مقالاتمقالات القراء

عبدالغني الحايس | يكتب: حركة الضباط الأحرار

الحايس 2

ذكرى حركة الضباط الأحرار فى 23 يوليو 1952 والتى قام بها مجموعة من ضباط الجيش اطلقوا على أنفسهم الضباط الأحرار .

وبرغم مرور كل تلك السنوات مازال هناك من يقول عن حركة الضباط الأحرار أنها إنقلاب على الحكم وآخرون يرونها ثورة بعدما أيدتها جموع الشعب المصري .

ولكننا اليوم سنتحدث عن نتائج تلك الحركة بعد 65 عامًا من قيامها ونخص قائدها جمال عبدالناصر .

وسنبدأ بمبادئها الستة التى قامت عليها الحركة تحت زعامة محمد نجيب وقيادة ناصر وهى .

القضاء على الاقطاع والإستعمار وسيطرة رأس المال على الحكم وإقامة جيش وطنى قوى واقامة حياة ديمقراطية حقيقية و اقامة عدالة اجتماعية .

ولاشك أنه تم القضاء على الاستعمار بتوقيع اتفاقية الجلاء بعد اربع وسبعون عاما من الاحتلال الانجليزى . وكذلك تم اجبار الملك فاروق على التنازل عن العرش لولى عهدة ثم تبعها الغاء النظام الملكى عام 53 واعلان النظام الجمهورى برئاسة محمد نجيب اول رئيس جمهورية. وبعد مرور كل تلك السنوات هل تم اقامة حياة ديمقراطية وتحققت العدالة الاجتماعية وتخلصنا من سيطرة رأس المال على الحكم وان كان تم ذلك فلماذا قامت ثورة يناير 2011 .

وبعيدا عن التفاصيل الكثيرة جدا والمتضاربة عن فترة ما بعد الثورة والقرارات التى أعقبت نجاح حركة الضباط الأحرار وحالة الصراع بينهما وخصوصا جبهة المشير عامر وعبدالناصر والتى إنتهت مع نكسة 67 وانتحار المشير ناهيك عن تجاوزات جهاز المخابرات تحت قيادة صلاح نصر وحملة الاعتقالات والتعذيب الواسعة التى تمت فى عهدة واضطهاد الاخوان المسلمين والشيوعيين واليسارين وكل رأى مخالف للثورة وتقييد المثقفين وكبت جماح ثورتهم الثقافية والراى وتكميم الحريات ومصادرة الصحف ومذبحة القضاةونكسة 67 والغاء الأحزاب السياسية ومصادرة الصحف وتأميمها واغلاق الكثير منها والتى عرفت فيها بمذبحة الصحف فى مايو 54 وقبلها ازمة مارس عام 1954 بين عبدالناصر واللواء محمد نجيب والتى انتهت بتحديد اقامة نجيب فى قصر زينب الوكيل وصراع بين قادة مجلس قيادة الثورة والذى انتهى بناصر زعيما منفردا.

واستمر الصراع بين مؤيدى الديمقراطية والحكم الدستورى وحرية الراى حتى انقلب عليهم عبدالناصروملأ بهم المعتقلات .ويذكر احسان عبدالقدوس على سبيل المثال بعد ان تم اعتقالة واستنجدت زوجتة بعبدالناصر للافراج عنه بعد ان مكث فى المعتقل 95 يوما يقول عبدالقدوس تأكدت ان الراى لن يكون حر ولجأت الى كتابة القصص حتى يبعد نفسة عن عمليات البطش المستمرة لكل من يعارض سياسة الثورة .

كذلك كان هناك الفريق الدجوى والذى كان يرأس المحكمة العسكرية لتصفية كل الخصوم وحيث كانت تملى علية الأحكام من مكتب سامى شرف اى من مكتب الرئيس شخصيا حتى انه قال اننى كنت مجرد قارىء لما يملى عليا .

