مقالات القراء

عبدالغني الحايس | يكتب : حزب كن ولا تكن

%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d9%8a%d8%b3

لدينا أكثر من مائة حزب تم تشكيل غالبيتها بعد ثورة يناير ولكن بالتدقيق فى المشهد السياسى تجده يخلو من تواجد غالبية تلك الأحزاب حتى البرلمان ليس بة إلا نواب يمثلون عدد قليل من الأحزاب لا يتعدى خمسة عشر حزباً وهذا يعطينا الحق أن نقول أن تلك الأحزاب فشلت فى الوصول إلى الجماهير وفشلت فى تكوين ظهير شعبى لها مؤمن بأفكارها وبرامجها .

وبرغم أن الحياة السياسية لابد أن تتشكل من تلك الأحزاب والتى تنجح فى خلق جماهيرية لها من الشعب مؤمن بأفكارها وسياستها وأن تتنافس ببرامجها وأيدلوجياتها ويكون لديها الكوادر لإدارة شئون البلاد وأن يكون هدفها التنافس للوصول الى السلطة لتفعيل كل برامجها إيمانا بالجماهير العريضة التى تؤيدها واختارتها سواء فى البرلمان أو المحليات ووصولاً لتشكيل الحكومة فهذا هو الهدف الأسمى ويستمر التنافس ويقف فى الجههةالأخرى أحزاب موالية للحزب الحاكم تسير على نفس مبادئه أو تشاركة فى إدارة شئون الحكم وأحزاب معارضة تراقب وتنتقد أدائه فى جو ديمقراطي صحى وسليم فالأحزاب هى عمود الديمقراطية وأساس البناء الديمقراطي .

ونحن لم نتعلم من تجارب الأخرين ففى بريطانيا وأمريكا مثلاً حزبين يتنافسان دائماً على السلطة ويتداولان السلطة فيما بينهم باختيار الناخبين  وفى بعض الدول الأخرى مثل ألمانيا وفرنسا وغيرها يتنافس عدة احزاب ولكن ليس بهذا العدد الضخم الذى لدينا و هناك تداول حقيقي للسلطة وممارسة العمل السياسي .

بينما أحزابنا تتعذر بأن المناخ ليس ملائم وهناك تضييق من السلطة الحاكمة وأن الشعب غير جاهز للتحول الديمقراطي وأنه لا يؤمن بتلك الأحزاب وأكتفت فقط بتلك البيانات وتحولت إلى دكاكين للشجب والإدانة والتنديد ببيانات لا تغني ولا تثمن من جوع وكأنها تدعى في قرارة نفسها بأنها مازلت على قيد الحياة بتلك البيانات الرخيصة ويجب عليها أن تعترف بأنها لم تستطع الوصول إلى الشارع المكتظ بالجماهير العريضة من الشعب ولم تتطرق الى مشاكلة واحتيجاته ولم يستطيعوا تكوين أرضية خصبة لأفكارهم بين أفراد الشعب برغم اتاحتها ولكنهم خلقوا لأنفسهم الأعذار وتفرغوا لصرعاتهم الداخلية او مهادنة السلطة من أجل مكاسب شخصية.

وبرغم منادتهم بالديمقراطية فى تصريحاتهم وهم داخل أحزابهم يمارسون الإقصاء لكل صوت معارض لهم داخل كيانتهم وتحولوا إلى شلة تبحث عن مكسب وواجهة اجتماعية أو مجرد ضيوف على برامج الثرثرة الليلية ويقولون مالا يفعلونه ويتحولون إلى منظرين أو يستخدمون منصاتهم على برامج التواصل الإجتماعى ليشجبوا ويدينوا ونسوا أن هناك شارع ومواطنيين يجب الإلتحام بهم وبهمومهم ليعبروا عنهم ويكونوا صوتهم لدى السلطة الحاكمة لحل كل مشاكلهم .

وأنا أعتبر الحزب الذى فشل فى تمثيل نواب لة فى البرلمان حزب فاشل ويجب ان يراجع القصور الذى أصابة بسبب غياب جماهيريتة وابتعاد القاعدة الشعبية عن مساندته وكثيرا ما يسوق قادة تلك الأحزاب أسباب ذلك العزوف لعوامل كثيرة دون أن يحملوا أنفسهم فشلهم فى الوصول الى الناخب أو بالمواطن بالمقام الأول ويكيلوا الاتهامات الى السلطة أو الى حالة الاستقطاب الديني فى أحزاب الإسلام السياسي مثل حزب الحرية والعدالة قبل سقوط الإخوان .

ويجب أن يجتمع كل قادة تلك الأحزاب بعد أن يجتمعوا مع أعضائهم لخلق تحالفات فى الأحزاب ذات الفكر الواحد والأيدلوجية الواحدة لتقوية تلك الكيانات بالكوادر وليستطيعوا النمو والوصول الى الهدف الأساسى الحكم وأن لا يتعللوا بأعذار وان يقدموا المصلحة العامة على مصالحهم الضيقة وانتهازيتهم .حتى يستطيعوا الوصول الى كل ابواب المواطنيين .

ولنا فى حزب الحرية والعدالة مثال فقد كان لهم أعضاء وظهير شعبي حقيقي فى كل حى وشارع برغم أنه كان يستغل حاجة المواطنيين وكذلك يستخدم الدين ستاراً فى الوصول الى مبتغاه حتى ظهر على حقيقته .

نحن نريد دولتنا دولة ديمقراطية حقيقية تقوم على التعددية السياسية ويكون هناك تداول حقيقى للسلطة وأن يكون لكل حزب سياسى ظهير شعبى حقيقى يمارس وينفذ برنامج وأهداف الحزب سعياً لبناء دولة حرة ديمقراطية .

ولا نريد أن تظل تلك الأحزاب متقوقعة على نفسها فى غرفها المكيفة والمغلقة تندد وتشجب وتدين فى بياناتها بدون ان تكون لها مشاركة حقيقة وفعالة فى سعيها لتنفيذ رؤيتها وبرامجها على أرض الواقع .

وحفظ الله الوطن.

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي لكن يعبر عن رأي الكاتب .

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى