مقالات القراء

عبدالغني الحايس| يكتب : بني وطني

عبد-الغني-الحايث

من منا ليس له قريب أو صديق أو أحد من معارفه أو جار له ينتمى إلى جماعة الإخوان ؟

من منا ليس له قريب أو صديق أو زميل أو جار معترض على النظام الحاكم الأن ؟

أعتقد أن غالبية المصريين لديهم طرف من الفصيلين وكلنا نقر أن بعد 25 يناير تغيرت ثقافة المصريون وأصبح هناك اهتمام واضح لكل ما يخص الشأن المصرى فقبل الثورة كان غالبيتهم لا يعرف الدستور ولا مواده ولا حتى مهتم بالأحزاب السياسية ولا حتى من يرأس الحكومة ولا تشكيلها وكان القليل يكتفي بمتابعه نشرة التاسعة ليعرف ماذا يدور فى الدائرة المصرية .

وبعد انتشار القنوات الفضائية وبرامج التوك شو والبرامج الإخبارية لفتت نظر الكثيرين على الحرص على المتابعة والمتابعة فقط وأن يزمجر فى صمته وبرغم مرور كثير من الحوادث الكبيرة والتى تجعل الشعوب تنتفض مثل العبارة السلام وسالم اكسبريس وحريق مسرح بنى سويف وقطار العياط وانتشار الفشل الكلوى وفيرس سى والأوبئة والمبيدات المسرطنة والغلاء والقهر والظلم كان المصرى مستكين مستسلم لحالة .

يعيش بنظرية يكش تولع أو مش أنا اللى هغير الكون أو أنا مش قد الحكومة الحكومة أيديها طايلة وأنا عايز أعيش وكانت سالبيته هى النظام السائد وكان لسان حالة دائمًا بكرة تفرج ربنا كبير ونعم بالله طبعًا ولعقود متتالية برغم تردى أحواله كان يعيش فى عالمة بين قانع وصابر ومقيد الحيلة مستسلم لمصيره .

حتى جاءت ثورة يناير فكسرت كل حواجز الصمت والخوف لدية وأيقن أنه يستطيع أن يغير ظروفه فعندما وجدت الإرادة وجد الطريق ولأن التجربة جديدة عليه ودخل لعبة لم يتمرس عليها كان أداة سهلة للاستقطاب والعنف وحتى العداء حتى مع أقرب الأقربين إليه وخرجنا من دائرة الخلاف السياسي والأيدلوجي إلى الخلاف الإنساني وتوترت العلاقات الانسانية بين المتخالفين حتى وصل الأمر إلى حد القطيعة بين أفراد الأسرة الواحدة والأهل والأقارب الذى يربطهم الدم والرحم والصهر .

لم يعرفوا أن يحتوا خلافاتهم السياسية وتبادلوا الاتهامات وزادت القطيعة .

وبرغم مرور أكثر من خمس سنوات على بداية ذلك الحراك إلا أنه لم يتعلم بعد كيف يختار الإختيار الصحيح إنما كانت تطغى دائمًا المصلحة والأيدلوجية التى ينتمى إليها وينظر دائما للمصلحة الشخصية ولم يعلى يومًا المصلحة العامة أو مصلحة الوطن .

فهناك اليوم مؤيدون للنظام من الشعب وهناك أيضًا معارضون وتلك من سمات الديمقراطية ولكن لو فحصنا غرض المعارضة تجدها انتهاك لإرادة جموع الشعب على اختيارهم وفرض وجهة نظرهم حتى لو بالترهيب أو ممارسة الإرهاب والكذب والتضليل ونشر الشائعات .

غاب المنطق وتحكيم العقل وسادت الفوضى بالتفكير فلو تحدثت مع أحد زملائك من الإخوان أو مؤيديهم يفتح لك بوق من الكلمات والجمل المتكررة وأن هناك انتهاك لشرعية مرسى و لو قلت له أن مرسي المخلوع جاء بانتخابات نزيهة ولكن الشعب هو صاحب السلطة والقرار وقد قرر أن يخلعه كما فعل مع مبارك من قبل ولو خرجت نفس الجموع بحجمها وكثافتها على السيسي لأيدنا ذلك القرار .

