مقالات

عادل عصمت | يكتب: في تشيئ المرأة وتسليعها

عادل عصمتالله تعالي في محكم التنزيل الحكيم كرم المرأة وهي عنده انسان كامل مثلها مثل الذكر وقد تزيد في مواضع معينة عديدة عليه ، اما الفقه والفقهاء العرب القدامي فشيأوها وجعلوها شئ وأخرجوها من انسانيتها وجعلوها عورة وفتنة ونصف انسان وناقصة عقل ودين
وميسرة لأعمال بيتها يعني خادمة في أفضل الأحوال وأداة فقط للمتعة وللشيطان أو للانجاب.
حيث دخل الفقهاء العرب بثقافتهم ان ذاك والتي كانت تحتقر المرأه ولاتعترف بكيانها وانسانيتها اصلا ، فشيؤها أي حولها الي شئ وسلعوها اي جعلوها مجرد سلعة تبيعها وتشتريها وتسترقها وتأتيها بالاكراه كملك يمين وعبدة وجارية والبسوا فهمهم المشوه ونظرتهم غير الانسانية للنص المقدس وللذكر الحكيم وحولها إلى دين.
حيث تقولوا علي النص المقدس وحملوه مالا يحتمل وانطقوه بما لم يأتي به ووجهوه وجهتهم وطوعوه لافهامهم وأوهامهم، ومعتقاتهم فخرجت أجيال وأجيال تنظر للمرأة علي أنها أداة للمتعة وغرض ضمن الأغراض التي يمتلكها الرجل بماله وهذه الصورة الذهنية العربية الحقيرة البسها العرب ثوباً دينياً فإنتقلت إلى بلاد وشعوب عديدة دخلت إلى الإسلام فتشوهت لديهم صورة المرأة وتغيرت سلباً فلم يكن المصريين أبداً يحتقرون المرأة بل كانت هي ربة المنزل وكان هناك رب السماوات .
وكانت المرأة في مصر القديمة تتمتع بنظرة عادلة حتي أنه لم يكن هناك أي موانع ثقافية في أن تتولى منصب رئيس الجمهورية فوق كل الرجال وتحكم البلاد وتقود الجيوش وتخطط المعارك وتصنع الحضارة.

وفي القرآن الكريم ، هي انسان مثلها مثل الذكر والله كرم بني آدم جميعاً وقال تعالى «المؤمنون والمؤمنات»، وقال جامعا ياايها الذين امنوا وقال جامعا ايضا هو سماكم المسلمين وفي ايه ابنة عمران قال« وليس الذكر كالانثي» مؤكدا علي الاختلاف البيولوجي فقط فما تقدر عليه المرأه لايستطيعه الرجل.

المرأة إنسان ومن يراها غير ذلك فهو أعور أو أحول أو مريض يحتاج الي العلاج العقلي والنفسي والذي يعاملها طوال الوقت علي إنها أنثي هو لايزال بشراً يعيش في مملكه الحيوان قبل أن يقرر الله أن يحوله إلى إنسان وينفخ فيه من روحه ويخبر الملائكة أنه سيجعل في الأرض خليفة الذي يعملها كأنثي علي طول الخط هو ذكر فقط علي طول الخط قد يكون قادر علي الإتيان لكنه ليس إنساناً قادراً على إدارة الحياة
وعلى التعايش والاندماج والتواصل والحميمية.
البشر عندما خلقوا كانوا يعيشون في المملكة الحيوانية ثم جاء الطور الثاني لهم عندما قرر الله ان يحولهم الي خلفاء الارض فنفخ فيهم من روحه وسخر لهم الدواب والانعام وقال وزللناها لهم فإنتقلوا الي طور البشر وبنوا البيوت وسكنوا بعيدا عن الحيوانات وانفصلوا عنهم
لكن بعضهم احتفظ بقيم واخلاق المملكه الحيوانيه للاسف ولم يتطور من مجرد بشر إلى إنسان، وللذين يستشهدون بشهادة المرأة بعقود البيع وأنها بنصف شهادة الرجل نقول لمن لايعلم الفرق بين شهد وشاهد وشهيد

شهد في لغه القرآن أي شارك وحضر، قال تعالي « ومن شهد منكم الشهر فليصمه»، أما «الشاهد» فهو الخبير الذي يسأل في موضوع لخبرته ودرايته لكنه لم يراه بأم عينه، «وشهد شاهد من أهلها ».

أما «الشهيد» فهو أقوى من الشاهد طبعاً حيث رأه بأم عينه سمعاً وبصراً وأدراكا أن الله علي كل شئ شهيد، وفي القرآن قد تكون الرجل في موضوع معين مجرد شاهد وتكون هي من الشاهدين ، فتكون شهادتها أقوى لأنها حضرت ورأت وسمعت.

المقال هو من رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى