مقالات

عبدالغني الحايس | يكتب: صراع الداخلية والنقابة

عبد الغني الحايسخبر عاجل اقتحام نقابة الصحفيين من قبل الأمن للقبض على عمرو بدر ومحمود السقا.

لم ينتهى الخبر العاجل عند هذا الحد ، حتى خرج جموع الصحفيين يلعنون الأمن المصرى ويطالبون باقالة وزير الداخلية ويتطاولون على شخص الرئيس وان هذا الفعل يعد سابقة لم تحدث فى التاريخ أن يقتحم الأمن النقابة .بل وتبادر البعض بطلب حجب الصحف اعتراضا على ما حدث والدخول فى اعتصام مفتوح يصل الى اضراب عام وكذلك اعلان مجلس النقابة انه فى اجتماع دائم لحين انعقاد الجمعية العمومية الغير عادية لبحث تلك الواقعة ومناداته للنقابات الأخرى بالتضامن معه .

بل وانهالت صفحات التواصل الاجتماعى بشجب و إدانة النظام ، ويقف فى الطرف الأخر المواطن المصرى يراقب ما يحدث وينتظر ما تنهى الية تلك الأزمة المفتعلة .

وهناك بيان من وزارة الداخلية يؤكد عدم الاقتحام وانهم يحترمون الدستور والقانون وانه تم القبض على المتهمين تحت احترام القانون والدستور .

وتبقى الحقيقة غائبة والدولة وحدها هى من تدفع ثمن تلك الصراعات لوقف نهضتها وادخلها فى نفق مظلم
وانا كمواطن مصرى لا ينتمى الى اى نقابة تبحث عنة او تدافع عنه عندما يتم القبض علية .لدى بعض الاسئلة المشروعة للسادة الصحفيين ووزارة الداخلية .

هل النقابة فوق القانون ؟ وهل النقابة من حقها التستر على اى صحفى مطلوب القبض علي علية بحجة انه داخل النقابة أو حماية اى مواطن التجأ اليها مطلوب القبض علية ؟

هل نقابة الصحفيين كيان مستقل ام كيان للمجتمع المصرى ؟

هل جموع الصحفيين يجمعهم صالح الوطن ويوجهون أقلامهم للصالح العام ام لمصالح شخصية ؟

سوف أجيب على السؤال الأخير من وجهة نظرى المتواضعة بأن أقلام الصحفيين مسيسة ويكتبون حسب ميولهم السياسية وليس عن قناعة بما هو لصالح الوطن قولا واحد .

وأين كانت النقابة بكل ما يتعرض لة الشباب للاحتجاز بدون محاكمات هل بحثت عن الجميع أم اختصت المشهور من الأسماء فقط ، وهل تهدأ عاصفة الصحفيين بعد اقالة وزير الداخلية واعتذار مؤسسة الرئاسة كما ينادون ، وماذا لو لم يحدث ذلك ؟

وعلى الطرف الأخر الداخلية التى تؤكد عدم الاقتحام وخصوصًا لايوجد فيديو واحد يؤكد ذلك أو ينفيه وهل لنا ان نصدق بيانهم ام نصدق جموع الصحفيين وهل غاب على الداخلية لو كانت اقتحمت المبنى تبعيات الموقف وان هؤلاء الصحفيين يملكون الأقلام والأبواق ليصدحوا وليملئوا الدنيا ضجيج ويحولون الخيال حقيقة ، وهل يصدق المواطن بيان الداخلية وهم يعرفون تعنتهم وغطرستهم وحماقاتهم الكثيرة ضد جموع المصريين ويشهد عليها كثير من حالات الاختفاء القصرى او المقبوض عليهم بدون اذن نيابة وغيرها من مجمل تجاوزتهم .

هل الوطن فى حاجة إلى ازمة جديدة لوقف مسيرة نهضتة وتقدمة ؟ هل الرئيس لدية الوقت ليتدخل فى كل كبيرة وصغيرة برغم وجود مؤسسات منوط بها التحرك والمواجهة؟

هل الحكومة ستظل صامتة وسط تفاقم الأزمة ؟ هل دعوة نقابة الصحفيين للنقابات الأخرى لدعمها يزيد الأزمة احتقانا ام يوجد بينهم صاحب عقل رشيد ليرجح الصالح العام فوق المصالح الشخصية .

ام يتدخل العقلاء لاحتواء الأزمة وتشكل لجنة محايدة لبحث الموضوع برمته وإعلام الشعب بالحقائق ومحاسبة المقصر حتى نخرج من النفق المظلم ولاستكمال عملية البناء .

وقبل أن يندفع الصحفيين في مسارهم عليهم أن يتحروا الحقيقة وأن يعلوا مصلحة الوطن وجميعنا منحاز لتطبيق القانون والدستور وأن ينال المخطىء عقابة بدون التطاول على الدولة ومؤسساتها قبل جر الدولة إلى حافة الهاوية وبدلاً من أن يكونوا معول بناء يكونوا أداة هدم .

وعلى الجميع أن يعرف أن الكل سواء أمام القانون لا فرق بين مواطن ومواطن ولا يوجد أحد فوق القانون وعلى الدولة تطبيق سيادة القانون حتى يدرك المواطن الأمن وأن العدالة وتطبيقها هى الأساس ، و أن النقابة لن ترهبنا بأبواقها وإعلاميها ومنابرها وعليهم أن يحترموا القانون ويكونوا قدوة للتطبيق مادام سيحاسب كل من تجرأ على تجاوز القانون واختراق الدستور ، كما يبحثون عن حقهم عليهم احترام حق المواطن في معلومات سليمة وحقيقة وأن يبعدوا عن نشر الشائعات والأكاذيب ودعوات التحريض وأن تكون أقلامهم لصالح الوطن وخدمة للمواطنيين ، وحفظ الله الوطن .

  • الأراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي ، بينما تعبر عن رأي الكاتب.

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى