تقارير و تحقيقات

صرخة ذوى الاحتياجات الخاصة بأبوكبير من مكتب البريد

كتبت| غادة النجار

صرخات تعالت تطرق أبواب الحق في الحياة ومعها ضحكات مليئة بأن الغد افضل، وفجأة انقطعت الفرحة من على شفاههم واستبدلت بلوعة وحزن ودموع انسكبت من عيونهم واحرقت جفونهم من الألم الذي يعانوه من مجتمع لا يشعر بهم أنهم «ذوي الاحتياحات الخاصة» الذين يعانون من تجاهل الدولة والمجتمع في أبسط حقوقهم وهو الحياة ،مأساة يعيشوها كل يوم في العمل والشارع والطرق المكسورة ونظرة المجتمع المليئة بالشفقة والعطف تارة ونظرة النقص تارة أخرى .

استغاث «أحمدعامر »مسئول ذوي الإعاقة عن حقوق الانسان بأصحاب القلوب الرحيمة من المسئولين الذين قست قلوبهم على ذوي الاعاقة فهو وزملائة يعانون يوميا من التجاهل في المؤسسات الحكومية بل والدولة ولا أحد يستمع صرخاتهم .

وقال «عامر »أن اثناء ذهابه الى المكتب البريدي لاستلام معاشه وجد العامل وضع حجر على الرامب المخصص للكرسي الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة بحجة ان الفتيات يسقطن من أعلاه وكأن الفتيات لم يخصص لهم مثل الجميع سلم خاص بهم والواقع المرئي للجميع انه بالقرب من الرامب مكتب ووجود الرامب يجعل العامل يزحزح المكتب عند وجود شخص معاق يريد الدخول وكأن مشاعر الانسانية فقدوها .

66

وقال «الشيخ عبده» من ذوي الإحتياجات الخاصة أن حقوقهم مهدورة فعندما يذهب إلى المستشفى تجد الممر مكسور حتى سكة القطر لم يعمل أحد حسابهم فيها ،وتعالى صوته الذي يجهش بالبكاء أن معاشه 360 جنيه وقام المسئولين بالتسهيل على أنفسهم وقاموا بعمل فيزا كارد ولا استطيع الوصول لماكينة الصرف الخاصة بالبنك بالاضافة ان الماكينة تخرج 350 فقط ،وطالب الدولة التكفل به أو توفير مكان يقف يتسول به.

وقاطعه «تامر الشيخ» أن كيف لأسرة أن تعيش بهذا المبلغ الزهيد فهل حياة المعاق سهلة إلى هذا الحد فعشرات المشكلات التي يواجهها المعاق في حياته ومنها الرعاية الصحية ،وعدم توافر المصاعد والاستيلاء على الأماكن المخصصة لنا ،كما نتعرض لمتاعب تعترضهم حركيا تختلف من شخص لآخر حسب اعاقته فالهموم والمتاعب كثيرة فهناك صعوبة في الابنية العامة حتى الحمامات لم يتم عمل حسابنا فيها كذلك النقل العام والمصاعد فالحكومة مكلفة بتجهيز بنية تحتية معمول حسابنا فيها فلا أحد يحس بوجودنا ،وقال نحن نعيش في مجتمع لا يشعر بنا ولا يعلم شئ عن طموحاتنا التي اصبحنا عاجزين عن تحقيقها .

وأضافت «سماح» أن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون من مشكلة التكيف مع المجتمع فهناك قيود إجتماعية عانوها فالتعليم مثلا يعانون لوجود اختلاف عن زملائهم وطالبت بوجود مدرسة خاصة بهم، وذكرت أنهم لا يستطيعون التمتع بوقت فراغهم خاصة إذا كانت الاعاقة جاءت عن إصابة مفاجئة اضطرت البعض إلى الجلوس على مقعد ،فحياة المعاق صعبة في المدرسة والعمل فحياة المعاق بحاجة أن يشعر بها المجتمع.

وأضاف «أحمد الصغير »كابتن وقام باللعب الى أن وصل للبرونزية إنه يقف أمام مجلس المدينة ساعتين حتى ينزل له المسئول لأمضاء ورقه فيظل منتظره أمام السلم في الجو القاسي دون شفقة فقط لأن ذوي الاعاقة لا يزالون يعانون من التجاهل، فلا يحق لأحد أن يلغي وجودنا.

ذوي الاعاقة منهم من فقد عينيه لكن الله جعل لهم قلوب مبصرة ،منهم من أخرس لسانه لكنهم يملكون عقول ناطقه منهم من فقد أقدامه لكن لديه عزيمه واصرار للسير طويلا وعدم اليأس، الكثير منهم لديه قدرات تفوق الأصحاء  ،فإلى متى سنظل ننظر إلى مشكلات ذوي الإعاقة في أخر قائمة اهتمامات المسئولين ،إلى متى سنظل لا نمد اليهم اليد الحانية ونحتضن أرواحهم .


666
1







 

 

زر الذهاب إلى الأعلى