وهناك قضية شهيرة اتهام مصطفى امين بالعمالة الى امريكا برغم معرفة عبدالناصر شخصيا بالدور الذى لعبة مصطفى امين والتحركات التى كانت تتم تحت بصرة وباذن منه ولكن فى النهاية حكم علية بالاشغال الشاقة المؤبدة حتى خرج عام 76 فى عهد السادات وان القضية كلها كانت ملفقة وتحدى لامريكا عن طريق مهندس الدبلوماسية غير الرسمية بين البلدين مصطفى امين والقضية تفاصيلها كثيرة ولا وقت هنا لسردها ولكن هناك موقف واحد يجب ان نذكرة لمصطفى امين بعد ان نجح فى اتصالاتة أيام العدوان الثلاثى بعد جولة مقابلات بمعرفة عبدالناصر الى الملك حسين بالاردن والملك سعود بالسعودية وشكرى قوتلى بسوريا ثم امريكا عندها قال لة عبدالناصر بعد ان شكرة اطلب ماتريد فقال امين ارجو ان تعفو على الشعب المصرى فقال ناصر وماذا فعلت بالشعب المصرى .رد امين انت لم تثق بالشعب واليوم بعد ازمة العدوان الشعب كلة معك فاطلق حرية الراى والأحزاب والصحافة لتنمو الديمقراطية وطبعا ذلك لم يحدث .

وكان يرى الفريق المؤيد للثورة ان العجلة لن تعود الى الوراء وان الاحزاب السياسية كانت سبب الفساد ويجب تأميم الشركات والاقطاع والذى صدر تحت مسمى قانون الاصلاح الزراعى وان عودة الجيش لثكانتة اصبحت مستحيلة .واستمر صراع الديناصورات فى النظام الناصرى والذى كان سبب ازمات كثيرة وويلات على الشعب المصرى .

وكان دائما مانسمع فى خطب ناصر يقول ان الشعب المصرى سار فى طريقة وفى طريق ثورتة من اجل الكفاية والعدل وسيطرة الشعب على وسائل الانتاج ومن اجل ذلك رفض الشعب ديكتتاتورية طبقة من الطبقات وصمم على الديمقراطية الكاملة ويكرر ايها الأخوة سرنا فى طريق الديمقراطية .الديمقراطية السياسية و الديمقراطية الاجتماعية .وكان كل ذلك مجرد كلام وشعارات وخطب رنانة اوهم بها الشعب المصرى .

كما انه اثار ضغينة الرأسماليين بقراراتة الاشتراكية .وعدائة للمثقفين وكان كاتبنا الكبير محمود السعدنى يحكى عن واقعة وهو فى معتقل الواحات بعد ان راى الصول المسئول عن تعذيبهم فى حالة من الكدر وكان السعدنى ينكت كثير حتى يهرب من عملية نقل وتكسير الصخور فقال لة الصول ان ان ابنة حصل على التوجيهية ولا يسطيع ان يكمل تعليمة لضيق ذات اليد فاوصاة السعدنى بضورة ان يستكمل تعليمة وعندما قال لة الصول وماذا بعد ان يحصل على الجامعة وفى امكانة العمل بالتوجيهية فقال لة السعدنى لو اكمل تعليمة حتما سياتى هنا ويقصد المعتقل .

ويقول شمس بدران جمال عبدالناصر كان لة تاثير كبير على العالم العربى والافريقى برغم خلافة مع الغرب ومع امريكا تحديدا الا انه كان اسطورة وهيكل هو من صنع تلك الهالة وعظم الأسطورة .

وكثرت الأقاويل بعد موت ناصر حتى قال البعض ان حكمة كان حكم بوليسى ديكتتاتورى اتجة الى القمع وتكميم الافواة وتقييد الحريات وانة اعتمد على اهل الثقة وليس اهل الكفاءة وهذا عكس ما ذكرتة ابنتة هدى عبدالناصر عندما قالت ان عبدالناصر كان يؤمن بالديمقراطية وضد الحكم الفردى وكان يرى ان كل منصب يجب ان يكون بالانتخاب وليس التعيين وان مصر دولة مؤسسات يجب ان يعتمد عليها كلا فيما يخصة حتى تنضج التجربة ثم تستشهد انة بعد 67 والهزيمة التى كسرتة واعلانة التنحى تخرج كل جموع الشعب المصرى فى المدن والقرى لتطالبة بالعودة وهذا دليل على ان الرئيس لم يكن يحكم حكم فردى وانها ترفض ان يكون والدها ديكتتاتورا .

ويرى سامى شرف ان الثورة مرت بمرحلتين الاولى من 52 الى 56 وهى المرحلة الثورة ثم المرحلة الثانية بعد 56 وهى مرحلة الشرعية الدستورية.

وتنكر هدى عبدالناصر ان عهد والدها لم يكن بة ظلم او معتقلين وان الرئيس كان يتقرب من المثقفين دائما بقدر ما ابتعدوا هم عنه .

ويقول المؤرخ عبدالعظيم رمضان ان عبدالناصر كان زعيما أخطائة أكثر من انجازاتة .
ويقول د يونان لبين ان تاريخ مصر الحديث صنعه ثلاثة محمد على والخديوى اسماعيل وعبدالناصر .

اما رشاد مهنا احد الضباط الأحرار واحد الاوصياء على العرش بعد الثورة ان عبدالناصر رجل قضى على المصرى ماديا ومعنويا .

ويقول د مصطفى خليل عنه ان ناصر رجل وطنى يريد مصلحة وطنة ولكن الاسلوب الذى اتبعه سواء اختلفت معه وا اتفقت معه لكنة كان وطنى .

ولكننا سنظل نعيش فى هذا الجدل ما بين مؤيد لفترة حكم عبدالناصر وما بين معترض عن تلك الفترة وما تلاها ايضا لانها تكريس لحقبة الحكم العسكرى وسيطرتة على مقاليد الامور وانها ادخلتنا الى مرحلة التضيق على الحريات والديمقراطية التى قامت من اجلها الثورة وستظل مبادىء الثورة الستة شاهدة على ذلك انها لم يتحقق منها شىء الا اليسير .واننا مازلنا نعيش فى تبعياتها حتى تلك اللحظة الراهنة مع بعض التغيرات والتى فرضها العصر .
ورغم كل شىء رحل ناصر عن دنيانا ولكن مازال موجود فى قلوب وعقول المصريين حتى الذين عانوا فى معتقلاتة من الشيوعيين و اليساريين بل وظل فى قلوب العرب اجمعين حتى انه كان موجودا فى ثورة يناير 2011 وكذلك ثورة 30 يونيو نرفع صورة اجلالا واحتراما.وسيبقى عبدالناصر برغم اخطائة واخفاقاتة الا انه كان له انجازات ستظل شاهدة علية وتحسب لة السد العالى وتاميم قناة السويس وجلاء الانجليز عن مصر ومحاولتة المستمرة لخلق نهضة صناعية حقيقية على يد ابوالصناعة عزيز صدقى ولكننا كجيل سيظل أسير ما يقرأ من كتب تكتب عن تلك الفترة تداخلت فية الحقيقة مع التدليس وبتنا فى حالة حيرة من امرنا ولنا العذر فى ذلك فعندما نقرا مذكرات حسين حمودة وهو من الضباط الاحرار والاخوان المسلمين يجعلك تكرة ناصر وعندما تقرا مذكرات ثروت عكاشة وابراهيم طلعت ويوسف صديق وما دونه هيكل فى كتبة والسادات تجد انك امام زعيم كبير تقف امامه اجلالا وتعظيما .

ومما قال عن ناصر فى عيون اخرى رحل الديك الرومى كما تطلق علية وثائق البيت الابيض .والبكباشى عند الاسرائليين والمغتصب كما وصفة ايدن رئيس وزراء انجلترا فى معركة السويس .وابن البوسطجى كما يقول الباشاوات الذى الغى القابهم والريس عند المصريين
وستبقى ثورة يوليو نقطة فارقة بين عصريين .
حفظ الله الشعب المصرى

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى