مقالاتمقالات القراء

عبدالغني الحايس | يكتب: خواطر يناير الجزء الأول

الحايس 2

 

تنتابنى لحظات صمت طويل .يمر فيها أمامى شريط من الذكريات .كلما تذكرت ثورة يناير وما قبلها من احلام وطموحات ورجاء أن تتغيير حال البلاد الى ما نطمح له من وطن قوى ناهض يملك كل مقومات النجاح من ثورة بشرية هائلة وموارد طبعية وكفاءات وكوادر تتمنى الفرصة للابداع والإبتكار .

كنت فى قريتنا البعيدة المنسية . أفكر متى يتم النهوض بالقرى المصرية ويتم تقديم خدمات اولية ليست متاحة من رصف طرق ووحدات صحية ومراكز شباب ومدارس بدلا من الإغتراب وتوفير مياة نظيفة وكهرباء .كانت احلام بسيطة ولكنها ضرورات المفروض ان تتوافر تلقائيا للنهوض بالإنسان وتصون كرامتة وتحترم اداميتة .

ولك ان تتخيل مواطن فى الالفية الجديدة مازال يبحث عن توفير كهرباء وصرف صحى ومدارس وخلافة والمفروض ان يفكر فيما هو اعظم واكبر من ذلك .كنت ترى شباب يقتلهم اليأس ويحيطهم الإحباط .فكل ما حولهم يدعو الى ذلك .

كنت تسأل احدهم ماذا تتمنى يقول لك السفر .فهاجر شباب القرى الى خارج القطر المصرى يبحث عن فرصة وعن حياة جديدة هربا من معاناتة داخل وطنة التى لا توفر لة لا العمل ولا السكن ولا حتى استغلال طاقتة فى شىء مفيد لة ولوطنة .

معظم الخدمات يتم توافرها فى المدن الكبرى وهم لا يحظون بفرصة لتنمية مهاراتهم او استثمار هوايتهم فكيف يكون هناك أديب او رياضى او مثقف او مبدعفى اى مجال مادام لم تتوافر لة الإمكانيات لاستثمار مواهبة وسط هذا الظلام الدامس ثم نتسائل لماذا الغرب هكذا فى المقدمة ونحن مازالنا نحارب الأمية .امية القراءة والكتابة .فى صحوة عالم الإنترنت مازلنا هنا نمارس العلاج بالدجل والسحر .

العالم وصل الى القمر والى ابعد من ذلك ونحن لا نستطيع ان نمهد طريق ما بين القرية والمدينة .

العالم يبحث عن حياة على الكوكب الأحمر ونحن مازال فيرس سى والإلتهاب الكبدى الوبائى يفترس اجسادنا .
كنت فى صمتى احس بالعجز .لماذا نحن نأخذ من الغرب كل شىء ونستورد كل شىء ولا نقدم لهم شىء ؟
لماذا علينا أن نحصل منهم على التكنولوجيا والسلاح والقمح تتخيلوا بلد فى مساحة مصر تستورد قمح .الى متى سنظل ننصاع اليهم وناتمر بامرهم فى السر ونقول لأنفسنا فى العلن نحن اصحاب قرار وسيادة .

كانت الثورة الأمل الذى وجدنا فية ضلاتنا وغايتنا على أمل التغيير وان تكون مصر للمصريين وليست لعصابة وشلة من المنتفعين وأصحاب المصالح .
امنا بالثورة كما امنا بالحلم .شاركنا فيها بكل جوارحنا وكنا على استعداد لتقديم ارواحنا املا فى سبيل تحقيق الحلم فى عيش وحرية وعدالة اجتماعية وان تكون مصر لكل المصريين .

لم يجرنا احد ولم نكن ابدا عملاء او خونة للوطن او مموليين .ولسنا ننتمى الى اى تيار سياى او منظمات او حركات ثورية نحن فقط مواطنون مصريون نتمى للوطن الرخاء املا فى مستقبل أفضل لا ولادنا وان لا يعيشوا معاناتنا فى ظل وضع اقتصادى متردى وانتشار الفساد والمحسوبية .

الجميع كان يعرف ان مصر بها كثير من المشاكل وتعانى تردى فى الصحة والتعليم والعدالة بل أقولها صريحة فى كل شىء سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا .كما تسيطر طبقة قليلة جدا على كل موارد الوطن تسرق خيراتة وغالبية الشعب يعيش على حد الكفاف ويعانى سوء المعيشة .

كنت افكر كيف لدولة مثل مصر لديها كل تلك الحضارة العظيمة ولا نستطيع ترويجها او حتى المحافظة على ارثنا التاريخ الذى تركة لنا الأجداد .ونحن أصحاب حضارة سبعة الاف سنة حضارة ومن اقدم الأمم فى التاريخ نكون فى تلك الحالة من التردى والفساد والاستهتار ولا نعرف قيمة ما نملك .

كيف لدولة تطل على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وقد وهبها اللة جوا مثاليا ومناخا رائعا ولا تسخر هبات الله الطبيعه فى تنمية مواردها .

دولة بها نيل عظيم وبحيرات وتطل على بحرين وتستورد اسماكها ولا تكفى غذائها .

وكثير وكثير من لحظات الصمت تتواصل والحل الوحيد هو ثورة قريبة تأتى لتطيح بكل هؤلاء الفاسدين القابعيين على السلطة .ليأتى جيل جديد يعرف مكانة مصر وقدرتها وامكانيتها ويسخر كل ذلك للنهوض بها وكانت يناير الحلم الذى عشت معة ولة وشاركت فية بكل جوارحى .

وما يؤلمنى اليوم ما يقال على يناير انها كانت مؤامرة لهدم واسقاط الدولة .دبرها خونة وعملاء فى الداخل لتقويض الوطن .بالله عليكم هذا ادعاء كاذب ستظل يناير برغم كل شىء هى الحلم الذى حلمنا بة وعشنا من اجلة .وقد نكون خسرنا جولتنا ولكن الحلم مازال ينمو فينا وداخلنا لنحقق لمصرنا التقدم والنهضة والإذدهار

يناير كانت امنية تحققت لكن المغرضون هم من قوضوها لمصالحهم .هم من سرقوها ليحلوا محل سابقيهم من الفاسدين ويبقى نحن فقط فى نظرهم العملاء والخونة نعانى التشريد والإعتقال والسجن فهل تلك كانت ضريبة حلمنا بعد كل ما قدمناه ليناير من دماء وأرواح

سيبقى حلم يناير ما بقينا والى موعد عما قريب حفظ الله الوطن

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى