مقالات القراء

عادل عصمت| يكتب: العلاقات المصرية السعودية من سيركع لمن

عادل عصمت

انفجار الموقف المصري السعودي بهذا الشكل أدهش الجميع حتي الأعداء، والضبابية التي سادت الموقف ملفتة ومفاجأة للغاية وكاشفة، حيث كنا نعتقد أن الخلافات في الرؤي بين الجانبين المصري والسعودي بشأن سوريا واضحة تمامًا ومتفهمة ومبررة ومتفق عليها وراسخة وأننا انتهينا منها ونسير ونحن متفقون علي اختلافاتنا ولكن بدأ وكشف الموقف الأخير أن الالتباس هو سيد الموقف وأن التفاهمات هشة للغاية .

وعموما ولكي نكون منصفين لابد وأن نعترف أن السياسة الخارجية المصرية تجاه الملف السوري في حاجة ماسة إلى الضبط والتحديد الشديدين، ماقاله مندوب مصر في جلسة مجلس الـمن مخالف لما قاله الرئيس في خطابه الأخير في الأمم المتحدة، فليس مفهوماً أن تصوت مصر لصالح القرارين الروسي والفرنسي الأسباني رغم تناقضهما ؟!!!!!

ولم أفهم اقصار مندوبنا علي تحديد الجماعات الإرهابية بالسنيه فقط (محدداً النصرة وفتح الشام) بالاسم دون الشيعية منها، ( حزب الله، وكتائب العباس، وأهل الحق، والخرسانيين، الحشد الشعبي ).

فهو موقف يتماهي بل يتطابق مع الموقف الإيراني، وهو أمر كان يتطلب توضيحاً وفصلاً كاملين، فبينما لم يحدد الرئيس أي منها في خطابه الاخير في الامم المتحده ، فقال الجماعات الارهابيه عموما والطائفيه عموما ( سني وشيعي ) التي تهدد الدولة الوطنية في سورية وقع مندوبنا في تشابه مع الموقف الإيراني !!!!!!

ولم أفهم أيضًا حكاية ( لن تركع مصر) ؟! وهل السعودية تسعى عمليًا إلى تركيع مصر وتستهدف ذلك أم تسعي إلى إعادة انتصاب مصر وشراكة واتفاقات مع مصر، وهل مصر تعتقد أنها لازلت مصر الستينيات ؟! وهل الأمن القومي العربي في حاجه إلى قيادة منفردة وزعامة أحاديى أي هل هناك متطلبات لذلك ؟!

وهل تعتقد مصر أن عصر الزعامه لايزال مستمرًا ؟!
العلاقات المصرية السعوديه لابد أن تؤسس علي (شراكة) بين كبيرين ولا تؤسس علي تنازع علي قيادة منفردة أو زعامة يأباها الواقع فمستجدات الواقع لاتؤرخ لزعامة والسعودية بحجمها الحالي لن تقبل زعامة مصر ومصر بظروفها الحالية لا تستطيع أن تمارس تلك الزعامة علي الأرض ؟!

بقي أن نسأل صانع السياسيه ماذا استفاده مصر من موقفها هل ترسخت علاقاتنا مع روسيا بموافقتنا علي المشروع الروسي الذي رفضته الاغلبيه ؟!

ولماذا صوتنا معه أصلاً ؟!

هل نحن نعتقد ان مألات الوضع في سوريا ستأتي ببشار الاسد الي سده الحكم ؟!

وهل سيبقي نظام الاسد علي قيد الحياه وهل سينجح في لم شمل ووحده الشعب السوري ؟!

أم أننا نرفض أن تكون سوريا منطقة نفوذ سعودية في النهاية وهو مايشكل خطراً علي أمننا القومي وزعمتنا المتوهمة ؟!
بقي أن نسأل اين دور البرلمان في صنع سياسة مصر الخارجية ؟!

بقي أن نؤكد أن علي البرلمان أن يستدعي وزير الخارجيه ليسأل ويستفسر ويستجوب ويمارس دوره الرقابي الدستوري بوصفه نائبًا عن الأمة المصرية التي فاجأتها وأدهشتها الوقائع الأخيرة والتي أضطرت الرئيس مجدداً ومكرراً أن ينفي وجود أي سحابة أو خلافات في سماء العلاقات المصرية السعودية بينما مندوب المملكة في الأمم المتحدة أكد بشدة ووضوح علي غير ذلك .

بقي أن أؤكد اعتراضي طبعا علي أسلوب وخطة إدارة اختلافاتنا في الموضوع السوري مع الحليفة الكبري لنا السعودية (مختلفين وماله حلفاء ومختلفين في الرؤي عادي جداً

لكن إداره الاختلافات علي طريقه لن تركع مصر، ونبعت رسايل علي الهواء اختلف فعلاقتنا بالمملكة لابد ان تكون رصينة إلي أبعد مدي في هذه الفترة الخطرة داخليا واقليمياً.

فمصر ليست في هذه المرحلة في حاجه فقط إلي الدعم المالي للملكة بل انها في حاجه ايضاً إلي الدعم السياسي كذلك فالمملكة في حاجة ماسة وشغوفة لانتصاب مصر الي جوارها فالواقع العربي مستباح والمنطقة تمور بالصراعات والفتن .

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى