن يستمروا وذكراهم لن تبقى إللا بالسوء لأن الغفله لاتستمر طويلا .

يجب أن تعمل دائما على ترك الأثر حتى لو كان صغيرا فقد يصير عند الله كبيرا وربما تعظم فائدته للناس على صغره فيظلون يدعون لك ويذكرونك بخير ما بقي أثرك على الأرض.

فأعمارنا أعمالنا وبها سنبقى أحياء بعد الممات اسعى دوما للتغير والتطوير ولا تيأس، إبدأ من الآن لا تتوقف فلن تذكر إللا الأعمال فبها تسموا أسمائنا، أصنع الفرصه دوما لا تجعل اللوم والعتاب يأخذون من وقتك فهناك كثير من الأشخاص مروا، وقليل من حفروا أسمائهم في القلوب والأذهان كن منهم .

 

المقال هو من رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي

زر الذهاب إلى الأعلى