وإن كنت تؤيد ثورة 25 يناير فهناك ثورة أخرى خرج فيها الشعب عن بكرة أبيه ليرفض هذا الرئيس وحكم مرشدة يرفض أن يصدق ويتجاهل تلك الثورة البشرية السلمية وكأن التاريخ وقف عند 25 يناير .

وأن كان صديقك من الفصيل الثانى المعارض وقد كان بجانبك وقت 30 يونيو تراه يقول لك نعم كنت معك ضد حكم المرشد ولكننى ضد ترشح رجل عسكرى مع أنه كان طلب الشعب الذى ألح علية وهو كجندى استجاب لرغبة الشعب يعترض ويقول أن ذلك استمرار لحكم العسكر وكأن السيسي مواطن من الصومال ولا يحق له الترشح للرئاسة طبقاً للدستور .

وستستمر حالة الشد والجذب فهناك طرف كل ما يهمه عودة مرسي لقصر الاتحادية حتى لو حرق الوطن بكل ما فيه وهذا لن يحدث ولن نسمح لفئة باغية ان تفرض سلطانها على شعب باكمله .

وطرف خلق ليعترض ومازال يلبس رداء ثورة 25 يناير ينادى بالعيش والحرية وهو قابع أمام شاشة جهازه الخلوى يثرثر ويثرثر وفقط ونسي أننا مثلة تمامًا نعرف كل مشاكل مصر الاقتصادية والسياسية وتردي أحوال التعليم والصحة والفساد والمحسوبية وكل الترهل فى الجسد المريض ونسى ان علاج ذلك كلة العمل والكد والعرق وبذل الجهد لتغيير ذلك الواقع المرير الى أفضل حال بالتكاتف والكد وليس بالثرثرة والكلام والهتافات والخطب الحماسية ضد من يقود ويحاول أن يتقدم خطوة واحدة للأمام .

ولكن غلبتهم انتهازيتهم وعبوديتهم لذاتهم ومن يمولوهم ووقعوا فى شرك الضلال يتغنون بحب وطنهم وهم يدسون له السم الزعاف حتى يسقط ولن نسمح لهم نشطاء السبوبة والعملاء والخونة فاما أن يتطهروا وينضموا إلى عجلة الانتاج أو لن نبكى عليهم ويتحملوا نتيجة جرائمهم ضد الوطن فى إشاعة الفوضى والكذب والتضليل فلكم أن تختلفوا مع النظام كما شئتم وأنتقد وأعترض بشكل شرعي مؤسسي ولكن أن تسعى لتفويض الدولة وإرهابها وقتل شبابها من رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين من أبناء الشعب .

وأن تتامر ضد الوطن وتسعى إلى تخريبة مع أنك تعيش على أرضه وتاكل من خيره وتستظل بسمائة فهذا ما لم نسمح به حتى لو كنت من أحد الفريقين أعلاه .

وعليكم أن تعرفوا أن للمصريين صبر قد قرب على النفاذ فأنتم تعيشون بيننا فى العمارة والشارع والحى والعمل نلتقى فى المواصلات وعند مكتب التموين وفى محطة البنزين والمدرسة والجامعة والمستشفى والقسم وكل مكان فى الدولة تستفيد منه وتطالب بحقك فيه وهذا حق ولكن عليك حق يجب أن تؤديه وان تحافظ على الوطن لانه لنا جميعًا .

وما زال هناك أمل لدينا فى أن تنضموا إلى كتيبة المجاهدين فى بناء الوطن من أجل مستقبل أولادكم ومن أجل بناء جمهوريتنا الجديدة
وليحفظ الله الوطن وجيشه ومؤسساته .

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي بل يعبر عن رأي الكاتب .

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى