مقالاتمقالات القراء

عبدالغني الحايس| يكتب: في الذكرى السادسة لثورة يناير

الحايس

مرت بنا أيام قليلة بذكرى ثورة 25 يناير 2011، تلك الثورة المجيدة التى تغني بها القاصي والدانى بشباب خرج عارى الصدر ليواجه جحافل الظلم والطغيان بألياتهم العسكرية وطلقات رصاصهم وقنابلهم المسيلة للدموع وسجونهم البغيضة .

غير آبه لما يحدث له فقد قرروا تقديم أرواحهم مقابل أحلامهم بحياة كريمة هو عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية .

مازلت أتذكر الميدان طوال ثمانية عشر يوماً حتى تنحى مبارك عن الحكم ومازلت أحلم بعودة تلك الروح التي سيطرت على المصريين جميعًا بتكاتفهم واتحادهم وتعاونهم فى تحقيق غايتهم أملاً فى مستقبل مشرق يصنعونه بأنفسهم بعيداً عن الفساد والمحسوبية وعهد طويل من الظلم والطغيان متعاهدين على رفع شعار ثورتهم حتى يتحقق .

و بعد مرور ست سنوات على تلك الثورة علينا أن نقدم كشف حساب لما تحقق وما أخفقنا فيه وأن نكون صادقين مع أنفسنا حتى نصل الى الحقيقة كاملة لنعرف مواطن القوة والضعف وقبلها علينا أن نعترف بحقيقة وضع وطننا وما به من مشكلات فى التعليم والصحة والرعاية الإجتماعية والسياسية والإقتصادية وسوء حال المعيشة وتردى جميع الأوضاع وفى كل المجالات وأن ثورات مصر مسروقة فى جيوب أقلية تآمرت مع عصابة حاكمة لتستولى على الخيرات ولم تترك لنا حتى الفتتات .

وأننا عشنا عقود من الخنوع والخوف موافقين على الظلم والقهر حتى كانت ثورة يناير جاءت وكسرت حاجز الصمت والخوف والقهر وأعلنت بصوتها المدوى لا تراجع ولا استسلام حتى نحقق العدالة والحرية والمساواة .

ثم بعد ذلك علينا أن نقر بأسباب فشلنا بعد 11 فبراير حتى لحظتنا الراهنة إنقسام الشباب إلى أيدلوجيات وأحزاب متصارعة وائتلافات متناحرة وكل فصيل أراد أن يكون هو الثورة والثورة هو وفقط وإنفضاض الوحدة بين الجموع وتركهم الميدان بعد تنحى مبارك بدون تحقيق مطالب الثورة كاملة .

انقضاض جماعة الإخوان المسلمين المنظمة على الثورة ودخولها فى مفاوضات مع النظام والمجلس العسكرى غير مبالية بشركائها فى الميدان .

سوء إدارة المجلس العسكرى وتناحر الثوار وإنقسامهم والدخول فى مناوشات من مسرح البالون إلى محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء وغيرها ودون حل جذرى لأى مشكلة أو صدام وكان الخاسر الوحيد شباب فقدوا حياتهم ومصابين ومعتقلين .

حالة الإستقطاب التى حدثت بعد الثورة وكان أبرزها وقت استفتاء مارس وتكاتف أنصار الإسلام السياسى ضد من عداهم وسيطرتهم على البرلمان وكذلك لجنة إعداد الدستور ثم توليهم الرئاسة بعد ذلك وقطعهم وعوداً لم يلتزموا بها مع كل الأطراف ثم إقصائهم لكل أطياف الوطن عدا مؤيديهم .

إنقسام مرشحى الرئاسة وخصوصاً المدعومين من شباب الثورة مثل حمدين وخالد على وأبوالفتوح ودخولهم السباق معًا أدى إلى تفتيت وحدة الصف وإعطاء الفرصة أن تكون مرحلة الإعادة بين شفيق ومرسى .

وجاء الإخوان للحكم وهم مسيطرين على مجلس النواب والشورى وكانت فترة حكمهم من أتعس وأصعب المراحل فى الثورة كلها حتى خرج الشعب عليهم فى ثورة 30 يونيو للإطاحة بهم بعد تخاذلهم فى تحقيق مطالب الشعب وعدائهم الفج لكل من يعارضهم ولم تنطوى صفحتهم حتى الآن فمازالوا يمارسون كل أنواع الإرهاب ضد الوطن كله بممارساتهم القبيحة من أعمال إرهابية تستهدف أبناء الشعب فى عملياتهم القذرة وساعين إلى سقوط الدولة حتى يصلوا إلى السلطة مرة أخرى .

وبعد مرور ست سنوات مازالت القوى الثورة متناحرة ضعيفة مخيبة للأمال على إعادة وحدة صفها حتى تكون ظهير شعبى مؤمن بافكارها لتحقيق شعار ثورة يناير .

ناهيك عن أحزاب ضعيفة مشتتة لاترى منها سوى بيانات شجب وإدانة حتى انحصرت تلك البيانات وتقوقعوا داخل غرفهم الضيقة تاركين الشارع بما فيه من هموم ومشاكل ومصاعب .

والآن ونحن بعد ثورة يونيو وتولى السيسىى إدارة شئون البلاد مع حكومتة وحالة الغلاء الفاحش التى يعانى منها المواطنين جميعاً وما مر من أحداث فى فترة حكمة تحديداً برغم المشاريع القومية العظيمة التى يعلن عنها ووسط إنقسام مجتمعى عليها فهل يحقق السيسى مطالب ثورة يناير ويسعد جموع المصريين .

أم تكون ذكرى يناير السادسة دعوة للتذمر والغضب والرفض لحالة الغلاء والمعاناه المعيشية التى يعانى منها المصريين نتيجة التعويم وارتفاع سعر الدولار ودخول الدولة فى مشاريع عملاقة لا طائل منها فى نظر البعض غير استنزاف مقدرات الوطن وأمام مصانع مغلقة وركود فى السياحة وارتفاع معدل البطالة وحكومة غير قادرة على تحقيق مطالب المواطنيين .

وهذا ما نعرفه فى الأيام القادمة هل يتذمر الشعب أم سيتحمل حتى يجنى ثمار ما يزرعه النظام الحالي وما يعطيه من أمال لجموع المصريين يتحقق ونكون قد الدنيا وندعو الله جميعًا أن تنعم مصر بالرخاء والأمن والأمان وتتحقق الرفاهية لجموع المواطنيين وحفظ الله مصر والمصريين .

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى